رياضة

جمهورنا أكبر من اللعبة

| غانم محمد

لم تقترب مباراة الوحدة وتشرين في إياب دور الـ16 من مسابقة كأس الجمهورية بكرة القدم من الحدّ الأدنى من التوقعات من حيث المستوى الفني، فجاءت عقوبة كروية لمدة ساعتين على الجمهور المتابع، ولم يستطع الفريقان إقناع الجمهور الكبير الذي ملأ مدرجات ملعب الفيحاء بدمشق الأمر الذي يكرّس قناعاتنا أن مستوى الجمهور الكروي في سورية يسبق اللعبة بأشواط بعيدة..
هذا الجمهور لا يتوافر له الحدّ الأدنى من المستوى الفني الجيّد، وقليل من الاحترام أثناء دخوله إلى الملعب أو خروجه منه، والنظر إليه على أنه مكوّن أساسي من مكونات اللعبة لا (دخيل) عليها، وعدم النظر إليه بتعالٍ أو استخفاف..
جمهورنا هذا الموسم تحديداً قدّم لوحات غاية في الروعة كانت آخرها يوم الجمعة الماضي في ملعب الفيحاء بدمشق، هذا الجمهور لو لم تستفزّه بعض التفاصيل لكان بحق حالة فريدة من نوعها، لكن (الفيسبوك) الملعون ومن يحرّك بعض صفحاته يلتقيان عند هدف الإساءة إلى دور هذا الجمهور، حيث يحصل بعض التشنّج ويتحول أحياناً إلى سلوك مرفوض جملة وتفصيلاً..
أصبحت قلة من الجمهور تحرص على حضورها مباريات جماهيرية لا حباً باللعبة وإنما افتعالاً للمشاكل ومعظم إدارات الأندية على علم بهم ومع هذا لا تحرك ساكناً خوفاً من شتائم قد تصلها عبر الفيس بوك..
الهروب إلى الأمام لا يحلّ مشكلة، والجمهور السوري الرائع يجب ألا يتستّر على قلّة تلوّث دوره وتشوهه، والأهم من ذلك أن يكون اتحاد الكرة واعياً ومنتبهاً لبعض الحالات التي تؤدي إلى الخروج على النص، وباختصار فإن الحفاظ على هذا الجمهور يتطلب إيماناً بدوره وحرصاً على ازدياده واحتراماً لرغباته وضبطاً لإيقاعه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن