ثقافة وفن

استهدفت حياة نجوم الفن الشخصية وأثرت فيهم … الشائعات آفة مرضية أسهم التطور السريع للإنترنت في سرعة انتشارها

| وائل العدس

إن ظاهرة الإشاعة في المجتمعات آفة مرضية تهدد كيان المجتمع، وقد أصبح منها في هذا العصر ما هو عمل منظم يقوم على أُسسٍ مدروسةٍ وفق أهدافٍ محددة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تسير بها سير النار في الهشيم، وسرعة الصوت والضوء، عن طريق هذه الآلات الإعلامية الحديثة.
الشائعات ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة ومؤثرة في أغلب الحضارات والثقافات عبر التاريخ، لأنها أحاديث يومية يتناولها الناس، ولها أهداف وأغراض، ووسائل نقل، حسب المجتمع والبيئة التي تسود فيها.
ورغم أن التطور السريع لشبكة الإنترنت حقق تيسيرات وكفاءة في تبادل المعلومات إلا أنه أسهم أيضاً في سرعة انتشار الشائعات، وعلى المجتمع توخي الحذر الشديد من النمو الهائل لها عبر الإنترنت لأن الأضرار قد تكون هائلة.
وعادة تختلق الشائعات عبر الإنترنت لتشويه سمعة شخص ما أو لنشر معلومات كاذبة عن أحداث عامة.
وقد تكون الشائعات التي تستهدف المشاهير والأخلاقيات الاجتماعية والنظم الاجتماعية الأساسية الأكثر ضرراً.
خلال العام الحالي، استهدفت الشائعات عدداً من الفنانين السوريين، ولعل أقساها استهداف حياة فنانين كبار بالعمر والقدر.

حياة أم موت
لعل أكثر شائعات تم تناقلها هذا العام تتعلق بحياة الكبيرين دريد لحام ومنى واصف، فالأول اعتاد على مثل هذه الشائعات ولم يعد يكترث بها، لكن الأمر كان جديداً على الثانية.
صاحب شخصية «غوار الطوشة» دأب على نفي كل ما ينشر عبر صفحات مزورة تحمل اسمه، موضحاً أنه يمتلك صفحة رسمية واحدة عبر الفيسبوك وموثقة بالشارة الزرقاء، ووصل عدد المعجبين فيها إلى حوالي 600 ألف معجب، إضافة إلى قناة رسمية عبر اليوتيوب فيها خمسون معجباً، نافياً امتلاكه أي صفحة أخرى، أو ما تنشره إحدى الصفحات من تصريحات ملفقة ولا أساس لها من الصحة.
أما واصف، فبددت أخبار وفاتها خلال الشهر الماضي بنشر صورة شخصية لها من كواليس تصوير الجزء الثاني من مسلسل «الهيبة».
وبعد الشائعات التي تحدثت عن وفاته بحادث سير مروع، رد الممثل ​ياسر العظمة​ عليها بصورة له في أحد مقاهي دمشق.
بدوره، فإن الممثل حسام تحسين بك نفى خبر وفاته عبر حسابات أفراد عائلته على الفيسبوك واضعاً حداً لهذا الموضوع.
وبرد مقتضب، نفى الممثل أندريه سكاف نبأ وفاته فكتب عبر الفيسبوك: «مسا الخير، الإشاعة يلي صدرت إني توفيت لا سمح الله إشاعة عارية من الصحة.. وشكراً لاهتمامكم.. مع محبتي».
ولم يسلم الممثل محمد الشماط من الشائعات نفسها، إذ تعرض لها أكثر من مرة وخاصة مع غيابه عن الشاشة لعدة سنوات.

الزواج والارتباط
أما الممثلتان جيني إسبر ودانا جبر فتلاحقهما الشائعة نفسها، والتي تتعلق بالارتباط أو الخطبة أو حتى الزواج.
لكن النجمتين الشابتين، تسارعان على الدوام إلى نفي هذه الشائعات، مؤكدتين أنهما تركزان في الوقت الحالي على عملهما فقط، ولا وقت للتفكير في الارتباط.
واعتبرت الاثنتان أن موضوع الارتباط قسمة ونصيب، وموضوع إشهاره أمر اعتيادي في حال كان صحيحاً، لكن كل ما ينشر مؤخراً لا أساس له من الصحة.
وفي وقت لاحق، استهدفت شائعة مشابهة الممثلة رنا العظم التي أكدت أنها لا تعيش قصة حب ولا تنتظر ارتباطاً عاطفياً كما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت أنه كان اتهام أنني بعلاقة مع صديق دبلوماسي مصري وأننا قد تزوجنا، لكن هذا الكلام غير صحيح ومجرد اتهام وشائعة لأنه صديق فقط.
أما الممثلة ريم عبد العزيز فسخرت من شائعة تفيد بأنها تزوجت من أحد رجال الأعمال المعروفين، مؤكدة أن مواقع التواصل الاجتماعي زوجوها من غير علمها، مشيرة إلى أنها ليست ضد فكرة الزواج، لكن الموضوع غير صحيح وعندما تتزوج فإنها ستعلن ذلك على الملأ.
الممثلة روعة ياسين التي عانت شائعات الزواج كثيراً قالت: الشائعات تصدر من أشخاص بلا ضمير ولا أفهم ما غايتهم، وقد لاحقتني شائعات الزواج لكنها لا تزعجني وأراها عابرة لأن الحقيقة تظهر سريعاً، مضيفة: أعتبر الشائعات إحدى سلبيات مهنتنا فأي شخص يظهر على الشاشة سواء كان مشهوراً أم لا فسيتعرض للشائعات، وأراها طبيعية مادامت خالية من التجريح ولا تتعدى حدود الزواج والطلاق.

لا للاعتزال
منذ وقت طويل وحتى الآن، لاحقت الممثلة نادين سلامة شائعة تتعلق باعتزالها الفن وتفرغها للعائلة والأولاد.
لكنها ردت على كل تلك الشائعات بأنها لم تعتزل التمثيل وكل ما قيل عن ذلك خاطئ، وسبب ابتعادها فقط هو استقرارها في لبنان وتفرغها لعائلتها التي كانت بأمس الحاجة لها في فترة من الفترات.

الوفاة والمرض
خلال العام الحالي، اضطر الممثل سعد مينة إلى نفي شائعات تتعلق بوفاة والده الأديب والروائي الكبير حنا مينة، حيث بات الأمر اعتيادياً وبشكل شبه دوري على بعض صفحات الفيسبوك حتى أصبحت تزعج الأهل والأصدقاء وكل المهتمين بالشأنين الثقافي والفني.
واضطرت الكاتبة عنود خالد إلى الخروج عن الصمت ونفي الشائعات التي تحدثت عن إصابة زوجها الممثل عباس النوري بجلطة دماغية، مؤكدة أن زوجها بخير ولم يتعرض لأي عارض صحي أصلاً.
وخلال تصوير مشاهد مسلسل «رائحة الروح» انتشرت صور للممثل بشار إسماعيل وهو يرقد على سرير في أحد المستشفيات، فاستغلها البعض ونشر شائعة تفيده بمرضه ودخوله قسم العناية المركزة، ليتبين لاحقاً أن الصور مأخوذة من تصوير هذا العمل، وإسماعيل بخير وغير مريض.
وقبل تحرير كامل دمشق وريفها من دنس الإرهاب، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تفيد بإصابة الممثلة السورية ديمة قندلفت بشظايا قذيفة صاروخية وقعت بالقرب من مكان سكنها في دمشق، لكن الخبر عار من الصحة شكلاً ومضموناً، وهي تعيش حياتها بشكل طبيعي.
أما الممثلة رنا شميس فتأثرت بشائعة دخولها المستشفى إثر تعرضها لأزمة قلبية، مؤكدة أنها دخلت المستشفى بسبب إصابتها بنوبة سعال ليس أكثر.
شميس قالت لموقع «الفن» إن القلق أصاب أفراد عائلتها وأًصدقائها، فسارعوا للاتصال بها حتى وقت متأخر من الليل، بعدما صدقوا الشائعة.
الممثلة الشابة مرح زيتون نشرت صوراً لها وهي في المستشفى تجري فيه عملاً جراحياً ناجحاً، لكن البعض استغل الصورة وأشاع نبأ إصابتها بشظايا قذيفة هاون، الأمر الذي فاجأها وجعلها تستاء من مطلقي هذه الشائعات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن