سورية

لقاء عمّان بين روسيا والأردن وأميركا لم يحدد بعد.. و«النصرة» تستنهض مسلحيها … حشود عسكرية إضافية تصل إلى مواقعها استعداداً لمعركة الجنوب

| سامر ضاحي – وكالات

واصل الجيش العربي السوري إرسال المزيد من التعزيزات إلى الجنوب استعداداً لمعركة واسعة هناك يلجم فيها محاولات الإرهابيين المستمرة استهداف المدنيين بالقذائف، إلا أن هؤلاء استمروا أمس بخروقاتهم لاتفاق «منطقة خفض التصعيد» هناك.
ومع إعلان روسيا أن اللقاء الثلاثي المزمع عقدة مع الولايات المتحدة والأردن في عمان، سيبحث سبل وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، شددت على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من هناك. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن الجيش واصل إرسال وحدات قتالية إلى جبهات الجنوب، موضحة أن وحدات من الجيش وصلت أمس إلى ريف القنيطرة لافتة إلى تواجد حشود عسكرية كبيرة هناك.
وبينت المصادر وصول وحدات أخرى من الجيش ووحدات من القوات الرديفة إلى مناطق دير العدس وتل قرين والهبارية وماعص وحمريت في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة والمسماة منطقة «مثلث الموت»، وهو ما أكدته مواقع إلكترونية معارضة.
وبينت المصادر أنه من المبكر التكهن بموعد انطلاق العملية العسكرية جنوباً مرجحاً أن يكون القرار العسكري مرتبط بمفاوضات الدول الراعية لاتفاق الجنوب «روسيا والأردن وأميركا» بما يتيح المجال لأميركا أن توعز لصبيانها في الميليشيات المسلحة والتنظيمات الأهلية بقبول الدخول في اتفاق تسوية أو مصالحة بدل مواجهة المصير المحتوم. الميليشيات التي كانت تخرق على الدوام اتفاق خفض التصعيد في الجنوب واصلت العمل على ذات السيناريو أمس، واستهدفت بعد منتصف ليلة الأربعاء بالقذائف المدفعية أماكن سيطرة الجيش في مدينة درعا، مستهدفة آليات له خلال توجهها من ريف درعا، إلى المدينة.
مواقع إلكترونية معارضة لفتت إلى أن ميليشيات مسلحة تتبع لما يسمى «الجيش الحر» تعمل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في محاولة لصد أي هجوم للجيش في الأيام القادمة.
في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن اللقاء الثلاثي المزمع عقدة بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في عمان، سيبحث سبل وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.
وبحسب وكالة «إنترفاكس» الروسية، قال نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، للصحفيين أمس: إن الجانب الروسي ينتظر من واشنطن تنسيق موعد ومستوى اللقاء الثلاثي في عمان، مشيراً إلى أن الأردن اقترح إجراء اللقاء الثلاثي في عمان على المستوى الوزاري، وأضاف: «نحن مستعدون لذلك».
ولفت إلى أن موسكو «تؤيد حقاً وقف إطلاق النار.. الفراغ في هذه المنطقة يسمح لبعض الراديكاليين والإرهابيين بملئه. ونرى أن العسكريين السوريين يجب أن يقفوا على الحدود الجنوبية».
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية الموجودة في سورية من منطقة خفض التصعيد الجنوبية «بأسرع ما يمكن».
وقال لافروف في كلمة له خلال منتدى «قراءات بريماكوف» أمس: «لدينا اتفاقات معروفة جيدا، حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية بسورية. وإسرائيل تعرف ذلك جيداً حتى في فترة تحضير هذه الاتفاقات. وتتضمن في نصها سحب كل القوات غير السورية من هذه المنطقة». وأضاف: «أعتقد أن هذا يجب أن يحدث بأسرع ما يمكن. ونحن الآن نعمل مع نظرائنا الأردنيين والأميركيين على ذلك». وكانت موسكو أكدت سابقاً ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية على الأراضي السورية التي لم تحظ بموافقة دمشق، ورأى مراقبون أن حديث لافروف موجه بالأساس إلى القوات الأميركية الموجودة في قاعدة التنف.
وكان لافروف أعلن الإثنين الماضي، أن الجيش السوري وحده من يجب أن يكون على الحدود الجنوبية لسورية مع الأردن وإسرائيل، وذلك بعدما حذرت واشنطن من «إجراءات حازمة» ردا على انتهاكات الهدنة في المنطقة.
في المقابل استنفرت «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لجبهة النصرة الإرهابية مسلحيها في الجنوب، ونشرت وكالة «إباء» بياناً لقائد «تحرير الشام» في درعا، أبو جابر زعم فيه أن مسلحي تنظيمه على شريط حدودي وبجانب بادية مفتوحة لا يمكن حصارهم، داعياً إلى «شحذ الهمم والتجهز للتصدي لحملة النظام السوري على المنطقة».
وأول من أمس نقلت وكالة «رويترز» عمن سمته «قائداً في تحالف عسكري مؤيد لدمشق» تأكيده أن الجيش السوري استكمل استعداداته لهجوم وشيك على المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في جنوب غرب سورية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن