رياضة

نافذة الأبطال الموندياليين.. ثمانية منتخبات ذاقت شهد التتويج … الزعامة للسيليساو والوصافة للمانشافت والآتزوري

| محمود قرقورا

عشرون نسخة انقضت من المونديال الحدث الكروي الأهم، واستطاع ثمانية منتخبات فقط الفوز بالكأس الأغلى من بين المنتخبات الـ24 التي وصلت المربع الذهبي، وإذا كانت البرازيل الزعيمة بخمسة ألقاب فإن المانشافت الأكثر خسارة في النهائي بأربع مرات ومن سوء حظ هولندا أنها خسرت مباراة التتويج ثلاث مرات ولم تكتب لها الفرحة، على حين خسرت المجر النهائي مرتين وكذلك تشيكوسلوفاكيا بينما خسرت السويد مرة.
في عدد الأحد تناولنا البرازيل وإيطاليا وألمانيا والأرجنتين، واليوم نواصل مع الأبطال الأربعة الآخرين الأورغواي وإنكلترا وفرنسا وإسبانيا.

الأورغواي كرة القدم عنوانها
الأورغواي صغيرة الحجم والموارد والسكان ولكنها في كرة القدم حققت ما عجزت عنه دول مترامية الأطراف متنوعة الموارد عظيمة الإمكانيات كثيرة السكان، فسيطرت على كرة القدم الأولمبية والمونديالية خلال النصف الأول من القرن العشرين.
السيلستي أول المستضيفين والفائزين ليكون أصغر بلاد العالم تتويجاً بالكأس وحتى الآن هو المستضيف الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة ثم كان أول المتوجين بعد الحرب العالمية الثانية وفوق ذلك هو زعيم قارته بـ15 لقباً مع ميزة أنه لم يخسر أي مباراة بأرضه.
إذا كانت البرازيل صاحبة السلسلة الأطول من دون خسارة مونديالياً فإن سقوط السيلستي تأخر حتى المباراة الـ12 أمام منتخب المجر الذهبي وفي المباريات الـ11 فاز بعشر بسجل تهديفي 43/10 فأي رقم هذا؟!
الأورغواي أتحفتنا بالعديد من عظماء اللعبة أمثال جيجيا الذي سجل بكل مباريات منتخبه 1950 والمشاكس الحالي سواريز عميد هدافي بلاده وشريكه في الخط الأمامي كافاني وسلفهما فورلان حائز الكرة الذهبية المونديالية في جنوب أفريقيا 2010.
أحد مدربي الأورغواي في ستينيات القرن المنصرم أوندينو فييرا قال جملة مشهورة يوماً ما فحواها أن للأمم تاريخاً تفاخر به، أما الأورغواي فلها كرة القدم نافذة تباهي بها الآخرين.
مشاركاتها في أوروبا كانت باهتة باستثناء بطولة 1954 فهل ستتغير الصورة في روسيا؟
فرنسا ثلاثة أجيال ولقب وحيد
تأخرت الكرة الفرنسية في رد الجميل لأصحاب الفكر النير في انطلاق ركب البطولات، لدرجة أن لقبها الأول دولياً تأخر حتى يورو وأولمبياد 1984 فحققت في 60 يوماً ما عجزت عنه في 60 عاماً، وعلى صعيد الأندية ما زال لقب مرسيليا 1993 استثنائياً في الشامبيونزليغ.
كرة القدم الفرنسية عرفت ثلاثة أجيال ذهبية الأول في الخمسينيات وتمحور حول كوبا وفونتين وجوانكيه وفينسنت وحلّ ثالث العالم 1958، والثاني في الثمانينيات وتمحور حول بلاتيني وتيغانا وجيريس وباتس وغيرهم وفاز بأمم أوروبا وحل ثالث ورابع العالم، والثالث مع نهاية القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة وتمحور حول زيدان وهنري وفييرا وبارتيز وغيرهم وساد العالم 1998 وتزعم القارة 2000 واحتكر كأس القارات 2001 و2003 في مشاركتيه الوحيدتين والوصافة المونديالية 2006.
والجيل الحالي لا يستهان به بوجود غريزمان وكانتي وباييه ولوريس وكان الأقرب لزعامة القارة 2016 وها هي الفرصة مواتية لكتابة التاريخ والانضمام إلى الأجيال الثلاثة آنفة الذكر.
مونديالياً ما زال رقم الهداف جوست فونتين 1958 بثلاثة عشر هدفاً حديث كل مونديال وعجز بيليه ومارادونا وغيرد مولور وميسي ورونالدو عن تحطيمه، والحارس بارتيز سجل رقماً تميز به على حماة الشباك، ويبقى الأعظم زين الدين زيدان الذي اعتزل بقمة مستواه في نهائي 2006 رغم القيل والقال حيال البطاقة الحمراء آنذاك.

إنكلترا مجدها الاستثنائي مطعون فيه
إنكلترا مهد كرة القدم في ميادينها نمت اللعبة وترعرعت وتبلورت صورتها ونضجت شخصيتها وانطلقت بقوانينها ومبادئها لتعمّ العالم.
منها ولدت اللعبة وعن طريق أبنائها انتشرت في شتى بقاع الأرض وهذه الميزة تكفيها لتستحق مكاناً مرموقاً في رحاب الكرة رغم كل ما أصابها من هنات كروية، فما بالنا أنها أحد طرفين في أول مباراة دولية ودوريها الأقدم في العالم وكأسها أول بطولة كروية على وجه البسيطة؟
لكنها في كأس العالم عانقت اللقب مرة واحدة بمداد من الجدل، وحلت ثالثة مرة ووصلت ربع النهائي مرات لكنها خرجت من دور المجموعات 1950 و1958 و2014 وهذا عار، والمؤلم أنها أخفقت في الولوج للنهائيات 1974 و1978 و1994 وهذا أكثر عاراً.
أنجبت العديد من اللاعبين الذين حفظتهم سجلات المونديال كبوبي مور إحدى أيقونات الدفاع عالمياً والحارس غوردون بانكس صاحب التصدي الأعظم وجيف هيرست رجل الهاتريك الاستثنائي وبوبي تشارلتون عظيم اليونايتد، وهؤلاء حجر الأساس في لقب 1966 ومن منا ينسى غاري لينيكر هداف كأس العالم 1986، كما أن لاعبها روبسون من بين مسجلي أسرع الأهداف المونديالية، وفتاها مايكل أوين من بين مسجلي الأهداف الأجمل.
الحقيقة الدامغة أن الثوب الإنكليزي نادراً ما كان زاهياً في المونديال لأسباب حيّرت أطباء الكرة في بلاد الضباب، والنسخة الحادية والعشرون صورتها ضبابية رغم وجود الكثير من اللاعبين المتميزين.

إسبانيا شاركت مبكراً وسادت مؤخراً
بدأت مشاركات إسبانيا بكأس العالم مبكراً 1934 وزعامتها تأخرت حتى 2010 لكن يكفيها أنها بلد الريـال والبرشا اللذين يتصدران حديث الصحافة والإعلام على مدار الساعة، وبفضلهما حافظت على سمعتها الكروية في ظل غياب بصمة المنتخب طوال القرن العشرين إلا 1964 على الصعيد القاري، فظل هناك اعتقاد سائد بأن أمجاد الإسبان أجنبية الصنع بفضل عديد العباقرة الذين قادوا الملكي والبرشا للريادة كدي ستيفانو وبوشكاش وكوبا وكرويف وكويمان وستويشكوف ولا يحق لها أخذ حيز بين العظماء، حتى الألفية الثالثة التي أجبرت النقاد على إنصافها والتخلص من هذه العباءة فأضحت بين العظماء.
شمسها لم تغب عن الكأس منذ عودتها 1978 وهذا لم يبلغه إلا السامبا والتانغو والمانشافت، لكن معظم مشاركاتها مخيبة للآمال فلم تبلغ المربع الذهبي إلا مرتين.
الماتادور فاز بلقب المونديال 2010 وقبله وبعده بأمم أوروبا 2008 و2012 متربعاً على العرش الأوروبي بصحبة المانشافت بفضل جيل خالد قوامه كاسياس وراموس وبويول وبيكيه وإكزافي وإنييستا وفيا وتوريس وهذا لم يحصل مع منتخب كروي آخر، وبعدها خرج من الدور الأول عندما دافع عن لقب المونديال ومن دور الـ16 عندما دافع عن لقب القارة، وفي روسيا الفرصة مواتية لرد الاعتبار فإما عودة ميمونة وإما تأكيد نهاية الحقبة.

الثمانية الكبار وجهاً لوجه
الرقم القياسي برازيلي بخمسة ألقاب، ثم تأتي ألمانيا وإيطاليا بأربعة فالأرجنتين والأورغواي بلقبين مقابل لقب لكل من فرنسا وإنكلترا وإسبانيا.
لقاءان منفردان بين الثمانية الكبار، الأرجنتين × إسبانيا 2/1 عام 1966، فرنسا × إسبانيا 3/1 عام 2006, والترتيب الذي سقناه حسب البصمة المونديالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن