الدفع قبل الاستهلاك للتجار خلال المرحلة القادمة … «الكهرباء» تستعد لإطلاق 5 آلاف عداد تجريبي مسبق الدفع
| قصي المحمد
وجّه وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإطلاق مشروع تركيب العدادات مسبقة الدفع، وذلك خلال اجتماعه مع عدد من المعنيين في الوزارة أمس الأول.
وبحسب كتاب موجه إلى المدير العام للمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء (حصلت «الوطن» على نسخة منه) تبيّن أنّ مشروع العدادات مسبقة الدفع هو مشروع تجريبي سيتم العمل على إطلاقه خلال المرحلة القادمة، بحيث يستهدف المشروع عدداً محدداً من العدادات، وهي شريحة المشتركين بصفة عداد تجاري فقط، مبيناً العدد الذي سيتم تركيبه وهو 5 آلاف عداد فقط في سورية كتجربة أولية.
وأكد الكتاب أنّه لاحقاً سيتم تحديد الشركة المعنية بالتطبيق، والمكان الذي سيتم فيه تنفيذ التجربة، ريثما يتم الانتهاء من إعداد دفاتر الشروط المطلوبة من اللجنة التي تمّ تشكيلها ضمن الكتاب المذكور.
كما أعطى الكتاب أحقية للجنة المؤلفة من تسعة أعضاء (منهم أربعة من مدير الإدارة العامة للمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء من ضمنهم رئيس اللجنة، واثنان من أعضائها من كهرباء ريف دمشق، وعضو واحد لكل من شركات كهرباء دمشق وحمص وطرطوس) أحقيّة الاستعانة بمن تراه مناسباً لإتمام إنجاز عملها.
وأكدت مصادر في وزارة الكهرباء لـ«الوطن» أنّ اللجنة المعنية اجتمعت خلال الفترة الماضية ووضعت الشروط الفنية لمشروع العدادات مسبقة الدفع، مؤكدةً أنه لم تصل اللجنة إلى الآن للنتيجة النهائية للإعلان عن المشروع.
وبينت المصادر أن اللجنة المذكورة مدعوة قريباً لاجتماع آخر من أجل مناقشة آخر المستجدات التي عملت عليها، وبشكل خاص دراسة إمكانية تطبيق المشروع على أرض الواقع، وما الشروط المطلوبة لذلك، بما يناسب المشتركين وحاجاتهم أيضاً، موضحةً أنه من المتوقع تبلور الأمور وأن تصبح واضحة بشكل أكبر خلال الأيام القليلة القادمة ومن المتوقع ان تظهر الخطوات الأولى لإمكانية التطبيق خلال أسبوع، مشيرةً إلى أنّ اللجنة المعنية تعمل بشكل مستمر وجبّار للإسراع بالتنفيذ.
وعلمت «الوطن» من خلال المتابعة، أنّ تجربة العدادات مسبقة الدفع تم الحديث عنها مسبقاً للتجريب في منطقة ريف دمشق منطقة الزبداني عام 2004.
من جانبه أكد مدير الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق خلدون حدى لـ«الوطن» أنّ فكرة المشروع تعود لسنوات عدّة، مبيناً أنّ هناك محاولة فعلاً لتطبيقها عام 2004 في مناطق الريف السياحية كالزبداني وبلودان مناطق «الفيلات»، نتيجة الفواتير الكبير التي ظهرت على أصحاب هذه الفيلات وخاصة المستأجرين، موضحاً أنه خلال تلك الفترة، تم رصد حالات فواتير كبيرة تركها المستأجرون ولم يدفعوا قيمتها، ما تطلب محاولة تطبيق هذا المشروع وتركيب عدادات مسبقة الدفع، إلا أنّه لم يتم تنفيذ ذلك في تلك الفترة.
وعن أهمية المشروع أوضح مدير كهرباء الريف أنّها تكمن في سهولة عملية الجباية للفواتير لأنها تدفع من المشاركين قبل الاستهلاك، مشيراً إلى أنّ ذلك يخفف من عدد الموظفين أيضاً لأن تطبيق المشروع لا يستدعي وجود مؤشّرين «جباة» بما أن استهلاك الكهرباء سيتم من خلال بطاقات مشحونة لكميات محددة، سيتم بيعها في مراكز مخصصة كالبطاقات المخصصة للهواتف، ومشيراً إلى أنه يقلل من ظاهرة الفاقد الكهربائي، ما سيخفف من حالات السرقات التي تحصل أيضاً.
وبيّن حدى أن الموضوع لا ارتباط له بالعداد بشكل عام، إلا أنّ ذلك سيتم وفقاً لتقنيات معينة للتفعيل، لافتاً إلى أن الفكرة هي مشروع تجريبي، ومبيناً أنّ المشروع مطبق في دول عربية كالسودان.