سورية

مع اقتراب حسم الجنوب.. الفوضى تدب في مناطق الإرهابيين رغم محاولة التوحد

| الوطن- وكالات

مع قرب إعلان الجيش بدء عمل عسكري في جنوب البلاد في حال لم يستجب الإرهابيون إلى نداءات المصالحة بدأ الخوف يدب في صفوف الإرهابيين وانتشرت حالات القتل بينهم رغم محاولتهم التوحد تحت مسمى «جيش الإنقاذ». وأقرت مصادر إعلامية معارضة، بأن الإرهابيين أطلقوا قذيفة صاروخية على حي السبيل الخاضع لسيطرة الجيش في مدينة درعا، بعد منتصف ليلة الأحد، ما أسفر عن أضرار مادية، لافتة إلى أن الجيش رد باستهداف مراكز الفصائل في درعا البلد بمدينة درعا، وأماكن ثانية في بلدة الحراك في الريف الشرقي لدرعا، ولا معلومات عن خسائر بشرية. ومع تصاعد الأنباء عن عملية وشيكة في الجنوب، قتل مسلحون شاباً في مدينة الصنمين الواقعة في الريف الشمالي لدرعا، كما أسفرت العملية عن استشهاد طفل وجرح شاب آخر. وبحسب المصادر فإن «مسلحين مجهولين يقودون دراجات نارية، أطلقوا الرصاص بشكل مباشر على عادل ويحيى الجيدوري، على حين كانا يجلسان أمام منزلهما، ما أدى لمقتلهما على الفور»، وذلك بزعم أن الشابين «لهما سمعة سيئة وهما على علاقة مع قوات «النظام»، وكانا قد شاركا في معارك الغوطة الشرقية في صفوفه على حد زعم مواقع إلكترونية معارضة.
وتعتبر عملية القتل هذه الثانية في المدينة خلال اليومين الماضيين، في إشارة إلى انتشار فلتان أمني في الجنوب على غرار ما يحصل في إدلب.
في المقابل أعلنت ميليشيات مسلحة عن توحدها تحت مسمى «جيش الإنقاذ» في درعا والقنيطرة، تزامنا مع مفاوضات تسوية تجري برعاية روسية لإنهاء التواجد المسلح بالمنطقة بدل الخيار العسكري.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن مواقع معارضة أن ما يسمى «جيش الإنقاذ» جاء نتيجة اندماج ميليشيات منها «فرقة أحرار نوى وفرقة الشهيد جميل أبو الزين وفرقة المغاوير الخاصة، وتحالف أبناء الجولان وعدد من الميليشيات المستقلة، وتضم هذه الميليشيات المذكورة عدداً من الألوية والكتائب».
في غضون ذلك حاولت المواقع المعارضة التنبؤ بمحاور الهجوم التي سيطلقها الجيش في الجنوب، مبينة أن ثلاثة مواقع قد تكون أهداف المعركة المرتقبة.
ورأت المواقع أن معبر نصيب هو الموقع الأكثر تداولًا بين أوساط الجيش السوري والمعارضة، فمنذ سيطرة الميليشيات عليه، نيسان 2015، عاش حالة من الشد والجذب والمفاوضات المتعثرة في سياق مساعٍ أردنية لإعادة تشغيله، لكن تمسك كل من الجيش وهيئات المعارضة بشروطهما حال دون التوصل لأي اتفاق.
ورأى أحد متزعمي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في الجنوب أبو حذيفة الشامي، أن «المسافة القصيرة نسبياً بين مواقع الجيش الحالية والمعبر لا تعني أن المعركة ستكون سهلة على الإطلاق»، حيث يبعد الجيش المتمركز في بلدة خربة غزالة عن نصيب مسافة 20 كيلومتر إلى الشمال فقط، أما الوحدات المتمركزة في درعا المحطة فتفصلها مسافة 13 كيلومتر إلى الغرب.
المحور الثاني وفق المواقع هو تل الحارة البعيد عن معبر نصيب ويُعتبر أعلى التلال المرتفعة في ريف درعا الشمالي، ويشرف على مساحات واسعة من ريفي درعا والقنيطرة، مكنّت الميليشيات من السيطرة عليها سريعاً بعد السيطرة عليه، في تشرين الأول 2014.
إلى جانب ما سبق، اعتبر الشامي أن بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي من الأهداف التي توصف بـ«الخفية والتي لا تدركها كثيرٌ من فصائل» الميليشيات، وأن الجيش قد يستغل هذا الأمر في افتتاح معركة حقيقية أو وهمية بهدف الإشغال على البلدة، التي لا يبعد عنها الجيش إلا كيلومترات قليلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن