رياضة

روح الرياضة..!

| مالك حمود

كثيرا ما تسرق الانتباه الصورة العامة في هذه الحياة، بما ترويه ألوانها من حكايات وقصص وعبر، لكن العبرة الحقيقية في التمعن أكثر بالصورة والغوص في تفاصيلها للعثور على حكايات أعمق وأبلغ.
الكثيرون تناولوا قمة دوري أبطال أوروبا بين ريـال مدريد وليفربول من جوانب فنية وسلوكية ومعنوية، وإصابة محمد صلاح أخذت الكثير من التحليلات والتأويلات، وأخطاء حارس ليفربول القاتلة نالت حقها وأكثر من الكلام لدرجة الاتهام، وبين أحقية ليفربول بالكأس، وتضاؤل حظوظه بعد خسارته لنجمه وهدافه محمد صلاح، كانت الحبكة في الحكاية.
المهم أن الأغلبية تحدثوا عن المباراة خلال دقائقها التسعين، وما فيها من محطات ومفارقات وصور، من دون التطرق إلى الصورة الأميز التي تشكلت مع نهاية المباراة.
وهل هناك أحلى وأروع من الروح الرياضية التي تجلت في الملعب بعد انتهاء المباراة والمصافحة بين أفراد الفريقين، لقد سمت الروح الرياضية في تلك الليلية إلى أقاصيها وهي تشهد مباركة الخاسر للفائز، ومبادرة الفائز إلى تطييب خاطر الخاسر، وحتى عملية التتويج كان التعبير فيها عن قمة الروح الرياضية بطريقة منظمة وجميلة ومعبرة.
ما شاهدناه في الملعب الأوروبي وعلى واحد من أهم وأكبر الألقاب الكروية في العالم على مستوى الأندية، هو درس للرياضة والرياضيين، وموعظة لكل المشجعين وأولهم المتعصبون والمتشنجون.
نتحدث عن القمة بسعادة متناهية في تجلي الروح الرياضية بين الفريقين، وبذات الوقت نضع أيدينا على قلوبنا لدى الحديث عن أي مباراة قمة محلية، أو ذات طابع جماهيري، لدرجة أنه باتت المباريات الجماهيرية تمثل عبئا على المنظمين والقائمين على المسألة، فكيف لمباراة اعتبروها مسبقا (الجحيم) وبعدها النتائج عند الله العليم.
مرة جديدة تأتي الأحداث كي تؤكد بأننا نمتلك مقومات الرياضة، لكننا نفتقر للكثير من مفهوم الرياضة وروحها ومعانيها السامية…

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن