رياضة

سلة رجال نادي الثورة … ماض مشرق وحاضر متواضع وتفاؤل بالمستقبل

| مهند الحسني

خرجت سلة رجال نادي الثورة من مسابقتي الدوري والكأس خالية الوفاض، ومن دون أي نتائج إيجابية تذكر، فالفريق لم يتمكن من ترك بصمة من حيث الأداء الذي بدا متفاوتاً من مباراة لأخرى، ولا من حيث النتائج الرقمية، حيث مني بخسارات غير متوقعة، فلم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الثورة يتوقع لها أن تصل لهذه المرحلة التي لا تسر صديقاً ولا عدواً، فبعد أن كان النادي مدرسة، ومفرخة للمواهب، وأهم معقل من معاقل كرة السلة السورية، وأكبر رافد للمنتخبات الوطنية بجميع الفئات يحسب له ألف حساب حتى أمام الفرق الكبيرة، تحول إلى قط أليف تستبيح سلته أصغر الفرق، وبات أعلى درجات طموحه الفوز على فرق كانت تحلم باللعب معه في الماضي القريب، وبما أن لكل شيء أسبابه، فإن تفاوت مستوى سلة رجال نادي الثورة له أسبابه التي ساهمت بشكل أو بآخر في تراجع مستوى ونتائج فريق الرجال بالتحديد عن المواسم السابقة.

هجرة وإصابات
شارك الفريق هذا الموسم بتشكيلة أغلبيتها من اللاعبين الشباب، بعد هجرة عدد كبير من لاعبيه في السنوات الأخيرة، ولعب الفريق بمجموعة من الشباب الذين تنقصهم الخبرة في التعامل مع مباريات قوية وحساسة، فخسر جهود لاعبين مميزين كان يعول عليهم الجهاز الفني، إضافة لخسارته أكثر من لاعب نظراً لانتقالهم لأندية أخرى بالعاصمة في المواسم السابقة، لذلك وجدت الإدارة ضرورة تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جيدين، ورغم محاولاتها في هذا الاتجاه غير أنها لم تنجح في التعاقد سوى مع لاعب سلة النصر محمد ضيا، الذي لم يكتب له النجاح مع الفريق، بعدما لحقت به لعنة الإصابات، وبات بحاجة لعمل جراحي سيبعده عن الملاعب لفترة طويلة.
خطة لا بد منها

على ضوء هذا الواقع وجدت الإدارة أنه من الضروري العودة لنقطة الصفر، والعمل على إعادة بناء فريق الرجال على أسس سليمة، وارتأت الإدارة الاعتماد على جيل جديد من اللاعبين الشباب، ومنحهم الفرصة لإثبات وجودهم، واكتسابهم الخبرة الكافية بالتعامل مع المباريات الكبيرة، والحساسة بدوري الرجال، ورغم ذلك وبعيداً عن سوء النتائج الرقمية للفريق، غير أن الفريق لم يكن سيئاً لدرجة كبيرة، ولو توافرت الخبرة لدى اللاعبين لكانت نتائجهم أفضل بكثير.

القواعد بخير
يعد نادي الثورة الوحيد بين أندية العاصمة الذي يعمل على قواعده بشكل صحيح، فجميع فرقه تضم لاعبين متميزين، وسيكون لهم مستقبل سلوي مشرق لا محالة نظراً للدعم الكبير الذي توليه الإدارة لهذه الفرق، نظراً لإيمانها الصحيح بمستقبل اللعبة الذي تتطلع إليه، لذلك فريق رجال الثورة سيكون على موعد مع جيل سلوي واعد في الموسمين المقبلين، وسيثبت النادي للجميع صحة خطواته العملية بأن أسهل طريق لبناء كرة سلة سليمة هو العودة للعمل بفرق القواعد.
غياب

يعاني النادي غياب الصالة التدريبية الخاصة به، وغياب منشآته التي داعبت أحلامه منذ سنوات طويلة مضت، حيث باتت ضرباً من الخيال، وكأن الأنظمة والقوانين المعمول بها في المنظمة الرياضية لا تهتم بهذا النادي من قريب ولا من بعيد، حتى بات ريشة في مهب الريح تتقاذفها الأنواء من كل حدب وصوب، لذلك ما المانع من إعادة دراسة تأهيل منشأة النادي الواقعة على أطراف مدينة دمشق، والعمل على تشييدها بغية استفادة النادي منها بعيداً عن الجرعات التدريبية التي بات يحلم بها والتي لا توازي طموح فرقه.

نتائج
لم يكتب للفريق هذا الموسم أن يحقق نتائج جيدة حيث حل بالمركز الأخير في المجموعة الجنوبية، وتأهل للدور الثاني، وتوقفت طموحاته عند هذا الدور حيث لم يتمكن من تسجيل أي انتصار ومني بخسارات قاسية أمام الوحدة (71-57) وأمام الاتحاد (86-49) وخسر أمام اليرموك (73-56) وفي مباراته الأخيرة مني بخسارة غير متوقعة أمام الوافد الجديد لدوري الرجال الساحل (83-78).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن