عربي ودولي

مع إبحار سفن «أسطول الحرية» من كوبنهاغن.. سفن «كسر الحصار» تبحر لأول مرة من غزة … الاحتلال يسخن جبهة غزة.. شهداء وجرحى والمقاومة تهدد بنسف التهدئة

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب

عاش قطاع غزة أمس على وقع التصعيد الإسرائيلي من خلال غارات جوية وقصف مدفعي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف الفلسطينيين العزل في ظل صمت من قبل المجتمع الدولي.
وقالت مصادر محلية فلسطينية لـ«الوطن»: إن مدفعية الاحتلال قصفت موقعاً لـ«سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي بالقرب من السياج الفاصل شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين وجرح ثالث، وأن سلسة من الانفجارات سمعت بالقرب من السياج الفاصل ناجمة عن نجاح المقاومة الفلسطينية في تفجير عبوات ناسفة عند مرور آليات عسكرية لكيان الاحتلال شرق رفح.
وقد سبق القصف المدفعي على مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع، غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدف القطاع المحاصر، وطالت مقرات ومنشآت فلسطينية ما أدى لتدميرها، وسط حالة من الهلع تسببت بها الغارات للأطفال والنساء.
بدورها قالت الفصائل الفلسطينية: إن مسلسل التصعيد المتواصل للاحتلال في قطاع غزة لن يمر مرور الكرام، وأن الاحتلال يهدف من وراء هذا التصعيد لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية بعد النجاحات التي تحققت في مسيرات العودة والانتقادات الدولية الواسعة لكيان الاحتلال لارتكابه جرائم حرب بحق تظاهرات سلمية وقتله 120 فلسطينياً بدم بارد، وتصاعد الدعوات الدولية بتشكيل لجان تحقيق في الجرائم الإسرائيلية في غزة.
وشددت الفصائل الفلسطينية على ضرورة صياغة إستراتيجية وطنية لمجابهة الاحتلال الذي يواصل القتل والاستيطان والتهويد.
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها بعد استشهاد اثنين من مقاتليها: «إن دماء الشعب الفلسطيني ليست رخيصة وتعرف كيف ترد على هذا العدوان، والاحتلال عليه أن يعرف أن ما حدث تصعيد خطير».
وقالت «سرايا القدس»: «لن يفلح الاحتلال بفرض معادلة جديدة يستبيح من خلالها دماء أبناء شعبنا ومجاهدينا دون رد يؤلمه، وأن لدى المقاومة ما يغير هذه المعادلة».
يأتي التصعيد الإسرائيلي في غزة في ظل حديث عن جهود مصرية وأممية للتوصل إلى تهدئة في القطاع تشمل رفع الحصار وفتح المعابر، لكن تلك الجهود ترفض الفصائل الفلسطينية أن تربطها بملفين هما سلاح المقاومة والجنود الذين أسرتهم حركة حماس في عدوان عام 2014 على قطاع غزة باعتبارها ملفات منفصلة عن بعضها.
في السياق أعلنت «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار» أمس عن إطلاق أول رحلة بحرية من قطاع غزة نحو العالم، ودعت الهيئة في مؤتمر صحفي، كافة أطياف الشعب الفلسطيني للتواجد في ميناء غزة بعد غد الثلاثاء الساعة الـ11 صباحاً؛ لدعم أول رحلة بحرية نحو العالم في ذكرى مجزرة سفينة مرمرة التركية، وأكدت الهيئة أن غزة تحولت إلى سجن كبير معزول عن العالم ومحروم من أبسط حقوقه بفعل الحصار الإسرائيلي الظالم.
وكانت عدة سفن أطلق عليها سفن «أسطول الحرية» قد أبحرت من مدينة كوبنهاغن بالدنمارك في طريقها إلى قطاع غزة وعلى متنها العشرات من النشطاء الأجانب المتضامنين مع القطاع المحاصر منذ عقد من الزمن، في أول تحرك من هذا النوع منذ عدة سنوات.
وارتكبت بحرية الاحتلال فجر 31 من أيار 2010 مجزرة مروعة بحق «أسطول الحرية» الذي كان على متنه المئات من النشطاء، وكان في طريقه لقطاع غزة واعترضته البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية وقتلت وأصابت العشرات من المتضامين مع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن