مرضى يشتكون قسم العينية في مشفى صلخد … المدير الطبي: لا نستطيع إلزام الأطباء بإجراء العمليات الباردة
| السويداء- عبير صيموعة
فقدان الثقة بأطباء الهيئة العامة لمشفى صلخد لعدم وجودهم في المشفى في حالات الضرورة أو القطيعة بين المرضى والأطباء في كثير من الأقسام ومنها قسم العينية حرم مرضى منطقة صلخد من خدمات القسم رغم ما يحتوي عليه قسم العينية من تجهيزات حديثة بدءاً من المناظير وصولاً إلى جهاز الفاكو لزوم العمليات الجراحية التي يمكن لطبيب العينية إجراؤها بوقت يسير وخاصة عملية (المياه الزرقاء وغيرها).
جداول المشفى تؤكد أنه ورغم وجود ثلاثة أطباء اختصاص عينية لم يجر سوى عملية أو اثنتين في الشهر وسطياً وجميعها تقريباً عمليات إسعافية الأمر الذي شكل ضغطاً على قسم العينية في المشفى الوطني في السويداء بسبب تحول المرضى إلى القسم خوفاً من تحويلهم إلى القطاع الخاص حيث لا تقل تكلفة أي عمل جراحي هناك لأبسط العمليات عن 100 ألف بسبب إحجام الأطباء في القسم عن إجراء العمليات الجراحية الباردة رغم ما يتمتع به القسم من تجهيزات، كل هذا أكده المرضى الذين التقتهم «الوطن» في قسم العينية في المشفى الوطني من أبناء منطقة صلخد التي من المفترض أن الهيئة العامة لمشفى صلخد قد تم إحداثها لأجلهم.
من جهته رئيس قسم العينية في المشفى الوطني في السويداء ماهر بدر أكد لـ«الوطن» معاناة القسم من الضغط الكبير جراء كثرة المراجعين وخاصة من منطقة صلخد ممن جرى تحويلهم إلى المشفى الوطني في السويداء موضحاً أن الأجهزة في الهيئة العامة لمشفى صلخد هي نفسها في المشفى الوطني كما أن عدد الأطباء المتعاقدين مع مشفى صلخد يبلغ 3 أطباء بواقع عملية أو اثنتين خلال الشهر على حين يقابلها في المشفى الوطني وجود ستة أطباء يقومون بإجراء ما يزيد على 45 عملية جراحية عينية في الشهر وهذا يفرض بالضرورة تفعيل العمليات الجراحية في مشفى صلخد لتخفيف الضغط عن قسم العينية في المشفى الوطني.
بدورها توجهت «الوطن» إلى الهيئة العامة لمشفى صلخد للاستفسار عن واقع القسم ونظراً لعدم وجود مدير المشفى تم سؤال المدير الطبي هناك ربيع بحصاص الذي أوضح وجود 3 أطباء اختصاص بالقسم وعدم وجود أي طبيب مقيم مؤكداً عدم قدرة إدارة المشفى على إلزام الأطباء بإجراء العمليات الباردة وهذا وفق الأنظمة والقوانين الناظمة للعمل، لتقتصر العمليات الجراحية العينية على الإسعافية.
لافتاً إلى أن القسم مجهز فعلياً بالأجهزة الحديثة كافة التي تخول الأطباء القيام بأي عمل جراحي لتبقى الإشكالية الأساسية عدم وجود الأطباء الاختصاصيين والمقيمين المتعاقدين مع المشفى مؤكداً أنه جرى مخاطبة مديرية صحة السويداء لدعم المشفى بعدد من الأطباء لزوم جميع الأقسام إلا أن المشكلة الكبرى أن الطبيب المكلف من مديرية الصحة يقتصر دوامه على الفترة الصباحية وأي قسم يحتاج إلى طبيب مسائي لمتابعة الحالات المرضية وخاصة ممن تم إجراء العمل الجراحي لها.
وهنا وأمام هذه الحالات التي تم الوقوف عليها لا بد لنا من كلمة وهي ضرورة قيام وزارة الصحة بإجراء سريع لرفع رواتب الأطباء المتعاقدين مع القطاع الصحي العام لضمان رفد جميع المشافي بالكادر الطبي المختص لضمان تقديم الخدمات الطبية على أكمل وجه وعدم الاكتفاء بتجهيز المشافي بأحدث التجهيزات التي لا يمكنها العمل لعدم وجود الكادر الطبي المختص الذي يمكنه تفعيل تلك الأجهزة الذي يحول دون سعي الأطباء إلى تحويل المرضى إلى القطاع الخاص.