ياسمين دمشق.. يطرد الإرهاب
| ميسون يوسف
طوال سنوات سبع تعرضت دمشق أسوة بالمناطق السورية الأخرى التي اقتحم الإرهاب أمنها، لأفظع الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون الذين خربوا على المواطن السوري أمنه واستقراره، وأفسدوه، وكم كانت سوداء تلك الأيام التي ارتكبت فيها المجازر بيد هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا تعطيل الحياة في العاصمة وصولاً إلى إسقاطها في سياق تنفيذ شعارهم الإجرامي «بركان دمشق زلزال سورية».
لكن إرادة الحياة وإرادة الدفاع عن الوطن عامة وعن عاصمته خاصة وإرادة التمسك بالدولة القوية الفاعلة التي تشغل مقعدها المناسب لها بين الأمم، جعلت الدمشقيين أولاً والدولة برمتها ثانياً ومعهم الحلفاء ثالثاً، جعلتهم يخوضون أشرس المواجهات والمعارك الدفاعية متزامنة مع الاستمرار في نمط حياة شبه عادي يحفظ لدمشق حيويتها وفعاليتها ودورها على كل الصعد.
اليوم أزفت ساعة الخروج من الكابوس الإرهابي، إذ بعد الغوطة الشرقية ثم القلمون الشرقي يأتي دور الغوطة الغربية، وبعد أن سبقتها مناطق أخرى كداريا والمعضمية وسواها، يزاح الكابوس ويسحق الإرهاب في الحجر الأسود واليرموك في معركة قاسية جداً برع الجيش العربي السوري فيها بتقديم أبهى صور وملاحم القتال، ونفذ الهجوم والاقتحام في منطقة بالغة التعقيد اضطر فيها للعمل بالحزم والنفس الطويل اللذين نفذا ميدانياً بنار تلهب جسد الإرهاب في المنطقة بشكل متواصل وبوثبات مدروسة تقضم المنطقة قطعة قطعة ومبنى مبنى أو كتلة كتلة.
لقد برع الجيش العربي السوري في أدائه الميداني حتى أذهل المراقبين وخاصة في حسن التخطيط والاحتراف في التنفيذ والصبر ومستوى التحمل والاستعداد للتضحية والإصرار على تنفيذ المهمة مهما كانت الكلفة، وحصدت دمشق خاصة وسورية عامة، ثمار هذا العمل العسكري الرائع الذي أدى إلى نجاح المهمة، حصدته أمناً للعاصمة وتغيراً في المشهد الميداني ما دفع أحد المراقبين لاعتبار يوم 21 أيار، أي يوم إنجاز تحرير اليرموك والحجر الأسود الذي تكللت به عمليات تحرير كامل النطاق الأمني لدمشق، اعتباره بمنزلة «عيد الأمن الدمشقي».
الآن وبعد خروج دمشق وريفها من دائرة أي تهديد إرهابي وبعد لحاق حمص وحماة بها في الطريق الآمن إلى حلب، باتت الأنظار مشدودة إلى المناطق الحدودية الأربع حيث هناك ستكون الحرب مع المعتدي الأصيل بعد أن أجهزت سورية وحلفاؤها على الأدوات الإرهابية وانتصرت في الحرب على البديل، فمتى يكون تحرير ما تبقى؟
بيان قيادة الجيش والقوى المسلحة الذي أعلن تطهير الحجر الأسود يحمل الإجابة.