رياضة

سلتنا الوطنية بعد خسارة الخبراء تبعد النزهاء

| مهند الحسني

لعل لسان حال رئيس لجنة الحكام السابق شحادة آله رشي يقول بتصرف يناسب واقع حال سلتنا اليوم، ما قاله حكيم في يوم من الأيام (وأسلمني الزَّمانُ إلى اتحاد (صديق) كَثيرِ الغدرِ ليسَ لَهُ رَعاءُ)، كيف لا واتحاد كرة السلة يلبي مصالح البعض الضيقة، والمحدودة ويسترضي هذا وذاك على حساب اللعبة، ورجالها الأوفياء الذين كانوا حلفاء صادقين للاتحاد منذ بداية عمله في أول دورة انتخابية، وقدموا له الدعم، وأخلصوا الجهد، فإذا به يضحي بهم واحداً تلو الآخر كلما تطلبت مصالح البعض الشخصية ذلك.

خسارة
يسير الاتحاد اليوم بطريق خسر فيه رصيده الذي جمع خبراء، ومظلومي كرة السلة، وشرفاءها من حوله عند انطلاقة عمله، وانتقل من خانة الإصلاح إلى خانة الاسترضاء، وبدأ بتقديم تنازلات صغيرة على أمل كسب الكل، ونسي بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، فلم تعد تنازلاته كافية بتعيين مدرب بتوصية من هنا أو التماس لدعم حكم من هناك، أو دعوة لاعب لمنتخب، واستبعاد آخر، ولا نقل مباراة، أو بطولة تلبية لتوجيه متنفذي الرياضة، ولا الغض عن تجاوزات بعض الأعضاء، التي فاقت حد الوصف، فبدأ خط التنازلات بالتصاعد باستبدال خبرة سلوية كبيرة من اتحاد كرة السلة بشخصية كان عهد الاتحاد على نفسه ألا تخطو خطوة واحدة خارج مفاصل العمل الرياضي، فإذا به يرفع شعار الغاية تبرر الوسيلة، ويتخلى عن القيم التي سعى لترسيخها، فيخرج من بابه الخلفي من أمضى عمره مخلصاً لكرة السلة، ويفتح باب التشريفات لمن عاث فساداً في كواليس اللعبة.

حقيقة
حديثنا اليوم لا يحمل تمجيداً لشخص، أو ذماً لآخر، ولكن الإبعاد المتسلسل لاثنين من خبراء التحكيم وشرفائه بشهادة كل من عمل بكرة السلة منذ ثلاثين عاماً، لا لسبب سوى أنهما لم يحققا مصالح ومطالب بعض الأندية المتنفذة، وتحقيقاً لرغبة بعض أو أحد أعضاء الاتحاد بالسيطرة على مفاتيح إدارة لجنة الحكام، والسيطرة على مقدراتها، وهو أمر لا يمكن أن يتم بوجود الخبير عبد الكريم فاخوري، أو النزيه شحادة آل رشي، فبدأ البعض بحملة منظمة ظاهرها حق، وباطنها باطل، حملة تشويه لأداء الحكام ولجنتهم، وإن كان بعض ما قيل صواب، إلا أن النقد لم يكن لغاية المصلحة العامة، وإنما لإخلاء الساحة من الكبار ليتمكن خفافيش الظلام من الإطباق على مصير اللعبة، ولا ننسى حساسية هذا الموقع، وخطورة تسلل الفاسدين إليه، ولا يمكن تجاهل الرسالة الخطيرة التي حملها قرار الاتحاد الخطير بإقصاء خبير تحكيمي، ومراقب دولي نزولاً عند رغبة خفية للبعض، ومعلنة لأحد اللاعبين السابقين الذي طالب صراحة بإقصاء المراقب الدولي شحادة آل رشي من موقعه، وكان له ما أراد بعد أن دخلت علاقة أحد الأندية مع اتحاد كرة السلة شهر عسل كان ضحيته مصلحة اللعبة وشرفائها.

عجز
اتحاد كرة السلة العاجز عن توفير بيئة سليمة للحكام، والعاجز عن تحقيق مطالبهم المالية المحقة وحمايتهم من الضغوطات اللاأخلاقية التي تعرضوا لها، والتي وصل بعضها لمرحلة التهديد المعلن أو المبطن رغم ذلك لم نر سيف المحاسبة مرفوعاً بوجه عضو اتحاد تدخّل فيما لا يعنيه، أو قيادي أساء للحكام علناً أو لاعبين، ولاعبات سابقين طالوا الحكام علناً من المنصات الرسمية، وبفاصل كرسيين عن رئيس الاتحاد أو أمين سره.
اتحاد كرة السلة عجز عن توفير إقامة لائقة لحكامه خلال التجمعات، وكدسهم بعضهم فوق بعض في الغرف، وتفهّم الحكام ذلك بسبب ضرورات المرحلة، وضغطت عليهم لجنتهم بالمحبة، والمكانة المعنوية، والأدبية لإيصال المنافسات إلى بر الأمان، ليكون رد الجميل بإقصاء الخبرة الكبيرة، والرجل النزيه من اللجنة، قد نتفق ونختلف مع من عمل سابقاً، لكن لا يمكن إنكار خصال المقالين، ولا يمكن تجاهل أصابع الخبثاء التي مهدت الطريق لتحيك في الخفاء مؤامراتها، وتمرر مصالحها، وترضي هذا وذاك، والضريبة تدفع من الصالح العام لكرة السلة السورية الموضوعة على منافسة الموت السريري، ليبدأ المرتزقة بتقاسم تركتها بعد إبعاد أبنائها المخلصين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن