سورية

هدوء نسبي للمعارك في محيط دمشق.. وأنباء متضاربة حول استسلام «داعش» في جنوبها … الجيش يلاحق آخر الإرهابيين تمهيداً لإعلان المنطقة خالية منهم

| الوطن – وكالات

وسط حالة من الهدوء النسبي وغياب لأصوات المعارك العنيفة فرضها التقدم المتواصل للجيش العربي السوري في عمق منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، ومحاصرة إرهابيي «داعش» في أمتارهم الأخيرة، انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي أمس بأنباء استسلام إرهابيي التنظيم وسط تأكيد عسكري مستمر على متابعة العمليات جنوب العاصمة.
أنباء استسلام إرهابيي «داعش» في منطقة الحجر الأسود وطلبهم الخروج من المنطقة، قابلتها تأكيدات رسمية حول متابعة مطاردة فلول الإرهابيين في المساحة الضيقة المتبقية من أقصى شمال حي الحجر الأسود محققة مزيداً من التقدم وصولاً إلى إنهاء الوجود الإرهابي في المنطقة، وفقاً لما ذكره المراسل الحربي لوكالة «سانا» الرسمية.
مراسل «سانا» قال: إن وحدات الجيش تنفذ تكتيكات قتالية لتطهير ما تبقى من كتل سكنية وخنادق وأنفاق للإرهابيين وتدمير أوكارهم وتحصيناتهم، مؤكداً أنه لا صحة للتقارير التي تتحدث عن خروج إرهابيي داعش من منطقة الحجر الأسود وما ينشر حول ذلك من قبل بعض وسائل الإعلام غير صحيح.
وبين المراسل أن وحدات الاقتحام تلاحق الإرهابيين من شقة سكنية إلى أخرى ومن بناء إلى آخر بعد تطويقهم في جزيرة سكنية ذات كثافة معمارية عالية في الوقت الذي يحاول فيه الإرهابيون استثمار تحصيناتهم التي اتخذوها في الأبنية السكنية والأنفاق والتمركز في الأبنية العالية لاستخدام القناصات ضد مجموعات الاقتحام مؤكداً أن بسالة رجال الجيش وخبرتهم العالية وصفاتهم القتالية تحبط جميع هذه الإجراءات والمحاولات التي يتخذها الإرهابيون لإعاقة تقدم الجيش لاستكمال تحرير الحجر الأسود من الإرهاب وصولاً إلى إعلان الغوطة الغربية آمنة كلياً.
وتنفذ وحدات من الجيش منذ نحو شهر عملية عسكرية دقيقة لإنهاء الوجود الإرهابي من جنوب دمشق أحكمت خلالها السيطرة على أحياء الماذنية والقدم والعسالي والجورة ومعظم مساحة حي الحجر الأسود جنوب دمشق.
من جانبها تحدثت وسائل التواصل الاجتماعي، عن خروج مجموعة من الإرهابيين وعوائلهم من الحجر الأسود باتجاه البادية السورية، فيما أشارت مصادر أهلية إلى أن عملية الخروج استكملت عبر إحراق عناصر «داعش» لمقراتهم في مخيم اليرموك ومحيطه، تمهيداً لخروج جميع عناصر التنظيم مع عائلاتهم، وهذا يعني إعلان استسلامهم بالكامل.
نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي نقلوا تغريدة لأحد إرهابيي داعش في مخيم اليرموك أكد فيها هزيمة التنظيم «ورضوخهم للخروج من دون شروط».
موقع «روسيا اليوم» أشار إلى أن عناصر «داعش» في جنوب العاصمة أعربوا عن رغبتهم في الاستسلام، وطلبوا السماح لهم بالانسحاب، فيما أفادت مصادر عسكرية أن انهياراً كبيراً حدث في صفوف المسلحين في الحجر الأسود بعد خرق خطوطهم ما دفعهم إلى الانسحاب وسط تقدم الجيش.
ولفت المصدر إلى أن من تبقى من المسلحين هم في مساحة أقل من 1 كم مربع يتحصنون في بعض الأبنية، على حين يقترب الجيش السوري من حسم وضع الحجر الأسود بالكامل رسمياً.
وكانت مصادر أهلية أكدت لـ«الوطن» أن الحافلات تجمعت على طريق درعا دمشق بانتظار الدخول إلى الحجر الأسود على غرار ما حصل أول من أمس، حيث خرجت الحافلات وعلى متنها دواعش.
يأتي ذلك عقب تقدم الجيش السوري على محور جنوب الحجر الأسود خلال الأيام الماضية وسيطرته على عدد من الكتل والأبنية على اتجاه شارع العروبة، علماً أن المواجهات كانت تركزت في الآونة الأخيرة في الجزأين الشمالي والشمالي الغربي من الحجر الأسود وذلك عقب قيام الجيش السوري بفصل مناطق وجود التنظيم في الحجر الأسود عن مناطق وجودهم في مخيمي اليرموك وفلسطين جنوب دمشق.
وكانت مصادر معارضة، قد ذكرت في وقت سابق، أن عدد قتلى مسلحي تنظيم داعش منذ بدء العمليات العسكرية في جنوب العاصمة في 19 من الشهر الجاري وحتى يوم (الجمعة) الفائت قد ارتفع إلى 227 قتيل على الأقل، جراء القصف والاشتباكات والاستهدافات والتي خلفت أيضاً عشرات المصابين في صفوف التنظيم.
على صعيد آخر أكد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبد الهادي، أن الدولة السورية بمؤسساتها كافة هي من سيتولى أمر مخيم اليرموك وإدارته عقب تطهيره من الإرهاب مثله مثل أي منطقة أو بقعة سورية أخرى، ودور الفصائل الفلسطينية كان بالمشاركة في طرد الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري.
وفي تصريح خاص بـ«الوطن» أشار عبد الهادي إلى أن أمر إعادة إعمار المخيم ستتولاه الدولة السورية بالتعاون مع «أونوروا»، كما يمكن أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بدعوة دول مانحة، لتقديم التبرعات من أجل إعادة إعمار المخيم، وهذا الإجراء إن تم، فسيكون بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وكان أعضاء في «المجلس المحلي» لمخيم اليرموك جالوا أمس على المنطقة المحررة أمام جامع الرجولة، وفق مصادر في المجلس.
وعقد المجلس جلسة له في مقره المؤقت في مبنى حلوة زيدان، وناقش آلية الإسراع بفتح الطرقات والاتصال بكافة الجهات المعنية من أجل عودة سريعة لسكان المخيم بعد إعلان الجيش أن المنطقة آمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن