تهدئة هشة تدخل حيز التنفيذ في غزة والمقاومة تفرض معادلة النار بالنار على الاحتلال
| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب
في تمام الساعة الرابعة من فجر أمس الأربعاء دخلت التهدئة حيز التنفيذ بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال في قطاع غزة، بعد اتصالات أجرتها عدة أطراف عربية ودولية وعلى رأسها القاهرة.
وقد ساد الهدوء الحذر أمس معظم مناطق القطاع المحاصر والذي شهد قصفاً إسرائيلياً هو الأعنف منذ عام 2014، وردت المقاومة الفلسطينية على هذا القصف بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية التي تقع في غلاف غزة، وفرضت معادلة الخوف والرعب على المستوطنين.
ووفق وسائل إعلام تابعة للعدو فإنه سقط خلال موجة المواجهة مع المقاومة الفلسطينية نحو 100 قذيفة صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية، على حين أعلن جيش الاحتلال عن قصفه لـ55 هدفاً للمقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر.
وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أمس بأنه تم تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وأن المقاومة فرضت معادلات جديدة على الاحتلال بأن النار بالنار، وأن الدم بالدم، وبأن المقاومة ردت بشكل مؤلم على الاحتلال الذي حاول تغيير قواعد الاشتباك في غزة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لـ«الوطن»: «ما حدث خلال الساعات الماضية من ردود مؤلمة على انتهاكات الاحتلال للتهدئة، أرعبت الاحتلال الذي ظن أنه استباح الدم الفلسطيني خلال الشهرين الماضيين من خلال قتله 120 متظاهراً سلمياً فلسطينياً على حدود غزة، وأن جولة المواجهة الأخيرة أثبتت أن المقاومة قادرة على الرد على أي انتهاك جديد للتهدئة». وأكد أبو ظريفة أن الاحتلال لا يريد الاعتراف بأن هناك اتفاقيات لوقف إطلاق النار في غزة، وهو من انتهك عشرات المرات التهدئة في غزة، وعليه أن يفهم أن لغة القوة موجودة عند الفصائل الفلسطينية، والتي ردت بشكل حازم وقوي على هذه الانتهاكات.
على حين علق مسؤولون إسرائيليون على التهدئة في غزة بالقول: «لا يوجد وقف إطلاق نار في غزة، بل تهدئة وفقاً لمصالح إسرائيل الأمنية».
من جهته قال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة لـ«الوطن»: إن «جولة التصعيد الأخيرة وكثافة النيران التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية أثبت أن المقاومة الفلسطينية تملك فرض معادلات على الاحتلال، حيث تعرضت أكثر من 20 مستوطنة للهجمات الصاروخية الفلسطينية، بالإضافة لاستنفار نصف جيش الاحتلال في الجنوب، ونشر القبة الحديدية في المستوطنات التي تقع في غلاف غزة».
وأشار أبو سعدة إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس برعاية مصرية بكل الأحوال هو وقف إطلاق نار هش، لأن كيان الاحتلال لا يعترف بوجود اتفاقيات لوقف إطلاق النار وهناك تصريحات لقادة في كيان الاحتلال يؤكدون فيها أن جيش الاحتلال يتحرك وفقاً لمصالحه الأمنية».
وأشار أبو سعدة أن هناك مواجهة كبرى بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال في غزة، لكن توقيت هذه الحرب وساعة الصفر لها تحددها الظروف السياسية والميدانية.
على صعيد آخر أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها خلال مسيرات العودة قبل عدة أيام ليرتفع عدد الشهداء منذ الثلاثين من آذار إلى 118 شهيداً وأكثر من 13 ألف جريح.
من جانب آخر اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً من قرية العيسوية بمدينة القدس المحتلة.
وأوضح محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية فجر أمس وشنت حملة مداهمات واعتقالات لأبناء القرية.
وأضاف أبو الحمص أن سلطات الاحتلال تتبع سياسة العقاب الجماعي في القرية حيث الاقتحامات اليومية وتفتيش المنازل والمحلات وفرض غرامات وتوزيع مخالفات بناء إضافة الى حملات اعتقال شبه يومية في القرية.
في هذه الأثناء أعلنت هيئة كسر الحصار عن قطاع غزة أن سلطات الاحتلال أفرجت عن ركاب «سفينة الحرية» الفلسطينية جميعا باستثناء قبطانها ونائبه وأحد المصابين بحسب المتحدث باسم الهيئة أدهم أبو سلمية.
ثم عاد أبو سلمية ليؤكد أن سلطات الاحتلال أفرجت عن الراكبين الآخرين فيما لا يزال قبطان السفينة معتقلاً.
وكانت السفينة الفلسطينية أبحرت من ميناء غزة صباح الثلاثاء، باتجاه ميناء ليماسول في قبرص، وكسرت حاجز الـ9 أميال المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي كحد أقصى يمكن للغزيين الوصول إليه، قبل أن تعترضها بحرية الاحتلال الإسرائيلية وتعيدها وتحتجز كل من كان عليها.