مطالبات بإيقاف عرض «الهيبة 2» .. نانسي عجرم تكشف خطأ إخراجياً وناصيف زيتون في أول «كاميو»
| وائل العدس
فوجئ الجمهور العربي بأن أحداث الجزء الثاني من مسلسل «الهيبة» تعود إلى ما قبل فترة الجزء الأول، أي إن البطل يعود إلى القصة التي جعلته يصبح ما هو عليه.
في الجزء الجديد أصبحنا أمام قرية يكاد يكون أهلها مجموعات من المهربين الذين يتناحرون من أجل تمرير البضائع الممنوعة عبر الحدود. تجارة حشيش وأسلحة خفيفة وثقيلة، قتل، غدر، وتجول عصابات بالأسلحة في سيارات دفع رباعية سوداء. قصص ثأر لا تهدأ، وحياة تكاد تكون جحيماً لأناس يعيشون عكس ما يتمنون ويجرون إلى غير ما يريدون، حتى إن «جبل» يضطر للزواج من امرأة والدها قتل أباه، وأخوه قتل أباها، وصارت المرأة في دارهم حبيسة عائلته وأسيرة جرائم لم ترتكبها.
قصة العمل لهوزان عكو وسيناريو وحوار باسم السلكا وإخراج سامر البرقاوي وبطولة منى واصف وتيم حسن ونيكول سابا وعبده شاهين وأويس مخللاتي وروزينا لاذقاني.
وتدور أحداثه حول خلاف بين عائلتين «شيخ الجبل» و«السعيد» لأسباب لها علاقة بالتجارة والتهريب، تصل إلى حدود القتال وتغليب لغة الثأر.
الشركة المنتجة استعانت بشخصيات جديدة لتقوي جماهيرية العمل الذي حقق المراتب الأولى في العام الماضي، لكن النتيجة جاءت معاكسة، إذ تتحدث الإحصاءات عن تراجع مخيف لنسبة مشاهدي هذا العمل إن كان في لبنان أو عدد من البلدان العربية.
وتعرض صناع المسلسل إلى نقد شديد بسبب كثرة المشاهد الدموية غير المبررة، وتحديداً خلال أحد المشاهد التي أظهرت مجزرة أودت بحياة العشرات.
أول كاميو
في الحلقة السابعة ظهر النجم السوري ناصيف زيتون، في المشهد الأخير مع البطل النجم تيم حسن، الذي يلعب شخصية «جبل».
وظهر زيتون في مشهد خاص بصفته الحقيقية، وليس كممثل عن دور معين في المسلسل، حيث كان «جبل» يقف إلى جانب نهر وكأنه يشكو همومه بعدما ضاقت به الدنيا، فيسترجع ذكرياته مع حبيبته على وقع أغنية الشارة «مجبور»، التي غناها زيتون ولاقت انتشاراً ونجاحاً كبيرين.
وتضم اللقطة المصورة تبادل النظرات بين «جبل» وناصيف في مشهد صامت يحمل في داخله حواراً طويلاً وكأن زيتون يقول له «لا تهكلو للهم».
ويصنف ظهور زيتون في المسلسل كأول «كاميو» نُفذ في العالم العربي، وفقاً لما ذكره أحد القائمين على العمل عبر تغريدة على حسابه في تويتر تقول: إلى كل يلي مش عارف ليش مرور النجم ناصيف زيتون بالهيبة، المشاريع الناجحة بيمرق فيها نجوم كبار من خارج التركيبة التمثيلية، وهي اسمها بالعالم« cameo role».
ورحب حسن بمواطنه زيتون وكتب في تغريدة على «تويتر»: «ناصيف زيتون.. نورتنا يا نجم»، ليرد عليه: «إلي الشرف يا غالي.. ومنورة فيك وبكل الأساتذة اللي معك، وممنونكن يا مهيوبين».
خطأ إخراجي
ظهرت في الحلقة السادسة ابنة تاجر السلاح «أبو سلمى» وهي جالسة في غرفتها وتشاهد التلفاز، فيظهر إعلان ترويجي للفنانة اللبنانية نانسي عجرم لأحد مساحيق الغسيل.
وهذا الأمر يتعارض مع الفترة الزمنية التي ينقلها المسلسل، وخاصة أن إعلان عجرم بدأ يعرض على الشاشات منذ أسابيع قليلة، على حين من المفترض أن أحداث العمل تجري عام 2014.
دعوى قضائية
تطوراته وحوادثه الجديدة، قصص الثأر وسفك الدماء والاقتصاص من مرتكبي الجريمة، استفز ناشطين ومحامين، فتداعوا إلى التحضير لشكوى قضائية لوقف عرض المسلسل.
وأعرب المحامي اللبناني أشرف الموسوي عن رغبة عدد كبير من المحامين بإحالة الموضوع على القضاء بهدف إيقاف عرض المسلسل لأنه «يثبت في ذهن المشاهد اللبناني عامة والبعلبكي خاصة صورة نمطية عن منطقتنا خلاصتها بأن هناك ثقافة وتقاليد تتناقض مع فكرة النظام العام والقانون والأمن الاجتماعي، وأن المسلسل يحاكي خيالاً وظواهر منبوذة يراد لها أن تصبح حالة عامة وترسخ واقع ظاهرة السلاح المتفلت والقتل الثأر والمخدرات، وأبدى امتعاضه من استعمال بعض اللهجات اللبنانية العريقة «البعلبكية» لصبغ الوقائع التي تعرض بأنها تحاكي حياة وأنماط عشائر وعائلات بعلبك والبقاع الشمالي.
أما الكاتبة اللبنانية منى طايع فانتقدت العمل على حسابها على الفيسبوك متسائلة: «ما الرسالة المبتغاة من المسلسل؟ حيث قاتل ومهرب سلاح بيتحدى الدولة والقوانين والدول الأجنبية، يحتجز حرية امرأة هو وأمه ومقررين مصيرها عنها، وعاملينو عندو مبادئ وقيم وجذاب وفارس أحلام الصبايا وعم يمشي قانون العشاير وزمن الحريم، شي بيستفز، نحنا يا جماعة بالقرن الحادي والعشرين».
رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة رد بتعليق مقتضب: «اقرؤوا جيداً الكلمات التي تسبق عرض المسلسل»، قاصداً الإشارة إلى أن «حوادثه وشخصياته وجغرافيته من وحي الخيال ولا صلة لها بالواقع»، و«ثانياً، أن الذي ننتجه دراما».
أما مدير التسويق في الشركة فأكد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الدراما التلفزيونية لا تحمل بالضرورة رسائل إنسانية وفاضلة، مشيراً إلى أن العمل الدرامي هو مرآة للمجتمع بتناقضاته وليس واعظاً في المدينة الفاضلة، ثم توجه إلى من وصفهم بـ«مدعي الفهم» أن يهتموا وينكبوا على كتابة أعمال جماهيرية على مستوى، بحيث يمكن أن تُسوق وتُنتج وتُشاهد من دون عثرات ومطبات، ولا يقال عنها إنها إنتاج مجموعة هواة متطفلين ومتضررين من نجاح الآخرين.