سورية

بعد دحر الإرهاب: الموسيقا تعيد أجواء الأعياد في المناطق المحررة

| وكالات

في مشهد لم يشاهده منذ سبع سنوات، أثارت مجموعة من الشباب والشابات، مشاعر شاب في بلدة ببيلا وهي تعزف على آلاتها الموسيقية أناشيد وأغاني وطنية في البلدة التي كانت في الأثناء تحتفل برفع العلم الوطني بمناسبة إعلان البلدات الثلاث (ببيلا ويلدا وبيت سحم) جنوب دمشق خالية من الإرهاب.
ووقف الشاب محمد الرفاعي بحسب وكالة «سانا» للأنباء، مشدوداً إلى مجموعة من أقرانه وهم يعزفون على آلاتهم الموسيقية أناشيد وأغاني وطنية في ببيلا، بينما كانت تحتفل البلدة برفع العلم الوطني وسط تجمع جماهيري من الأهالي بإعلان بلدات «ببيلا ويلدا وبيت سحم» خالية من الإرهاب.
وقال محمد ذو الـ 17 ربيعاً الذي يحلم بدراسة طب الأسنان: إن مشهد شباب وشابات وقفوا مع آلاتهم يعزفون الموسيقا في ساحة النجمة بالبلدة أثار مشاعره وحرك رغبة في داخله للعزف، مضيفاً: «لم أر هذا المشهد منذ سبع سنوات، للحظات تمنيت لو كنت واحداً منهم».
وكشف محمد الذي حضر الاحتفال مع عشرات الشبان من البلدات الثلاث، وفقاً للوكالة، أنه رأى في السنوات الماضية العديد من الشباب في سنه وأصغر منه تركوا المدرسة وحملوا السلاح وقال متأسفاً على حالهم: «ضيعوا أنفسهم ومستقبلهم».
وعزف شباب وشابات من فرقة اتحاد شبيبة الثورة بعد أيام على اندحار تنظيم داعش الإرهابي ألحاناً لأغان وطنية في ساحة الشهداء بين حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، حيث حول إرهابيو التنظيم المدارس إلى مراكز تدريب لتجنيد الأطفال واستخدموهم في العمليات الإرهابية.
وتحرم التنظيمات الإرهابية الاستماع إلى الموسيقا وتعتبرها بدعة وسلوكاً يستوجب العقاب.
ونقلت «سانا» عن الشاب رمال الحجلي الذي يعزف على آلتي العود والطبل: إن حضور الشباب بآلاتهم الموسيقية إلى المناطق المحررة «رسالة بأن الشباب السوري سيظل حاملاً للعلم والمعرفة والموسيقا لأن السلاح يأخذنا إلى الخراب والدمار»، معبراً عن شعوره بالفخر لمشاركته الاحتفال بانتصارات الجيش العربي السوري مضيفاً بحماسة: «لحظة لا أنساها عندما عزفنا بينما العلم يرفرف في سماء الحجر الأسود بعد زوال إرهابيي داعش».
أما العازفة آية رزق (13 عاماً) فقالت وهي تحتضن آلة الترومبيت وعيناها تشعان بالفرح، بحسب الوكالة: إن «حلمها العزف في كل مكان حاول الإرهابيون تدميره»، بينما رأى سماح جبر (17 عاماً) الذي يعزف على الآلة نفسها أن «صوت الموسيقا أعلى من صوت إرهابهم»، مشيراً إلى أن شعوراً بالاعتزاز انتابه عندما عزف النشيد الوطني، على حين العلم يرتفع عالياً وجنود وضباط من الجيش يؤدون له التحية.
وأشاع حضور الشباب العازفين مع آلاتهم النحاسية وعزفهم قرابة الساعة العديد من الأغاني الوطنية انطباعاً إيجابياً بأنه المشهد الطبيعي لحياة آمنة، وفق ما ذكرت «سانا»، بينما علق صاحب محل حلويات في ببيلا ويدعى بسام الكردي، بأنه دليل قاطع على «خلاصنا من الإرهاب… وعودة أجواء الأعياد».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن