سورية

كندا تجرم لاجئين سوريين بسبب ألفاظهم.. وألمانيا: هم الأقل ارتكاباً للجرائم

| وكالات

أكدت ألمانيا أن اللاجئين القادمين من مناطق الحروب مثل سورية والعراق، نادراً ما يصبحون جانحين أو يرتكبون جرائم، على حين اعتبرت كندا أن ما اعتاد آباء اللاجئين السوريين التفوه به لدى حديثهم مع أبنائهم في سورية، يمكن أن يكون جرماً خطيراً ودليلاً لإدانتهم على أراضيها.
واستندت محكمة كندية إلى كلمات اعتاد الآباء السوريون التفوه بها لدى حديثهم مع أبنائهم، كدليل إدانة ضد والدين سوريين لاجئين في إحدى المقاطعات الكندية، موصلة رسالة واضحة إلى الأبوين مفادها أن ما هو معتاد وطبيعي في سورية، يمكن أن يكون جرماً خطيراً في كندا.
ووفقاً لتقارير نشرتها أكثر من وسيلة إعلام كندية، بحسب مواقع إلكترونية معارضة، فقد بدأت القصة من ألفاظ وجهها السوري «أ. أ» و«ف» إلى ابنتهما ذات الـ25 عاماً (ب)، تتوعدها بالتسميم والذبح إن هي استمرت بالتواصل مع شاب كندي، وصفته الصحيفة الكندية بلفظة «بوي فريند» (صديق).
وحسب ما ورد في التقرير، فقد أبدى الأب استياءه من فوز ابنته بجهاز لوحي «تابلت» في إحدى المسابقات، وكان هذا ربيع 2016 عقب وصول العائلة إلى كندا من الأردن، بصفة لاجئين، حيث واجهت البنت «التهديد الأول» من والدها الذي توعد بأن «يسممها» وحذرها من التواصل مع الرجال الغرباء. وفي صيف العام الماضي، وقع «التهديد الثاني» عندما علم والدا الشابة بتواصلها مع أحد الكنديين، حيث صدرت من الأب عبارات تحذيرية من قبيل «بدي أذبحك»، وهو ما عده القضاء الكندي تهديداً متعمداً بالقتل.
وتلا ذلك بحسب التقرير، «تهديد» ثالث تلقته الشابة من والدها، وهنا كان دور الشاب الكندي الذي تتواصل معه أساسيا في تحريضها لرفع شكوى ضد والديها، أدت إلى حبسهما 72 يوماً، قبل أن يطلق سراحهما بموجب صفقة.
وأفاد المحامي الذي تولى المرافعة عن الأب، ويدعى ديفيد لوتز، أن الاطلاع على أحوال الأسرة السورية ومعرفة خلفية السوريين عامة، يؤكد أن التهديدات التي أطلقها الوالدان تجاه ابنتهما الشابة، إنما هي كلام مجازي، يستخدمه الآباء السوريون كنوع من الضغط على الأبناء ليفعلوا أو يتركوا شيئاً ما، لكن الشرطة والقضاء الكنديين لا يعتدان بهذا، بل يعدان كل كلمة صادرة بمثابة تهديد فعلي وحقيقي.
وخلص لوتز بأن كلام الأب الموجه إلى ابنته كان «غير مهذب ومشرفاً على التهور»، وقد تلقى الأبوان درساً مفاده أن هذه اللغة المقبولة في سورية غير مقبولة في كندا.
في غضون ذلك، كشف تقرير لـ«المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة» في ألمانيا، أن اللاجئين القادمين من مناطق الحروب مثل سورية والعراق، نادراً ما يصبحون جانحين مقارنة بطالبي لجوء قادمين من مناطق أكثر سلماً في العالم.
وجاء في التقرير، بحسب مواقع معارضة، أنه على الرغم من أن 35.5 بالمئة من جميع اللاجئين الذين جاؤوا إلى ألمانيا العام الماضي كانوا منحدرين من سورية، فإن نسبتهم كانت 20 بالمئة فقط بين المهاجرين المشتبه فيهم، لافتا إلى أن الشيء ذاته ظهر مع اللاجئين القادمين من العراق.
وأشار التقرير إلى أن النقيض تماما كان مع المهاجرين القادمين من مناطق ودول لا تشهد حروباً مثل المغرب وصربيا وجورجيا، فعلى الرغم من أن نسبة طالبي اللجوء المنحدرين من المغرب والجزائر وتونس لم تتجاوز 2.4 بالمئة، فإن نسبتهم من المهاجرين الذين تم التحري عنهم بصفتهم مشتبه فيهم بلغت 9 بالمئة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن