غضب فلسطيني على تصرف السفير الأميركي بخصوص مجسم القدس … حدود غزة جبهة مفتوحة قد تقود لمواجهة شاملة مع المقاومة
| فلسطين المحتلة- محمد أبو شباب
باتت الحدود الشرقية لقطاع غزة أشبه بساحة حرب استنزاف مستمرة، فالمئات من الشبان الفلسطينيين يقتحمون بشكل يومي المناطق الحدودية منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من آذار الماضي، ويشعلون النيران في مواقع لجيش الاحتلال، وإطارات داخل المناطق الحدودية، على حين يرد كيان الاحتلال على عملية الاقتحام للحدود بغارات جوية على قلب مدينة غزة، التي كان آخرها ما حدث أمس، حين شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مقرات أمنية وميناء مدينة غزة، وذلك في دلالة واضحة أن ساعة المواجهة العسكرية بين المقاومة والاحتلال اقتربت، وخاصة مع إعلان الفصائل الفلسطينية أن مسيرات العودة متواصلة حتى ما بعد الخامس من حزيران المقبل، وأن كل ما يشاع عن صفقات حول غزة ليس صحيحاً.
ويتوافد بشكل يومي المئات من الفلسطينيين على طول السياج الفاصل على خيام العودة على الرغم من المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال مؤخراً وأدت إلى استشهاد 65 فلسطينياً وجرح الآلاف، ويتناولون يومياً وجبات الإفطار الرمضانية على مقربة من السياج الفاصل، في دلالة على المضي قدماً في مسيرات العودة، على الرغم من التهديدات الإسرائيلية.
بدورها حذرت عدة مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية من أن تقرب الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع المواجهة العسكرية مع الاحتلال وخاصة مع مواصلة الكيان الإسرائيلي رفضه لكل النداءات الدولية التي تطالب برفع الحصار.
على صعيد آخر وفي ظل ما تشهده مدينة القدس من توتر بعد نقل واشنطن لسفارتها للمدينة المقدسة، تواصل واشنطن استفزاز الفلسطينيين من خلال استلام سفير واشنطن في كيان الاحتلال ديفيد فريدمان لمجسم يظهر فيه الهيكل المزعوم قد أقيم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وقد التقطت صورة للسفير الأميركي في إسرائيل وهو يبتسم خلال تسلمه من المنظمات المتطرفة مخططاً لمدينة القدس يظهر وجود ما يسمى «الهيكل» على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.
وأحدثت هذه الصورة بركاناً من الغضب عند الفلسطينيين، واصفين ذلك بأنه انحياز سافر وخطر، ويظهر موافقة واشنطن على مخططات اليمين المتطرف في كيان الاحتلال بإزالة الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
وقالت الفصائل الفلسطيينة: إن صورة فريدمان وهو مبتسم لتدمير المسجد الأقصى قد فضح نيّات واشنطن تجاه كل ما هو عربي وإسلامي في القدس المحتلة.
بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لـ«الوطن»: «إن ما فعله فريدمان والابتسامة وهو يرى المجسم للقدس من دون الأقصى المبارك، يخاف أو يتردد أن يفعله وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، ومن ثم فإن فريدمان مستوطن وليس سفيراً». وأكد أبو ظريفة أن ما فعله فريدمان هو تشجيع واضح لتأجيج الصراع الديني في المنطقة، وأظهر حقيقة الانسجام الكامل بين رؤية غلاة المستوطنين ورؤية واشنطن.