سورية

رأى أن «موسكو 3» سيكون «أكثر جدية» واعتبر أن تصريحات الجبير لا تنسف الحراك الدبلوماسي لحل الأزمة … عبد العظيم: فكرة التحالف الإقليمي لمحاربة الإرهاب لم تنضج بعد لدى السعودية

اعتبر المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة حسن عبد العظيم، أن فكرة تشكيل تحالف إقليمي دولي لمحاربة الإرهاب التي طرحها الرئيس فلاديمير بوتين، «لم تنضج بعد لدى السعودية»، ولكنه رأى أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير لن تنسف الحراك الدبلوماسي المكثف لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وفي حديث لـ«الوطن»، قال عبد العظيم: «هناك حديث عن حلف إقليمي اقترح تشكيله الرئيس بوتين يضم سورية والسعودية والعراق ولبنان والأردن، باعتبار أنه يوجد خطر إرهابي يهدد الجميع، لكن يبدو أن الفكرة ليست ناضجة حتى الآن لدى السعودية وإن كانت هي تستشعر خطر داعش حتى على نفسها».
وأضاف: «كان هناك لغط وملابسات بأن السعودية قبلت بهذه الفكرة، ويبدو أن زيارة الجبير لروسيا جاءت للتأكيد بأنها ليست جاهزة ويوجد خلاف بينها وبين موسكو على هذه الناحية»، مشيراً إلى أن هذا حصل في حديث علني خلال المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والجبير في موسكو.
لكن عبد العظيم، رأى أن هذا «لا ينفي أن السعودية الآن لديها تحول حقيقي اتجاه الحل السياسي للأزمة السورية»، وقال: «لم تعد المسألة شخصية فالخطر ليس على سورية والدولة السورية ومؤسسات الدولة فقط، إنما يطول السعودية أيضاً».
وأضاف: «هي كانت تراهن على دعم المجموعات المسلحة وحتى المتطرفة منها، والآن من خلال المؤتمر الصحفي يتضح بأن السعودية لديها قناعة بحتمية الحل السياسي للأزمة السورية، وأن استمرار الصراع المسلح والعنف والتطرف لا ينتج سوى التطرف والإرهاب».
ورأى عبد العظيم، أن إصرار الجبير على ألا يكون للرئيس بشار الأسد دور في مستقبل سورية «لا يعني أن السعودية ليست مع الحل السياسي والتفاوض بين وفد حكومي ووفد معارض حول تشكيل هيئة حكم انتقالية..»، موضحاً أن ما قاله الجبير «ليس شرطاً مسبقاً لانعقاد مؤتمر جنيف 3 أو أي مؤتمر دولي، وإنما عملية التفاوض يمكن أن تتم بوجود رئيس الجمهورية»، معتبراً أن ما قاله الجبير هو «تصور مستقبلي للمستقبل.. أي في المستقبل ينبغي ألا يكون هناك مكان لمنظومة الحكم الحالية».
واعتبر، أنه «يوجد الآن تحول عربي وإقليمي واسع باتجاه الحل السياسي، لأن الصراع المسلح والحل العسكري وصلا إلى طريق مسدود».
ورأى عبد العظيم، أن تعدد المبادرات لحل الأزمة وكثرتها يدل «بشكل فعلي على أن طرق الحل السياسي الذي أشار إليه بيان جنيف الأول أصبحت متاحة وقوية، وأنه أصبح هناك تحول عربي إقليمي جديد باتجاه الحل السياسي».
وأشار إلى أن تلك المبادرات نوعين: مبادرات تريد بقاء النظام السياسي مع بعض التحسينات بشكل الحكومة وتأتي من بعض الأطراف الداخلية التي تتحدث عن حكومة وحدة وطنية ولا تتحدث عن تغيير ديمقراطي كامل جذري وشامل، ومبادرات تأتي من دول حليفة للنظام مثل إيران التي أصبح لديها قناعة بأن أفق الحل العسكري أصبح مسدوداً وكل الدعم العسكري الذي يأتي للسلطة لن يمكنها من الحسم العسكري، وبالتالي لابد من الحل السياسي الذي أشار إليه بيان جنيف الأول والتحول إلى الحل السياسي من خلال مبادرات دولية مثل جنيف 3 الذي يتحدث عن حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ودستور وقوانين مكملة مثل قوانين الانتخابات والإعلام.. والتي تستطيع أن تحول الجهود خلال المرحلة الانتقالية باتجاه محاربة الإرهاب».
ولفت عبد العظيم إلى أن مسألة الإرهاب الآن باتت «ظاهرة كبيرة وخطيرة وأصبحت أولوية ليس لدى الغرب وإنما لدى السوريين أيضاً والدول العربية والإقليمية».
ولفت إلى أن اللقاء الثلاثي الذي حصل مؤخراً في الدوحة بين وزراء خارجية أميركيا جون كيري وروسيا والسعودية يؤكد بأن هناك توافقاً أميركياً روسياً، وأن هذا التوافق أصبح أكثر عمقا وجدية بعد حل مسألة البرنامج النووي الإيراني.
وحول ما تردد عن لقاء رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك مع مسؤولين سعوديين في جدة، قال عبد العظيم: «هذا تحول مهم جداً وسبق أن حصل العام الماضي شيء من هذا النوع، ولكن بقي سراً، والآن يتكرر، وهذا دليل على أن الدولة السورية والسلطة السورية أصبح لديها قناعة أكبر بضرورة الحل السياسي، ومواجهة خطر الإرهاب، وفي الوقت نفسه أصبحت السعودية أكثر جدية واهتماماً.. أي أصبح هناك تحول جدي لدى النظامين في سورية والمملكة بأهمية مكافحة الإرهاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم إلا بتفعيل الحل السياسي وهذا شيء مهم جداً وأساسي».
وحول التحضيرات الجارية لعقد «موسكو 3»، قال عبد العظيم «موسكو 2 كان مقدمة كبيرة ومهمة، واستطاعت المعارضة خلاله تقديم ورقة على درجة كبيرة من الأهمية حول إجراءات بناء الثقة للتمهيد لجنيف 3، إلا أن الوفد الحكومي كان غير مستعد لمناقشة ورقة المعارضة ولا إجراءات بناء الثقة وهذا أدى إلى إخفاق جنيف 2».
وأضاف: «الآن بعد الجهود الروسية ومبادرة الرئيس بوتين وزيارة (نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد) المعلم إلى موسكو، هناك ضغط أكبر على الحكومة والسلطة لأخذ الأمور بجدية أكبر، لأنه ما زال لدى النظام أمل بإمكانية حسم الصراع عسكرياً ولكن هذا مستحيل».
وتابع «بالتالي في موسكو 3 سيكون هناك جدية أكبر وضغط على السلطة لترفع مستوى الوفد الحكومي إلى مستوى وزير خارجية ونائبه وربما إلى مستوى ممثل للرئاسة، فهذا يمهد الأجواء أكثر وفي الوقت نفسه يكون حضور المعارضة بشكل أكثر جدية، ومن جهة ثانية أن يكون لدى الوفد الحكومي استعداد للحل السياسي والتخلي عن وهم الحل العسكري».
ومضى عبد العظيم قائلاً: «يضاف إلى ذلك أننا في هيئة التنسيق والمتحالفين معها لدينا إشكالية أنه لا يزال أربعة من القياديين في الهيئة موجودين لدى السلطة ولم تطلق سراحهم ولم تعترف بوجودهم لديها، ونأمل ونطالب بأن يكون إطلاق سراحهم مع عدد كبير من المعتقلين مقدمة لموسكو 3».
وحول الدعوات التي وجهتها الخارجية الروسية لتيارات معارضة لزيارة موسكو، قال عبد العظيم «حتى الآن لم تصلنا دعوة، ولكنهم فاتحون الباب للقاءات مع الائتلاف وغير الائتلاف، ويحاولون أن تسبق هذه اللقاءات موسكو 3 من أجل أن يكون انعقاده ناجحاً».
وإن كانت الدعوة التي وجهتها الخارجية الروسية للجنة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر المعارضة في القاهرة يمكن أن تكون بمنزلة دعوة للهيئة، قال عبد العظيم: «من مهام اللجنة التواصل مع الدول والقوى التي لم يتح لها الحضور من أجل تسويق وثائق مؤتمر القاهرة، ومن أجل الحل السياسي وهذا لا ينفي أن الهيئة موجودة والائتلاف موجود وكل القوى التي حضرت مؤتمر القاهرة موجودة، وبالتالي لا يقطع الطريق على الهيئة بالمساهمة بلقاءات مع دول وقوى لم تحضر لكن أن يكون المنطلق في هذه اللقاءات مع الدول هو دعم وحدة المعارضة وتوحيد رؤيتها ومواز ومكمل لدور اللجنة والهدف واحد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن