«النصرة» تؤكد حبل الود مع أنقرة! … مناشير في محافظة «الفلتان الأمني» تدعو إلى المصالحة
| وكالات
ألقت مروحيات الجيش العربي السوري مناشير ورقية على بلدات في ريف محافظة إدلب، دعت فيها مسلحي الميليشيات لإلقاء سلاحهم وتسوية وضعهم، بينما لا يزال الفلتان الأمني في المحافظة سيد الموقف مع تواصل الاقتتال بين تلك الميليشيات!!.
وأفادت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن مروحيات الجيش ألقت أمس مناشير ورقية على بلدتي سرمدا والدانا في ريف إدلب الشمالي، تضمنت عبارات تدعو المسلحين بالتوجه إلى «المصالحة»، وإلى ترك السلاح، و«الابتعاد عن العناد في الاستمرار بالمعارك»، والعودة إلى حضن الوطن، واغتنام الفرصة قبل فوات الأوان، خاتمة بعبارة «الدولة ترعاكم وترحب بعودتكم».
وقالت مواقع إلكترونية معارضة، إن المناشير سقطت على مخيم كمونة قرب بلدة سرمدا وعلى مدينتي حارم ورام حمدان في الريف الشمالي.
كما تضمنت المناشير بحسب المواقع، عبارات بينها «الصلح سيد الأحكام – الحرب اقتربت من نهايتها وآن الأوان لوقف الحرب وسفك الدماء»، داعية المدنيين إلى الانضمام للمصالحة الوطنية كما فعلت بقية المناطق في سورية التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، وجاء في بعضها موازنة بين المشهد السوري قبل الحرب الإرهابية وفي الوقت الحالي. وتعيش إدلب حالة من الفلتان الأمني بسبب الاقتتال فيما بين الميليشيات المسلحة أدت إلى سقوط عشرات القتلى بين المسلحين، فضلاً عن استشهاد العشرات من المدنيين.
وضمن استمرار هذا الفلتان، أفادت مصادر إعلامية معارضة، أن مسلحين مجهولين هاجموا أمس، موقع لميليشيا «جيش إدلب الحر» بالقرب من منطقة المصاصنة الواقعة في ريف حماة الشمالي، حيث جرت عملية تبادل إطلاق النار بين الطرفين، قبل أن يلوذوا المهاجمين بالفرار.
وفي السياق، قام مسلحون من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي أمس، بسرقة آليات شركة مياه الشرب والصرف الصحي في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وفق ما ذكرت صفحات على «الفيسبوك».
إلى ذلك، أظهر تسجيل مسرب النقيب الفار سعيد نقرش (أبو جمال) قائد ميليشيا «لواء شهداء الإسلام» في داريا، أسيرًا لدى مجموعة مجهولة، وهو يتلو اعترافات وعليه آثار تعذيب، بحسب مواقع معارضة، بعدما دخل إدلب لاستقبال أقاربه القادمين من مدينة الضمير، ضمن اتفاق الخروج الأخير.
ونشر حساب في «فيس بوك» التسجيل، في وقت متأخر من مساء السبت وقال فيه نقرش:إن الأتراك والأميركان و«المخابرات العالمية» طلبت من قيادة ميليشيا «لواء شهداء الإسلام»، المشاركة في محادثات أستانا.
وسبق أن نقلت المواقع المعارضة عن مصادر أن «النصرة» داهمت المنزل الذي كان فيه نقرش بسرمدا، واعتقلته دون أن تذكر الأسباب.
وجاء ذلك في الوقت الذي أفادت مواقع معارضة أن «النصرة» اعتبرت علاقتها مع تركيا مستمرة ومتوازنة بما يحقق الأمن والاستقرار في الشمال السوري، وخاصة محافظة إدلب.
ونقلت المواقع عن مسؤول ما يسمى إدارة الشؤون السياسية في «النصرة»، يوسف الهجر خلال حوار مع موقع «الجزيرة نت» قوله أمس، إن «الروابط التاريخية المشتركة بين الشعبين المسلمين التركي والسوري لها امتداد عميق بعمق التاريخ نفسه».
وأضاف أن أبرز تجليات الروابط المشتركة ما حصل خلال سنوات ما يسمى «الثورة السورية»، إذ شكلت تركيا عمقًا حقيقيًا لها، رغم تبدل مواقفها السياسية، عدا احتضانها لملايين اللاجئين السوريين وصون كرامتهم.
على خط مواز، أفادت وكالات معارضة، أن مسلحاً من ميليشيا «فرقة السلطان مراد» قتل وأصيب ثلاثة آخرون، كما جرح شخصان من عائلة «آل تمرو» في مدينة الباب (38 كم شرق مدينة حلب) ، إثر خلاف بين الجانبين، على خلفية إيقاف مسلح من الميليشيا سيارته أمام مدخل محل تجاري للعائلة ورفض إبعادها.
أما في مدينة عفرين المحتلة، وبحسب مواقع معارضة، فقد انتشر أمس بين 650 و700 مسلح مما يسمى «الشرطة الوطنية» التي تتبع للميليشيات المدعومة من أنقرة في المدينة، بعد تلقيهم تدريبات عسكرية في الأراضي التركية، على أن يكلفوا بالحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الاحتلال التركي يسطر على المعابر في الشمال السوري، حيث، دخل من الأراضي التركية إلى سورية عبر معبري جرابلس وباب السلامة خلال 9 أيام حتى يوم أمس، أكثر من 14 ألف سوري إلى ريف حلب، لقضاء إجازة العيد.