«العمل الوطني» و«حزب الشعب» يعتبران المنطقة العازلة «احتلالاً» ويصفان المتعاملين بالليرة التركية بدلاً من السورية بـ«الخونة»
نددت قوى معارضة وأحزاب مرخصة أمس بمساعي تركيا لإقامة منطقة عازلة شمال سورية، معتبرين أن المنطقة العازلة «احتلال» ووصفوا التعامل بالليرة التركية بدلاً من الليرة السورية بـ«الخيانة».
وعلق عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات العامة في حزب الشعب سلمان شبيب على سؤال حول مساعي تركيا إقامة «منطقة عازلة» في شمال سورية ورفض واشنطن لإقامتها قائلاً إن «محاولة تركيا الجديدة تأتي ضمن سلسلة من المحاولات الفاشلة بدأت منذ أكثر من سنتين وكانت تصطدم برفض أميركي وأطلسي وبأنه لا حاجة ولا إمكانية لتوفير الغطاء الجوي لهذه المنطقة وبتحذيرات سورية وإيرانية».
وأضاف شبيب: بأن «المحاولة الأخيرة التي حاولت تركيا تصويرها أنها ضمن الاتفاق الأميركي التركي الذي انخرطت بموجبه بمحاربة داعش ضمن التحالف الذي تقوده أميركا وكان تقديم قاعدة أنجرليك أحد بنوده لكن النفي الأميركي جاء سريعاً جداً بأن المنطقة العازلة ليست ضمن الاتفاق وربما النفي الأميركي يأتي ضمن لعبة تقاسم الأدوار بين أميركا وحلفائها وخاصة تركيا والسعودية لإظهار أميركا التزامها بسقف التفاهمات التي أبرمتها مع روسيا حول المنطقة واعتقادي أن كل ما تقوم به تركيا من توتير وإشاعة الاضطراب يرتبط بشكل كبير بحسابات انتخابيه وضمن المقامرة الكبرى التي يقوم بها أردوغان وعصابته».
وأضاف: إن أردوغان «يستميت لتحقيق أي انجاز بعد انهيار مشروعه في المنطقة ليصرفه في الانتخابات المبكرة ويأتي ضمن الرعب التركي التاريخي من تبلور أي كيان كردي في المنطقة لأنه يشكل تهديداً وجودياً لتركيا الحالية وكل ما تقوم به تركيا حالياً ليس له علاقة بمحاربة داعش والإرهاب».
وأعرب شبيب عن اعتقاده بأن «هذا المشروع لن يمر بسهوله فهناك رفض إقليمي ودولي له وسيواجه حتماً بمقاومة سورية وهو اعتداء على السيادة السورية وخرق للقانون الدولي والملفت التنسيق الواضح بين تركيا والعصابات الإرهابية في الشمال السوري إذ تأتي خطوة جبهة النصرة بالانسحاب لتسهيل الطريق أمام هذا المشروع الخطير ولتسليم المنطقة للعصابات التركية»، مضيفاً بأن «الخطوة الخطيرة التي أقدمت عليها هذه العصابات بفرضها التعامل بالعملة التركية بدلاً من العملة الوطنية وما تحمله من دلالات عن ارتباط هذه المجموعات وعمالتها للمشروع التركي ومحاولتها ضرب كل ماله علاقة بالهوية الوطنية السورية بذلك تمهد الطريق أمام هذا المشروع الاستعماري التركي في الأرض السورية». كما أشار شبيب إلى أن «هناك تنسيقاً واضحاً بين السعودية وتركيا لإيجاد مزيد من التوتر في المنطقة لتبديد أجواء الأمل التي أشاعها الاتفاق النووي الإيراني ولقطع الطريق على المبادرة الروسية والجهود الروسية المتواصلة بزخم لمحاربة الإرهاب وإيجاد حلول معقولة لملفات المنطقة المشتعلة وأولها الملف السوري».
في الأثناء دعت «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة أمس إلى «الوقوف وقفة واحدة وطنية لا فصال عليها في وجه الاحتلال التركي، مشيرة إلى أن الحديث عن نية تركيا إقامة منطقة عازلة مزعومة «ليست إلا احتلالاً». وقالت الهيئة في بيان لها: «إن التطورات المقلقة التي تحصل في الشمال السوري وتترافق مع حراك دبلوماسي تجعلنا نرفع الصوت عاليا بخياراتنا الوطنية فنحن نبحث عن حل سياسي ونطالب به، لكننا قبل هذا نبحث عن موقف موحد للمعارضة في قضية ليست شأن السلطة السورية وهي السيادة الوطنية».
وأضاف البيان: «وإذا كنا نعتبر أنفسنا رمز الوطنية في مقابل أخطاء النظام وتنازلاته أو نعتبر أنفسنا أصحاب قضية في مواجهة الظلم والقمع والاستبداد والقصف العشوائي والبراميل وكل موبقات الحرب فإن أولى الأولويات هو الوقوف وقفة واحدة وطنية لا فصال عليها في وجه هذا الاحتلال التركي وما كشر عن أنيابه من أطماع عبر حديث عن منطقة عازلة مزعومة ليست إلا احتلالاً سافراً». واعتبر البيان أن ما تم إعلانه من المجموعات المسلحة في شمال سورية عن استبدال الليرة السورية بالليرة التركية «بئس الخيانة أن تكون تلك أصواتاً سورية.. لأن السوريين لم يكونوا إلا شرفاء الأرض على أرضهم.. والاقتصاد الوطني هو ملك السوريين الملتحفين عباءة الدولة وأمانها وليس لعبة بيد المتآمرين». وأضاف: «قبل أن نحجز كراسي في تسويات لا تبدو قريبة في ظل هذا التعبير السافر عن الأطماع الإقليمية في وطننا الحبيب وقبل أن نكون شريكاً في طاولة على جماجم السوريين ولحمهم وأرضهم فإننا نعتبر أن الاحتلال التركي وأدواته عدوان يحتاج وقفة وطنية بلا هوية سياسية إلا الهوية الوطنية السورية». وأشارت الهيئة في بيانها إلى أنها تعتبر «اختلافنا السياسي مع أي قوى هو خلاف مؤجل أمام شأن سيادي فوق سياسي»، داعية «كافة القوى الوطنية للتنبه لهذه القضية الخطيرة وندعو مجدداً للتكاتف قبل فوات الأوان والحل سوري سوري قبل أن تنهش الوطن قوى إقليمية ذات أطماع واضحة».