هل يوجد مكاتب لبيع الأمبيرات في المعضمية؟ … حدّى لـ«الوطن»: ليس من موظفي وزارة الكهرباء والفعاليات تتكتم على هويته
| الوطن
اشتكى مواطنون من منطقة المعضمية في محافظة ريف دمشق لـ«الوطن» عن عدم توافر التيار الكهربائي في المنطقة بشكل نظامي، رغم مرور نحو عامين على تطهيرها من رجس العصابات الإرهابية المسلحة على أيدي رجال الجيش العربي السوري، إضافة إلى تعرضهم للابتزاز من أشخاص يستغلون حاجة السكان للكهرباء من خلال بيعهم أمبيرات.
وأكد أحد القاطنين في المنطقة لـ«الوطن» وجود مكاتب تقوم ببيع الأمبيرات للمواطنين، لافتاً إلى أن المؤسسة العامة للكهرباء قامت بمد المحولات، إلا أنها لم تقم بإيصال الكهرباء إلى المنازل حتى الآن بشكل نظامي إلى كل المناطق، منوهاً باقتصار إيصال الكهرباء إلى بعض المناطق كالشارع العام وشارع الروضة ومنطقة الجسر، مشيراً إلى وجود ثلاثة مكاتب في المعضمية بدأت ببيع الأمبيرات منذ توصيل الشركة للمحولات الكهربائية، موضحاً بأن أحد المكاتب موجود في مكان يدعى بالزعرورة وآخر في شارع الزيتونة عند جامع الزيتونة إضافة إلى مكتب عند جامع الروضة، واصفاً أصحاب المكاتب بالعصابة وبأنهم أصبحوا من أصحاب الثروات الكبيرة من مد خطوط الكهرباء وتقاضي الأموال من الناس.
وأشار إلى وجود متعهد يلقب أبو ياسين يأخذ مناقصات من الكهرباء ويعمل في المنطقة كما يشاء، مؤكداً قيامه بتقطيع جميع الخطوط الكهربائية النظامية في البلدة باستثناء الحي الذي يقطن فيه لكي تصل إليه الكهرباء بشكل نظامي.
وأكد بأن هذه المكاتب التي تمد الناس بالكهرباء من خلال الأمبيرات تأخذ من الناس اشتراكات مالية شهرية، وبأنهم يبيعون الأمبيرات بمقدار الطاقة التي يأخذها فمثلاً الـ50 أمبيراً سعرها 10آلاف ليرة سورية والـ20 أمبيراً بحدود أربعة آلاف.
مشيراً إلى وقوع حالات وفاة بسبب مد الكهرباء وقعت مع بعض العاملين مع أبو ياسين أثناء توصيله للكهرباء.
رئيس بلدية المعضمية بسام سعدة نفى موضوع بيع الأمبيرات وأكد أن مثل هذا الكلام عارٍ عن الصحة!، متهماً سكان المنطقة بتوصيل الأسلاك بشكل عشوائي وغير نظامي لحاجتهم إلى الكهرباء، منوهاً بوقوع وفيّات لمواطنين بسبب توصيل الكهرباء بشكل غير نظامي واصفاً إياهم بأنهم عمال متطوعون من أهالي منطقة المعضمية ولم يتم تعويضهم بأي شيء على الرغم من علم مؤسسة الكهرباء بهم.
كما أنه قد نفى وجود أي متعهد مسؤول عن هؤلاء المواطنين الذين يمدون الأسلاك بشكل عشوائي لافتاً إلى أن هذه العملية قد بدأت في بداية عام 2017 وبأن هذه الأسلاك تُمَد عن طريق مراكز التحويل الثلاثة الموجودة في المنطقة وبعلم مؤسسة الكهرباء.
وقال مشكلتنا في المنطقة بأنهم لا يرسلون مركز طوارئ إلى المعضمية مؤكداً بأنهم دائماً كانوا ينادون بهذا الموضوع وبأنهم قاموا بفتح مكتب للطوارئ في البلدية ولكن من دون جدوى.
ونفى سعدة وصول أي كهرباء نظامية إلى منطقة المعضمية على الرغم من وجود شبكات نظامية في المنطقة، ومطالبتهم العديدة ورغم الوعود الدائمة من مديرية كهرباء الريف لإرسال ورشة لإيصال الكهرباء.
وأشار سعدة إلى وجود متعهد تابع للمديرية يعمل في المنطقة في الكابلات المنخفض ويقوم بمد شبكات نظامية إلى المنطقة، وأنه أنجز نحو 60% من الشبكات غير المفعّلة إلى الآن، لافتاً إلى أن المعضمية تحتاج إلى تسعة مشاريع لكي تنجز وأن مديرية الكهرباء تعاقدت على المشروع الثالث هو عقد متوسط واصفاً بأنه يوجد بطء في العمل وقلة في المواد بالنسبة للعدادات والكابلات المنخفض.
من جانبه بين مدير مؤسسة ريف دمشق خلدون حدى أن حجم الأضرار في المعضمية كبير وتقدر قيمة الأضرار بنحو 1.3 مليار ليرة سورية مؤكداً مباشرة وزارة الكهرباء بوضع عدد من مراكز التحويل فيها.
ولم ينف حدّى ما جاء على لسان المشتكين عن وجود متعهد يستغل السكان في المنطقة، ويبتزهم منذ كانت المنطقة تحت سيطرة المجموعات الإرهابية، حيث كان يمدد الأسلاك من مراكز الكهرباء بشكل عشوائي ويبع أمبيرات للمواطنين، مؤكداً استمراره باستغلال عدم توافر الكهرباء بالشكل اللازم.
وأضاف: «نحن كوزارة كهرباء نعاني من مشاكل كثيرة فالشبكات في تلك المنطقة معقدة كشبكات العنكبوت، ودائماً نطالب المشتركين المتعرضين للابتزاز بإلغاء خطوطهم المخالفة والاستجرار من شبكة الكهرباء النظامية التابعة لوزارة الكهرباء».
واستغرب حدّى عدم إفصاح الفعّاليات داخل المنطقة عن هوية المتعهد المستغل، نافياً ما يشاع بإنه أحد موظفي وزارة الكهرباء، مضيفاً: في واقع الأمر هو وغيره من المتعاونين معه لا يمتون لوزارة الكهرباء بصِلة وقد تم التواصل مع الجهات المختصة حول هذا الموضوع وتم الإيضاح بأن هذا المتعهد ليس تابعاً للوزارة.
وتعهد حدّى أنه في حال ثبت تورط شخص تابع لوزارة الكهرباء بالتعاون مع المتعهد سيتم الاقتصاص منه مباشرةً.
وأكد حدى على مد المعضمية بكم كبير من المواد والأسلاك والأعمدة في الوقت الحالي، لافتاً إلى وجود بعض النقص في مواد الشبكات المنخفض والكابلات والعدادات، لافتاً إلى أنه يوجد تسريع لإنجاز العمل في المنطقة على الرغم من حجم العمل الكبير للانتهاء من هذه المشكلة والجهود حثيثة للسعي في إعطاء المنطقة كمية مواد أكبر للانتهاء من هذه المشكلة بشكل كامل.
هذا ولم يحدد حدى موعداً محدداً لإنجاز العمل في المعضمية بشكل كامل مبرراً ذلك بأن العمل على جبهات الريف واسع وكبير ويحتاج إلى وقت.