سورية

يمثل عدواناً جديداً ضد سورية … خريطة طريق أميركية تركية بخصوص منبج

| وكالات

أعلنت واشنطن وأنقرة أمس عن توقيعهما على ما يسمى «خريطة طريق» بخصوص مدينة منبج في شمال البلاد، بعد أيام قليلة من تأكيد دمشق سابقاً أن أي اتفاق أميركي تركي أو تركي فرنسي بشأن سورية مدان وعدوان على السيادة السورية.
جاء ذلك في وقت ترددت أنباء عن مباحثات تركية روسية تتركز حول السماح بدخول المليشيات المسلحة الموالية لتركيا إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، مقابل انسحابها من مناطق بريفي حماة وإدلب لصالح الجيش العربي السوري.
ووفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» فقد أعلن وزيرا الخارجية الأميركي مايو بومبيو والتركي مولود جاويش أوغلو عن توقيعهما على خريطة طريق بخصوص مدينة منبج في شمال سورية.
وشدد الوزيران، في بيان مشترك صدر عقب مفاوضات بينهما في واشنطن، على تمسك الولايات المتحدة وتركيا بتنفيذ جميع نقاط الخطة الجديدة، مشيرين إلى أنهما بحثا مستقبل التعاون بين بلديهما في سورية والخطوات الواجب اتخاذها من أجل إرساء الأمن والاستقرار في منبج، دون شرح تفاصيل الوثيقة.
وأتفق الوزيران على عقد اجتماعات جديدة بغية حل القضايا الثنائية، معربين عن التزام أنقرة وواشنطن، الحليفتين ضمن حلف شمال الأطلسي «ناتو»، بتسوية جميع الخلافات «في روح من الشراكة».
من جانبه، وصف جاويش أوغلو، أثناء اجتماع عقده مع رجال أعمال أتراك وأميركيين، مفاوضاته مع نظيره الأميركي بأنها كانت «مثمرة وناجحة جداً»، مؤكداً إحراز تقدم ملموس فيها، حسب وكالة «الأناضول» التركية الرسمية.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن أمله في أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب بلاده في محاربة «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية ومنظمة الداعية التركي المقيم في أميركا فتح اللـه غولن، وهو الذي تعتبره أنقرة العقل المدبر في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف حزيران 2016.
وقبل أيام قليلة وفي رد على سؤال لـ«الوطن» بخصوص ما يسمى «خريطة طريق» أميركية تركية تتعلق بإدارة مدينة منبج السورية، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر الوزارة بدمشق: «نحن نعتبر تركيا عدواً غازياً لأراضينا، لا حق للولايات المتحدة ولا لتركيا أن تتفاوض حول مدينة سورية، وأؤكد أن من واجب الدولة العمل على تحرير كل شبر من أراضيها حسب الأولويات التي تحددها القيادة، لذلك أي اتفاق أميركي تركي أو أميركي فرنسي هو مدان وعدوان على السيادة السورية».
وفي السياق اعتبر السفير التركي السابق لدى واشنطن، فاروق لوغ أوغلو، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، «أن هذا الاتفاق بين أميركا وتركيا رغم أهميته إلا أنه محدود ولا يساهم في تسريع عملية إرساء السلام في سورية وفسح المجال أمام إعادة تحسين العلاقات بشكل كامل بين تركيا وأميركا، لأن الضفة الشرقية لنهر الفرات ومحافظة إدلب والتطورات الأخرى المتعلقة بسورية تشكل أهمية بقدر ما تشكل منبج».
وعبر الدبلوماسي التركي عن اعتقاده بأن توصل تركيا والولايات المتحدة إلى تفاهم حول منبج «لن يكون تطوراً يقرّب سورية من السلام، كما أنه لن يبعدها عنه»، حيث سيعبر الجانبان عن تطلعاتهما حول المواضيع المطروحة على طاولة البحث وسيتطرّقان إلى القضايا الإقليمية ويتبادلان العبارات اللطيفة، لأن أميركا ترغب في رؤية نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المرتقبة في 24 حزيران الجاري وما بعدها».
كما رأى لوغ أوغلو أن اتفاق تركيا والولايات المتحدة حول مدينة منبج لا بد وأن يؤثر على علاقات تركيا مع كل من روسيا وإيران وتعاونهم في سورية.
وشدد لوغ أوغلو على «ضرورة إطلاق عملية سياسية تنتهي بانسحاب جميع القوات الأجنبية المنتشرة في سورية ألا وهي عملية جنيف للسلام والتركيز على الحل السياسي في البلاد».
وتشهد العلاقات الأميركية التركية أزمة بسبب الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية. وتعتبر أنقرة «الوحدات» تنظيماً إرهابياً مرتبطاً بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا، فيما تبرر واشنطن موقفها بضرورة مكافحة تنظيم داعش، مشيرة إلى أهمية دور الأكراد في هذا المجال.
من جانب آخر، نقل موقع «عربي 21» الإلكتروني الداعم للمعارضة عمن سماها بـ«المصادر الخاصة»، أمس، أن هناك مباحثات تركية روسية تجرى بهدف تسليم المليشيات المسلحة مناطق بريف حلب الشمالي تخضع لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، على حين تنسحب الميليشيات من مناطق بريفي حماة وإدلب لمصلحة الجيش العربي السوري.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن