رياضة

نهائي دوري أبطال أوروبا يجمع زيدان بكلوب للمرة الأولى … الريـال وليفربول بين العراقة والحاضر

| خالد عرنوس

دقت ساعة الحسم لبطل أبطال أوروبا لموسم 2017/2018 فهاهي كييف وملعبها الأولمبي يستعدان لاستقبال النهائي الثالث والستين بداية من الساعة 9,45 مساء بعد غد السبت ويجمع ريـال مدريد الإسباني زعيم البطولة (12 لقباً) وبطلها في الموسمين الأخيرين والساعي ليكون أول بطل يحتفظ بالكأس ثلاث مرات متتالية بالتسمية الجديدة مع ليفربول الإنكليزي أحد ثلاثة أبطال يتعادلون في المركز الثالث للمتوجين (5 ألقاب) برفقة بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني والطامح لاستعادة ذكرياته الجميلة في البطولة بعد 13 عاماً على تتويجه الأخير، ويعتقد كثيرون أننا على موعد مع قمة مرشحة لكسر قواعد النهائيات في السنوات الأخيرة مع تفوق الفريقين هجومياً الذي ترافق مع وهن دفاعي أظهرته معظم أدوار الموسم الحالي، وستكون المواجهة الأولى بين مدربي الفريقين (زيدان وكلوب) علماً أنها لن تكون الأولى بين الناديين الكبيرين في البطولة فقد سبق للريدز أن انتزع لقبه الثالث عام 1981 من البلانكو على الأراضي الفرنسية.

أول الكلام
هو نهائي منتظر لكلا الفريقين فالريـال ملك البطولة المطلق وبطل النسختين الأخيرتين وقد تجاوز صعاباً كثيرة حتى بلغ النهائي السادس عشر بتاريخه وكذلك ليفربول الوجه المضيء للإنكليز أوروبياً وصل النهائي الثامن بتاريخه بعد عمل كبير وأداء هجومي تاريخي، ولأسباب كثيرة تلقى الإثارة المفرطة على أجواء اللقاء بداية من الثأر التاريخي للفريق الملكي من نهائي باريس عام 1981 وهو النهائي الأخير الذي خسره في البطولة وليس نهاية بالثأر المقابل للريدز من خسارتين (ذهاباً وإياباً بدور المجموعات) في نسخة البطولة عام 2014، الأولى في أنفيلد 3/صفر والثانية في برنابيه بهدف، وما بين هدف كينيدي (1981) وهدف بنزيمة (2014) استطاع الريدز أن يقهر الريـال مرتين في موسم 2008/2009 ضمن دور المجموعات، فبعد الفوز بهدف في مدريد أنزل الهزيمة الأقسى بالبلانكو في الشامبيونزليغ برباعية نظيفة.

تاريخ عريق
تاريخياً يتفوق الزعيم الإسباني في البطولة ولا ننسى أنه توج بأول خمس نسخ منها وهو الوحيد الذي فعلها ومحلياً مازال مترئساً لأندية بلاده على صعيد الليغا وهو علامة الجودة قارياً وعلى الرغم من تراجعه في العقد الأخير على المستوى المحلي لمصلحة غريمه الأزلي برشلونة إلا أنه مازال يجد نفسه في دوري الأبطال وهاهو يبلغ النهائي الرابع في السنوات الخمس الأخيرة وتتويجه باللقب يعني أن جيل رونالدو وراموس سيدخل التاريخ على اعتبار أنه الفريق الرابع الذي يظفر بالكأس ذات الأذنين ثلاث مرات متتالية بعد ريـال (الخمسينيات) وأياكس وبايرن ميونيخ في السبعينيات ولاننسى أن الريـال هو أول من احتفظ باللقب في زمن (الشامبيونز).
بالمقابل عاش ليفربول عقدين ذهبيين خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي واستطاع خلالهما تسطير معظم أمجاده محلياً فأصبح زعيم الإنكليز وقارياً فأضحى واجهتهم المضيئة أوروبياً ومنذ مطلع التسعينيات فقد التاج المحلي بغيابه عن منصة التتويج بالبريميرليغ حتى خسر زعامته لمصلحة اليونايتد لكنه عاد إلى الأضواء خارجياً فتوج بلقبين آخرهما كان الخامس بدوري الأبطال (2005) ثم خسر النهائي بعد عامين أمام المنافس ذاته، ويحاول كل مدة استعادة العرش المحلي من دون فائدة وقد خسر نهائياً أورويياً آخر تحت قيادة مدربه الألماني كلوب على مستوى اليوروباليغ، وفي حالتي التتويج وهزيمة النهائي في البطولة الأخيرة كان الخصم إسبانياً، ففاز على ألافيس 5/4 عام 2001 وخسر أمام إشبيلية 1/3 عام 2016.

حاضر
في الموسم الحالي يمكننا القول إنهما عاشا موسماً محلياً سيئاً وخاصة عند الحديث عن الريـال الذي فقد لقب الليغا وخرج من ربع نهائي الكأس على حين أنصار الريدز يعتبرونه موسماً جيداً فأظهر فريق يورغن كلوب روح المنافسة وهو لم يخسر على أرضه وإن حل رابعاً بالبريميرليغ فلأنه انشغل بالبطولة الأوروبية.
وعند الدخول بتفاصيل المواجهة بين الفريقين نجد أنهما يتشابهان من حيث القوة الهجومية الضاربة بوجود سداسي الريـال بنزيمة ورونالدو وغاريث بيل وإيسكو وأسينسيو وفاسكيز ومن ورائهم كروس ومودريتش، وبالمقابل هناك ثلاثي ليفربول الرهيب (ماني– فيرمينيو– صلاح) والذي سجل أرقاماً كبيرة لم يسبق لثلاثي حققها في إنكلترا حتى إنهم تجاوزوا الرقم القياسي المسجل أوروبياً باسم ثلاثي الريـال (BBC)، ومقابل الزخم الهجومي فهناك ترهل دفاعي على الرغم من وجود رباعي المدريدي (مارسيلو– فاران– راموس– كارباخال) وكذلك رباعي ليفربول الأساسي (لوفرين – أرنولد – روبرتسون – فان ديك) وإن اعتبر مجيء الأخير منتصف الموسم شيئاً جيداً لدفاع الريدز الذي تحسن قليلاً.
إذاً ستكون المواجهة حاضرة في كل بقعة بالملعب بين كل اللاعبين وإذا كان المراقبون يعتبرون مستوى مارسيللو وكارباخال سيحدد الكثير من معالم اللقاء فإن وجود ميلنر وهندرسون ومقدرتهما على إدارة معركة الوسط سيكون له وزنه من جهة الليفر، ولا ننسى حارسي المرمى وإن كانت كفة نافاس أرجح، ومع كل هذه الأمور تبقى خبرة لاعبي الريـال مفتاحاً مهماً وخاصة إذا علمنا أن جل لاعبي ليفربول لم يسبق لهم خوض مثل هذا النهائي وتبقى العهدة في هذا على بعض الأسماء القليلة التي خاضت نهائي اليوروباليغ قبل عامين.

بين المحظوظ والمنحوس
في أرض الملعب يتوقع أن نشهد صراعات عديدة بدءاً من مهمة إيقاف الطوربيد البرتغالي (هداف البطولة بالموسم الحالي والهداف التاريخي) وليس انتهاءً بتحركات وسرعة هجومات مثلث الإنكليز أمام خبرة دفاع الميرينغي، أما على الخطوط فستكون قصة أخرى بين زيدان صاحب 6 ألقاب خارجية خلال ثلاثة مواسم فقط الذي أثبت أنه اسم كبير في عالم الأدمغة الكروية والساعي ليكون أول مدرب يتوج باللقب ثلاث مرات متتالية وبين الألماني يورغن كلوب صاحب السمعة العطرة بين أقرانه وإن لم يفز بأي لقب أوروبي بعد، حتى إن المتابعين يعتبرونه منحوساً بعدما خسر أكثر من نهائي وأهمها بالطبع نهائي البطولة عام 2013 مع دورتموند وكذلك اليوروباليغ عام 2016 وبالنسبة لجماهير ليفربول لم تنس كذلك نهائي المحترفين في العام ذاته، ومع كل هذا فإن كلوب يعتبر أكثر خبرة من زيزو وإن لم يصل بعد إلى أحد إنجازات الفرنسي قارياً.

الطوربيد والفرعون
من ضمن المواجهات الثنائية الكثيرة بين الفريقين تبرز المواجهة غير المباشرة بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والمصري محمد صلاح ويعتقد الكثيرون أن الحسم سيمر عبرهما، والأول ليس بحاجة إلى التعريف فهو أحد قطبين شغلا عالم قطعة الجلد المدور خلال العقد المنصرم وهو حامل لقب البطولة في أربع مناسبات (ثلاث منها مع الريـال) وهو الهداف التاريخي للبطولة بـ121 هدفاً وهداف النسخة الحالية بـ15 هدفاً وشكل حضوره عاملاً حاسماً في الكؤوس الأربعة التي حصدها مع اليونايتد والريـال، أما الفرعون محمد صلاح فقد جذب الأنظار هذا الموسم عقب تألقه مع الريدز فقد سجل 44 هدفاً في كل المسابقات منها 32 توج بها هدافاً للبطولة الإنكليزية ثم اختير أفضل لاعب فيها و11 هدفاً بالشامبيونز وصاحب كلمة السر في عدد من المواقع المهمة التي خاضها الفريق.
مقارنات كثيرة عقدت بين النجمين حتى إن بعض النقاد والخبراء رشحوا (مو) لمنافسة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية وبالطبع فإن لقب الشامبيونزليغ سيكون إحدى المحطات المهمة في الطريق إلى لقب الأفضل بالعالم هذا عدا المونديال القادم وكلاهما مشارك به، وبعيداً عن المقارنات الظالمة بحق اللاعب المصري نجد أنه من الممكن أن يكون أحدهما رجل النهائي وإن كانت خبرة مثل هذه المناسبات تصب في مصلحة الطوربيد إلا إذا كان لصلاح ورفاقه رأي آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن