ثقافة وفن

الفنانون السوريون يحتفلون في رمضان بنصر سورية … الدراما السورية سفير ثقافي سوري بامتياز على الرغم مما تتعرض له خلال الحرب على سورية

| سارة سلامة

أقامت شركة «abc»، للإنتاج والتوزيع الفني، إفطاراً رمضانياً جمعت من خلاله رجالات السياسة ونجوم الفن مع حضور رياضي، وذلك في فندق شيراتون دمشق، حيث اجتمعوا على المائدة الرمضانية في تقليد وعرف سنوي، وحمل هذا العام خصوصية وفرحة عودة الأمن والأمان التي حققها الجيش السوري للعاصمة دمشق، على أمل أن يكون نصراً كبيراً يزنر به خصر الوطن أجمع وشكل اللقاء مناسبة للاحتفال بهذا النصر، «الوطن» حضرت هذا الحفل الرمضاني، وتنقل أجواء سورية التي بدأت العودة إلى طبيعتها بالألفة والمحبة والفرح.

فرحة بانتصار سورية

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة «abc»، عدنان حمزة في تصريح خاص لـ«الوطن»: «أن هذه اللمة الجميلة ليست فرحة إفطار رمضان فحسب، إنما هي فرحة بانتصار سورية وتحرير دمشق من دنس الإرهابيين، وهذا ما يفرحنا ويهمنا بالدرجة الأولى، لذلك ارتأينا أن نقوم بلمة تجمع بين شخصيات سياسية وفنية وإعلامية وحضور رياضي، وجميل أن نرى هذه الفرحة على وجوه الناس، وهنا نرفع أسمى آيات التهنئة إلى الجيش السوري الذي استطاع رسم البسمة على الوجوه كلها وأعاد لنا شعور الأمن والأمان».
وعن الموسم الرمضاني الحالي قال حمزة: «إنني شاهدت بعض الأعمال في هذا العام ووجدت الكثير منها ليس ذا مستوى فني عال وتفتقر إلى الأسلوب الدرامي الحقيقي، وعند مقارنتها ببعض الأعمال المصرية لاحظت أن لديهم أعمالاً رائعة وجميلة وتشعرنا أننا نشاهد عملاً درامياً حقيقياً، ولا نخفي أن تراجعنا هذا كان نتيجة الأزمة حيث كان لها الدور الأبرز في ذلك، ومقاطعة الخليج المتعمد لدرامانا حيث لم نستطيع أن نرد قيمة الاستثمار في الدراما، وتوقف السوق عن شراء الأعمال السورية، ما عدا الأعمال التي لها علاقة بالبيئة الشامية والأعمال التاريخية، وتراجعهم عن الشراء كان بسبب خوفهم من أن يحمل العمل إسقاطات سياسية لمعرفتهم أن الدراما لا بد لها أن تعكس الواقع الحالي، وكذلك فإن اللبنانيين استغلوا ظروفنا وظروف الأزمة وخفضوا الأسعار حيث كانوا يشترون الحلقة بـ15 ألفاً، إلى 20 ألف دولار وأصبحوا يأخذونها بـ1500، و2000 دولار، لأنهم عرفوا أنه ليس لدينا سوق وسنضطر لبيعهم، وحجتهم في ذلك أن العمل السوري أصبح بالنسبة لهم عبارة عن ملء الهوا وهذا الكلام غير صحيح وغير منطقي».
وبالنسبة لموضوع (الدوبلاج) بين حمزة: «أن شركة «MBC»، اتخذت مؤخراً قراراً يقضي بوقف الأعمال التركية وهذا قرار سياسي من السعودية بوقف الأعمال التركية، وذلك أثر فينا بشكل عام لأنها المحطة الأبرز في شراء الأعمال الضخمة والمهمة وكانت تشارك في إنتاجها».
ووجه مدير شركة «abc»، الفنان محمد قنوع الشكر لكل الحضور الذين لبوا الدعوة وخص بالشكر أيضاً رئيس مجلس إدارة الشركة عدنان حمزة على هذه اللفتة الكريمة التي يعمد كل عام إلى إقامتها، ونعمل على جمع أكبر عدد من نجوم الفن وأيضاً السياسيين وحضور رياضي وإعلامي.
وعن مشاركاته الدرامية هذا العام قال قنوع: «إنها اقتصرت في كل من (فوضى، ورائحة الروح، والمهلب بن أبي صفرة)، بأدوار جيدة نوعاً ما وكمستوى أفضل من العام الفائت».

تغيير جذري
ووجه الفنان زهير عبد الكريم معايدة إلى كل أطياف الشعب السوري بمناسبة حلول الشهر الكريم حيث قال: «هذا العام تعود الأمور إلى نصابها ونسترجع الأمن والأمان بقيادة جيشنا وقائدنا كما أن خطاب النصر يبشر على الأبواب وهو قريب جداً، مضيفاً إن: «شركة «abc»، والمتمثلة في عدنان حمزة ومحمد قنوع يعتبران أن هناك قيمة كبيرة في اجتماع الفنانين مع بعضهم وأصبح هذا الإفطار تقليداً وعرفاً سنوياً بالنسبة لهما، وهو لقاء مهم بما يحمله من تفاعل خصوصاً أنهما ناس كرماء، ويجب أن يكون في الدراما ناس كرماء كي تتألق الدراما بشكل أكبر».
وبين عبد الكريم: «أنه وعلى الرغم أن درامانا تمرّ في فترة ركود، ولكن القريب سيحمل تغييراً جذرياً، ومشاريع كبيرة ستقوم بها الدولة تحمل معها خلق فرص كبيرة للأعمال المحلية ربما من الناحية التسويقية وفتح قنوات محلية لنحقق اكتفاءً بذاتنا حيث لا نضطر أن نستجدي الخارج لشراء أعمالنا».
وعن دوره في مسلسل (وهم) قال عبد الكريم: «قدمت شخصية موجودة في المجتمع بشكل كبير، حيث نجد حولنا الكثير من محدثي النعمة الذين نهبوا وسرقوا، وهؤلاء لا بد لهم أن يُحاسبوا».

كل تجربة مختلفة عن سابقتها
وعن الأصداء التي يتلقاها عن مسلسله (فوضى) قال المخرج سمير حسين: «إن آراء الناس تفرحني جداً وهي تأتي نتاج ومحصلة جهد وتعب كبير من الذين ساهموا فيه جميعاً بدءاً من الشركة المنتجة إلى الكتاب والفنانين والفنيين وانتهاء بي.
حيث أحاول في كل تجربة أن أقدم شيئاً مختلفاً عن سابقتها والنص هو فرصة مهمة ومكتوب بطريقة خاصة جداً، وهو مادة مهمة للممثل ليقدم إمكانيات مختلفة وجديدة وخاصة جداً، سواء سلوم حداد الذي يشكل علماً من أعلام هذه الدراما ويحمل تاريخاً خاصاً، أم فادي صبيح الذي قدم تجربة خاصة ومهمة، وأفردت له هذه المساحة وفرحتي بنجاحه كبيرة هو وكل المشاركين في العمل حيث كانوا متألقين ومهمين وخاصين جداً، والبعض منهم أفردت لهم مساحة خاصة مثل «رشا بلال، وهيا مرعشلي، وميري كوجك».

ما زلنا ننتج الفن والجمال
وعن هذه اللمّة الجميلة قال الفنان عارف الطويل: «إنها لفتة كريمة وظاهرة إيجابية واجتماعية تعكس حالة من الألفة والمودة والمحبة بين الفنانين السوريين، وهنا أحيي كل فنان وفني وكل من عمل بهذا الإنتاج الفني والدرامي، وكل الفنانين الذين بقوا في بلدهم متمسكين بأرضهم وقاموا بهذه الإنتاجات الجميلة، ونحن نرى مسلسلات سورية غاية في الروعة والأداء والجمال في بلد يعاني حرباً امتدت اليوم إلى عامها الثامن، حرباً طويلة وقاسية وموجعة، وعلى الرغم من ذلك ما زال الفن والجمال يتم إنتاجه فوق هذه الأرض السورية، وأوجه تحية لكل من سعى إلى تنظيم هذه اللمة الجميلة وأتمنى أن نبقى دائماً يداً واحدة حتى نرتقي بمستوى الثقافة والفن والجمال بسورية».
وعن أصداء مسلسله (روزنا) قال الطويل: «إن العمل تم صنعه بكثير من المحبة وكثير من الإخلاص، وأدى كل من فريق الفنانين والفنيين مهمته بغاية من الإخلاص والتفاني في العمل والمحبة، من أكبر نجم في العمل الفنان بسام كوسا إلى كل العاملين في إنتاجه، ويبدو أن هذه المحبة والألفة العالية ظهرت أيضاً على مستوى رؤية العمل لذلك أحبته الناس، والعمل يلخص صورة مشرفة من صور صمود هذا الشعب طوال الحرب التي أحاطت ببلدنا وأتمنى أن تكون الخطوات القادمة أفضل، ولا شك عندما أنظر إلى العمل كمخرج أرى نقاطاً إيجابية وأخرى ضعيفة، وبكل تأكيد في الأعمال الأخرى سنتجاوز نقاط الضعف ونصعّد النقاط الإيجابية على أمل أن نكون أمام أعمال ذات صناعة سورية جديرة بهذه الأرض الطيبة».

الدراما هي أفضل دبلوماسي
ومن جهته تحدث الدكتور مهدي دخل اللـه عن دور الدراما السورية في هذا الوضع الراهن وقال: «في هذه المناسبة سأذكر تجربة مررت بها وعشتها في الدبلوماسية، حيث إن أهم دبلوماسي نشر الثقافة السورية وقيم المجتمع السوري هي الدراما، وعندما كنت في تونس والمغرب أكثر من مرة كانوا يتحدثون عن الدراما السورية، ولذلك فإن الدراما هي أفضل دبلوماسي لسورية، على الرغم من أنها تعرضت في الحرب لمشاكل وحصار إلا أنها بكل تأكيد ستنطلق من جديد لأنها الدراما الأكثر واقعية في الوطن العربي».

أجواء رمضانية جميلة
وأعربت الفنانة روعة ياسين عن سعادتها الكبيرة بهذه اللمّة الرمضانية الجميلة التي جمعتها بزملائها من الفنانين بما تضمنته من أجواء جميلة، وعن مشاركتها هذا العام قالت ياسين: «طليت من خلال عمل (وردة شامية) وهناك عمل آخر صورناه مع الفنانة شكران مرتجى لكنه أجل إلى ما بعد الشهر الفضيل، وحالياً أصور مسلسلاً جديداً بعنوان «كوما» مع المخرج زهير قنوع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن