سورية

أكدت أن دولاً غربية تسعى لتقويض «حظر الكيميائي».. وأن الجيش قطع تمويل داعش … موسكو: لتوضيح موقف واشنطن من فضيحة «لافارج».. و«القاعدة» تعود

| وكالات

أكدت روسيا أن أميركا وبعض الدول الغربية تعمل على تقويض عمل منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية»، داعية أميركا لتحديد موقفها من فضيحة مصنع «لافارج» الفرنسي المشتبه بتمويله لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، وحذرت من ارتفاع شعبية تنظيم «القاعدة» الإرهابي، مع أفول داعش.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس: «ندرك جيداً حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا وانضمت إليهما فرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا قد بدؤوا مغامرة أخرى في مناهضة سورية وفي الواقع ضد روسيا أيضاً على حساب سلامة اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومكانة المنظمة الدولية المختصة وهي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وأشارت زاخاروفا، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، إلى أن عقد جلسة خاصة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تم مرة واحدة فقط في عام 2002 وجرى ذلك بناء على دعوة الولايات المتحدة نفسها وحلفائها لإقالة المدير العام للأمانة الفنية للمنظمة البرازيلي خوسيه بستاني من منصبه كونه غير مرغوب به من واشنطن.
وكانت أميركا وبريطانيا وفرنسا وكندا، قد دعت إلى عقد جلسة خاصة لمؤتمر الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في شهر حزيران القادم للاتفاق على تحرك لدعم الاتفاقية والهيئة القائمة على تطبيقها، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية».
في غضون ذلك، وفي أعقاب جولة جديدة من مشاورات روسية أميركية جرت في نيويورك حول مكافحة تمويل الإرهاب، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، دعا نائب مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة بوزارة الخارجية الروسية، دميتري فيوكتيستوف، الولايات المتحدة إلى تحديد موقفها من فضيحة مصنع «لافارج» الفرنسي المشتبه بتمويله تنظيم داعش في سورية.
وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد نشرت في العام 2016 تحقيقاً أشار إلى تعاون الفرع السوري لشركة «لافارج» الفرنسية لصناعة الإسمنت، مع تنظيم داعش، ما بين العامين 2013 و2014، لضمان استمرار المصنع في عمله.
وحسب فيوكتيستوف، فإن صدور بيان عن فرقة العمل للإجراءات المالية التي ستعقد جلستها العامة في حزيران المقبل بباريس سيكون أحد خيارات ردود الفعل على هذه الفضيحة، مؤكداً أن بلاده لا تسارع في توجيه التهم، وأن فرنسا تجري الآن تحقيقات قضائية في فضيحة «لافارج»، وقيام موظفيه بدفع مبالغ هائلة تصل إلى 15 مليون يورو لمسلحي تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين.
وقال فيوكتيستوف في هذا الشأن: «إذا أكد التحقيق هذا التمويل، سيكون ذلك انتهاكاً سافراً لقرار مجلس الأمن الدولي والحظر الساري في الاتحاد الأوروبي، وحادثاً فظيعاً لتمويل الجماعات الإرهابية، اقترحنا على الأميركيين التفكير في ردود الفعل على هذه الفضيحة عبر المنصات الدولية المناسبة وقبل كل شيء في إطار فرقة العمل للإجراءات المالية التي قد تصدر بياناً في هذا الشأن».
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن الأميركيين اتخذوا موقفاً حذراً في الرد على هذا الاقتراح، وأشاروا إلى أنه ينبغي انتظار نتائج تحقيق الأمم المتحدة وفرقة العمل للإجراءات المالية في هذا الشأن.
وأكد أن موقف موسكو يكمن في أن هذه الفضيحة تتطلب تعليقاً عليها، وروسيا تخطط لمناقشتها مع نظرائها الفرنسيين وغيرهم.
وفي السياق، اعتبر فيوكتيستوف في تصريح أدلى به للصحفيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، نقله موقع «روسيا اليوم» أمس، أن دحر داعش قد يعزز شعبية نظيره تنظيم «القاعدة»، نظراً لمعطيات جديدة تشير إلى تفوقه على داعش من حيث التمويل.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن شعبية «القاعدة» بين مؤيدي الإسلام المتطرف التي تراجعت على خلفية نجاحات داعش في سورية والعراق، باتت ترتفع من جديد، والآن يتجاوز تمويله، حسب المعطيات الاستخباراتية، تمويل داعش.
وأشار إلى أن العملية المضادة للإرهاب التي يشنها الجيش العربي السوري بدعم جوي روسي أسهمت في قطع مصادر تمويل «داعش» الرئيسية، بما فيها الاتجار بالمواد الهيدروكربونية.
وفي وقت سابق أمس، أفاد موقع «روسيا اليوم» أن خبراء روساً وأميركيين ناقشوا أول من أمس (الثلاثاء) أثناء مشاورات جرت في نيويورك مسائل مكافحة تمويل الإرهاب.
وقال فيوكتيستوف، الذي يترأس الوفد الروسي في هذه المشاورات: إن الاجتماع تمحور بالدرجة الأولى حول مكافحة تمويل تنظيمي داعش و«القاعدة» الإرهابيين والمنظمات المرتبطة بهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن