سورية

محاولات أميركية لتقديم مقترحات بديلة.. والمحاميد: مفاوضات للانسحاب 20 كيلومتراً عن الحدود … وحدات الجيش تواصل استعدادها لعملية الجنوب

| سامر ضاحي – وكالات

تواصلت استعدادات الجيش العربي السوري لإطلاق معركة الجنوب لإنهاء الوجود الإرهابي في جنوب البلاد، وسط إقرار معارضين بأن المجتمع الدولي باع الميليشيات، ما أثر على المناطق الخاضعة للإرهابيين والتي شهدت انفلاتاً أمنياً.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية أن الجيش واصل إرسال الوحدات القتالية إلى الجنوب بموازاة وصول وحدات من لواء القدس الفلسطيني إلى ريف القنيطرة للمشاركة في العملية.
وأفاد نشطاء على «فيسبوك» بإمكانية أن تشارك وحدات عديدة من الجيش في العملية أبرزها الفرقة الرابعة، والفرقة المدرعة الخامسة، والحرس الجمهوري. وشبه النشطاء المعركة بمعركة الغوطة الشرقية حيث سيتم العمل على شطر مناطق المسلحين إلى جيوب.
في المقابل بدأ الخوف يتصاعد في صفوف نشطاء المعارضة وإعلامييها، وكتب أحدهم على «فيسبوك» أنه «تم بيع درعا والقنيطرة على تضحياتهما طوال 8 سنوات».
وأضاف ناشط آخر «لا تصدقوا ما يقال عن خطوط حمراء دولية في الجنوب السوري، أيام وسترون التدمير ومن يبقى حياً من أهالي المدينتين للتهجير».
بموازاة ذلك عاشت مناطق المسلحين في ظل تصاعد عمليات القتل والاغتيال والفاعل المجهول في ريف درعا، وسط عجز من الميليشيات المسلحة عن ضبط الأوضاع الأمنية ومنع الحوادث من التكرار.
ووفق مصادر إعلامية معارضة يعمد المسلحون المجهولون، إلى تنفيذ عمليات اختطاف وقتل أو إطلاق نار أو زرع عبوات ناسفة على طرق السيارات والآليات المدنية منها والعسكرية، وعثر أمس على 6 جثث على الطريق الدولي الواصل إلى الحدود السورية – الأردنية، حيث جرى قتلهم عبر إطلاق النار عليهم، ومن ثم رمي جثثهم إلى جانب الطريق
في غضون ذلك أعلنت ميليشيا «الجيش الحر»، إلقاء القبض على مجموعة رابعة لتنظيم داعش الإرهابي حاولت التسلل من محافظة السويداء إلى درعا.
وقال مدير المكتب الإعلامي لميليشيا «قوات شباب السنة» الملقب أبو غازي: إن عدد عناصر المجموعة ثمانية أشخاص، حيث أوقفوا في قرية صماد (42 كم شرق مدينة درعا) قبل ثلاثة أيام، مشيراً أنهم لا يكشفون فوراً عن العناصر بسبب التحقيق.
واتهم أبو غازي مهربين من محافظة السويداء بالتنسيق مع المجموعات لتهريبها إلى منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا.
وتسيطر ميليشيا «جيش خالد بن الوليد» على جيب صغير في جنوب غرب البلاد فيما تدعي ميليشيات «الحر» ومعها «النصرة» شن عمليات ضدها باستمرار.
في سياق منفصل، زعمت غرفة عمليات «صد البغاة» التابعة للميليشيات إسقاطها طائرة استطلاع للتنظيم فوق بلدة حيط من جهة قرية سحم الجولان.
ويأتي ذلك بعد يوم من إلقاء «الحر» القبض على 35 عنصراً من التنظيم في قرية أم ولد (32 كم شرق مدينة درعا)، خلال محاولتهم العبور بين المحافظتين.
وزعمت مواقع معارضة أن مئات الدواعش وصلوا قبل أيام، إلى بادية محافظة السويداء، بعد خروجهم من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي التضامن جنوبي العاصمة السورية دمشق وحي الحجر الأسود المجاور، «في إطار اتفاق مع قوات النظام».
في الأثناء حاول نائب رئيس «الهيئة العليا للتفاوض» المعارضة خالد المحاميد، الهروب من تصريحاته السابقة التي أعلن فيها تأييده لعودة مؤسسات الدولة وبسط سيطرتها على كامل سورية وخاصة في الجنوب.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» بياناً صادراً عن المحاميد أكد فيه أنه شخصياً «مع إعادة مؤسسات الدولة وبسط سيادتها على تراب سورية وفتح المعبر (نصيب) بوجود قوات روسية وعدم السماح لإيران والميليشيات المرتبطة بها وحزب اللـه من الوجود في الجنوب وكذلك التخلص من جبهة النصرة وداعش، وعودة المهجرين والعمل على إعادة إعمار البنية التحتية، وهذا يعني بداية الحل السياسي القائم على القرار 2254» وفق البيان.
وشدد المحاميد على أن المفاوضات التي تجري حالياً تتضمن «طلب المعارضة عدم ترحيل أهالي الجنوب السوري إلى إدلب، واستبعاد الميليشيات التابعة لإيران من المنطقة بسبب حساسيات تجاههم».
يشار إلى أن وسائل إعلام تحدثت عن تكثيف المشاورات التي أجراها مؤخراً نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، لصياغة مقترح استخلصه مع دول إقليمية لتتم مناقشته مع الجانب الروسي، ويتمثل بانسحاب جميع الجماعات المسلحة السورية وغير السورية إلى عمق 20 – 25 كم من الحدود الأردنية.
وتضمنت أفكار ساترفيلد احتمال تفكيك معسكر التنف الأميركي الواقع في زاوية الحدود السورية الأردنية العراقية، الذي يتعرض لانتقادات من الجانب الروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن