رياضة

صاري لـ«الوطن»: الحرفيون يستحق البقاء بين الكبار

| حلب – فارس نجيب آغا

عاش فريق الحرفيين أسابيع عصيبة قبل أن يضمن بقاءه بدوري المحترفين فخلال الذهاب كان الحصان الأسود محققاً نتائج لافتة لكن في الإياب كان صيداً سهلاً ومعها بدأت رحلة النجاة من شبح الهبوط مع نزفه نقاطاً كثيرة جداً كادت تكلفه الهبوط ولعل خبرة مدربه ومساندة مجلس الإدارة في الأمتار الأخيرة وتقديم كل سبل الدعم ساهم بشكل ملحوظ في تحسن النتائج وقبل الختام بجولة واحدة كسب نقاط البقاء أمام حطين.
موسم ربما استثنائي عاشه المدرب أنس صاري الذي حضر بعد البداية بأسابيع إثر استقالة مصطفى حمصي على أمل تغيير الملامح وانتشال الفريق من ترهله وقد نجح بشكل وبوقت قياسي وبات خصماً عنيداً مرغماً فرقاً كبيرة على الخسارة وفي ملعبها وكان بحق بسمة الدوري.
«الوطن» وبعد أن وضع الدوري أوزاره حاورت الصاري ليوضح لنا بعض ما عاشه مع فريقه وكيف سارت الأمور من خلال تقلبات محيرة لفريق لا يملك مقراً ولا أبسط مقومات الاحتراف.

موقف ونجاح
تمت إقالتك من تدريب الاتحاد فجأة ومن دون سابق إنذار ومن ثم كنت مطلباً للحرفيين فماذا حدث بالضبط؟
الصاري بدت عليه الحيرة في الإجابة وخاصةً موقفه مع ناديه، وصحيح أن القصة باتت من الماضي لكني شخصياً ليس لدي أي تفسير وهو موقف ليس جيداً أن تدار الأمور بهذه الطريقة وربما ما جرى هو في مصلحتي حيث تواصل مجلس إدارة الحرفيين معي وتم الاتفاق على كل البنود وتسلمت الفريق لأكمل به مسيرة الدوري مع منحي جميع الصلاحيات لكن المشكلة التي واجهتنا كانت العمل وفق ما نملكه من لاعبين، ولم يكن لدي أي خيار لأن كل شيء منته من حيث التعاقدات، وبناء عليه قمت بإعادة هيكلة مع بعض الرتوش التي وضعتها ولم تطل الأمور كثيراً لنبدأ الصعود بشكل متواز من حيث النتائج والأداء الفني الذي جعلنا رقماً صعباً في الدوري وهذا مرده للجهد الذي بذله اللاعبون والالتزام بكل التعليمات والخطط التي وضعناها ولعبنا بها ضد خصومنا ولا ننكر أن كرة القدم وقفت بجانبنا ببعض المراحل.

روح واحدة
ما الأسباب التي أدت لتفوق الفريق؟
إن ذلك مرده للتطور السريع الذي ظهر على الفريق بإشراك بعض العناصر بمراكز جديدة لتناسب أسلوب اللعب الذي يخدمنا ومنح البعض حرية التحرك في أرجاء الملعب وعدم التقيد الزائد عن الحد كما أن بعض من شاركناهم كانوا أهلاً للثقة ولم يخذلونا وبالنهاية مجموعتنا لعبت بروح واحدة مع إيماننا بأننا قادرون على تغيير موقعنا وقد وصلنا قبل نهاية الذهاب للمركز الرابع خلف الجيش والاتحاد والوحدة وهذا كان إنجازاً بحد ذاته لفريق ثمنه بضعة ملايين وأثبتنا أن المال ليس كل شيء.

مفعول عكسي
وصلتم لمرحلة مثالية في النتائج والترتيب وهو ما جعلكم مفاجأة الموسم فكيف تشرح ذلك؟
النتائج التي حصدناها ذهاباً كانت عن جدارة واستحقاق ولم تكن بالحظ بل نتاج الأفضلية بأرض الملعب وتفوقنا على خصمنا، وكرة القدم تعطي من يعطيها لكن جاء مفعولها عكسياً لأن الفريق وصل إلى قناعة بأنه بات في موقع آمن وما حققه كاف ولم يعد هناك شيء يمكن السعي خلفه ومن هنا كانت المشكلة التي كلفتنا الكثير حيث بدأنا بالتراجع لأنه بات لدى لاعبينا إشباع وفقدت الرغبة والحماس ولم يخطر ببالهم أن الأمور قد تتعقد وتصعب، وهو ما حدث بالفعل رغم أني نبهت وحذرت فكل مباراة تعتبر لنا مصيرية وتأخر الفريق ليستفيق على وقع الصدمة التي بدأت تهددنا بالهبوط ومعها عاد الجميع لرشده علماً أن هناك مباريات كنا فيها الطرف الأفضل لكن سوء الطالع لازمنا.

فاتورة باهظة
هل التراجع في الإياب طبيعي وهذا مستوى الفريق أم هناك شيء آخر؟
أغلبية العناصر لم يتعودوا اللعب تحت الضغط نظراً لعدم امتلاكهم الخبرة الكافية وهذا سبب لنا الكثير من المشاكل ناهيك عن الحرمانات والإصابات التي مني بها الفريق ولم يعد لدينا بدلاء يمكن الاعتماد عليهم فقمنا بزج بعض اللاعبين الشبان الذين يلعبون بدوري المحترفين لأول مرة وقد طلبنا من الحارس بيروتي العودة للعب معنا نتيجة عدم وجود حارس بديل بعد إصابة أمير نجار لذلك دفعنا فاتورة باهظة الثمن لأن عملية الانتقاء من الأساس لم تكن مدروسة بشكل واف ودقيق وهو ما أدخلنا في أزمة كبرى عشنا خلالها على أعصابنا.

نقاط
وكيف تقرأ نجاحكم بالمحافظة على موقعكم في دوري المحترفين؟
بالشكل العام وبحسب المعطيات بقاء فريق الحرفيين إنجاز لم تستطع الأندية الأكبر منا تحقيقه فنحن لا نملك مقراً وليس لدينا منشآت أو ملعب نتمرن عليه وعشنا موسم ترحال بين ملاعب حلب بحسب فراغها ناهيك عن وضع مجلس الإدارة الذي تم حله وتأخرت الأسماء الجديدة في الموافقة عليها، وهذا كله لم يكن بصالحنا وحقيقة كلمات الشكر تبدو قليلة وغير كافية لعضوي مجلس الإدارة رائد وجمال حبال اللذين تحملا العبء الأكبر عبر تأمين جميع الاحتياجات والمستحقات المالية التي كانت تسدد مطلع كل شهر ومصاريف السفر والتنقلات بين المحافظات، وهذا يحتاج لكادر عمل خاص وميزانية لم تتوفر بصندوق النادي ولا يمكن استثناء الطاقم الذي رافقني وبذلوا جهوداً يشكرون عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن