سورية

الشمال متأزم أمنياً.. وميليشيات تتوحد بهدف إدارته … إجراءات الاحتلال التركي التقسيمية تتمدد من الباب إلى عفرين

| وكالات

استمر تأزم الوضع في شمال البلاد نتيجة الفلتان الأمني، فبينما أعلن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي حظر تجوال في مدينة إدلب على خلفية الاقتتال والتفجيرات التي تدور هناك، شهدت مدينة إعزاز توترا أمنيا، نتيجة اختطاف عناصر مما تسمى «الشرطة والأمن العام».
و في وقت أعلنت فيه ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» المشكلة حديثاً أنها ستجري مباحثات مع ميليشيات أخرى لإيجاد حل لإدارة شمالي سورية، واصلت سلطات الاحتلال التركي إجراءاتها التي تهدف لتقسيم البلاد من خلال توزيع «بطاقات شخصية» على المدنيين القاطنين في منطقة «عفرين» المحتلة. وفي خطوة تهدف إلى تقسيم البلاد وترسيخ الاحتلال، بدأت سلطات الاحتلال التركي مؤخراً، بحسب مواقع معارضة، بتوزيع «بطاقات شخصية» ولوحات مرورية على المدنيين القاطنين في منطقة «عفرين» المحتلة بريف حلب الشمالي، في خطوة لاقت ردود فعل رافضة لها. كما شرعت «مجالس محلية» في مدينة الباب في الريف الشرقي لحلب بخطوة مماثلة من خلال توزيع بطاقات تعريفية على السكان في منطقة ما بات يعرف بـ «درع الفرات» بدعم تركي.
وتزعم حكومة الاحتلال التركي وما تسمى «المجالس المحلية لـعفرين» تلك الخطوة بأنها تهدف إلى ضبط الأمن والاستقرار ومحاربة الخلايا النائمة التابعة للميليشيات الكردية، إضافة إلى حصر أعداد المدنيين في عفرين وريفها، ومحاربة عمليات تزوير الوثائق الرسمية التي انتشرت بكثافة في الشمال السوري. على حين رأى معارضو هذه الخطوة أنها تصب في خانة التقسيم والتغيير الديمغرافي للمنطقة والشمال السوري، كما تحظر على باقي السوريين من غير حملة تلك البطاقات الدخول إليه.
في الغضون أعلنت ما تسمى «غرفة عمليات إدلب الخير» التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» في بيان أمس، نقلته وكالات معارضة، حظر تجوال في مدينة إدلب يبدأ من الساعة الثانية عشرة ليلاً وحتى الرابعة فجرا، دون الإفصاح عن سبب الحظر وبدأت «النصرة» الاثنين، حملة قال إنها تستهدف خلايا لتنظيم داعش الإرهابي شمال إدلب، مع فرض حظر للتجول في عدد من المناطق بسبب ذلك.
كما شهدت مدينة اعزاز شمال حلب أمس، توترا أمنيا، نتيجة اختطاف مجموعة من عناصر ما تسمى «الشرطة والأمن العام» التابعة لميليشيا «الجيش الحر»
ونقلت وكالات معارضة، عن عضو المكتب القانوني لما يسمى «المجلس المحلي في اعزاز» سعيد عكاش قوله: إن «قوات الكوماندوس» والشرطة بالمدينة تمكنت من إطلاق سراح عناصر «الشرطة» الثلاثة المختطفين من مجموعة تحت قيادة شخص يلقب نفسه «أبو دجانة العزازي» وتتبع لميليشيا «الجبهة الشامية» ليلة الاثنين. وأضاف أن المدينة ما زالت في حالة توتر لأن المختطفين من عائلات كبيرة في المدينة، وتعرضوا للإهانة والضرب من عناصر «أبو دجانة». إلى ذلك، أفاد الناطق الرسمي باسم ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» المشكلة حديثا من اندماج 11 ميليشيا في الشمال، ويلقب نفسه «أبو حذيفة» في تصريح نقلته وكالات معارضة أمس، أن «التشكيل الجديد» جزء من الساحة وليس متفردا حتى يقوم بتشكيل ما سمّاها «حكومة»، لكنه أشار إلى أنه بالمستقبل سيكون هناك تشاور مع الميليشيات الأخرى والكيانات المدنية لإيجاد حل جذري لإدارة ما سمّاها المناطق «المحررة» (الخارجة عن سيطرة الدولة السورية) وقيادتها بصورة معينة.
وكشف أن طموحهم السياسي هو الوصول إلى ما سمّاه «مؤسسة عسكرية» تقوم على إدارة المنطقة وتحقيق أهداف «الثورة» المزعومة وحماية المدنيين من قصف قوات الجيش العربي السوري وروسيا، حسب ادعائه.
وأعلنت ميليشيات تابعة لميليشيا «الجيش الحر» شمالي البلاد الاثنين، عن تشكيل جسم عسكري تحت اسم «الجبهة الوطنية للتحرير».
وتضم «الجبهة» مجموعات من ميليشيات «فيلق الشام» و«الفرقة الساحلية الأولى» و«الفرقة الساحلية الثانية» و«الفرقة الأولى مشاة» و«جيش إدلب الحر» و«الجيش الثاني» و«جيش النخبة» و«جيش النصر» و«شهداء الإسلام داريا» و«لواء الحرية» و«الفرقة 23».
وفي وقت سابق من يوم أمس، قال أبو حذيفة، بحسب الوكالات المعارضة، إنهم اعتمدوا هيكلية تنظيمية وإدارية تضمنت تعيين قائد عام ونائب له ورئيس أركان وتكون تبعيتهم للميليشيات المنضوية في التشكيل.
وأضاف، أنه تم تعيين «فضل الله الحجي» قائدا للتشكيل، و«صهيب ليوش» نائبا له، بينما عين الرائد الفار «محمود المنصور» رئيسا للأركان، وذلك عن طريق الانتخاب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن