ثقافة وفن

أحداثه تتصاعد بشكل شائق ومستمر … «تانغو» الحب مع الخيانة والتضحية والانتقام والأنانية في قالب واحد

| وائل العدس

منذ الحلقة الأولى، لفت المسلسل العربي المشترك «تانغو» الأنظار، من تأليف إياد أبو الشامات وإخراج رامي حنا في ثاني تعاون بينهما بعد «غداً نلتقي» قبل ثلاثة أعوام، وبطولة باسل خياط ودانا مارديني ودانيلا رحمة وباسم مغنية وطلال الجردي وسميرة بارودي وأليكو داوود.
منذ طرحه، مثّل البوستر الرسمي للعمل حالة المسلسل الغامضة بشكل شائق جداً، العمل درامي يقدم قصة جديدة ومختلفة في أسرارها وطريقة طرحها لقضايا الحب والخيانة، بشكل لا يخلو من كل عناصر التشويق التلفزيوني اللافت والقيّم في آن.

قد تتغير عوالم الحكاية لكن ثمة شيء أصيل يبقى ثابتاً كالقاعدة لا يتغير هو متعة الفرجة لصنعة أتقن حرفة نقشها وتصميمها ورقياً الكاتب وصقلها بصرياً المخرج، عمل رغم قلة شخوصه فإنه غزير بجاذبيته بحيث لا يترك للفراغ أي ثغرة.
عمل فيه من الإتقان والإثارة ما يجعلنا نفقد تماماً الشعور بزمن الحلقة، حيث تتشابك علامات الاستفهام والتعجب في تناغم مبهر، وكأن إيقاعات التانغو لا تخص بطلي القصة، بل تمتد إلى كل أبطال العمل، بناء حكائي دقيق مع فواصل استعراضية غاية في الجمال.
ورغم أن الخيانة والانتقام من الموضوعات الدرامية غير الجديدة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية فإن «تانغو» استطاع تقديم طبق دسم من هذا الموضوع بنكهة مختلفة، مع الإشارة إلى أن الأحداث الدرامية ضمن هذا العمل ما زالت تتصاعد بشكل مستمر.
العمل يعرض عبر قنوات «mbc4» و«LBC» و«LDC» و«روتانا دراما» و«حواس» و«OSN يا هلا».

تراجيدي بوليسي
يحكي العمل قصة أربعة أصدقاء متزوجين يطرأ على حياتهما حادث معين، فيغير مجرى علاقتهم بشكل لافت، والعمل تراجيدي بوليسي ويحمل الكثير من المشاهد الشائقة.
تدور أحداث العمل حول رجل الأعمال «عامر»، وزوجته ربة المنزل «لينا»، وطفلهما الصغير، والمهندس «سامي» وزوجته مدربة رقص التانغو «فرح»، يجمع الأربعة صداقة وثيقة وعلاقة عمل متينة، لكن الأسرار تجعل الغموض يتسرب إلى حياتهم خاصة بعد تعرض سيارة أحدهم لحادث مروع، وهو ما فتح الباب لحقائق مؤلمة عن الحب والخيانة والانتقام.
في إطار بوليسي والبحث عن القاتل، حملنا المسلسل مع خطوات «فرح» إلى خليط من المشاعر والتجارب، فاجتمع الحب مع الخيانة والتضحية والانتقام والأنانية في قالب واحد، المسلسل كذلك عالج العديد من المسائل، منها التفكك الأسري، فـ«عامر» يحمل نقمة على والدة تخلت عنه صغيراً بحثاً عن زوج آخر غير والده، على حين المحقق «جاد» لم يستطع الفصل بين الجرائم التي يعالجها وبين العائلة فتحولت الزوجة بالنسبة إليه إلى آلة للإنجاب، لتتملكه لاحقاً مشاعر الشك والخيانة بعد توليه لقضية قوامها خيانة زوجية.
مسلسل أرجنتيني

رجل وامرأة يتعرضان لحادث سير يؤدي بالرجل إلى غيبوبة، على حين أن المرأة تختفي بداية لتظهر بعدها جثة هامدة. هكذا تبدأ أحداث مسلسل «تانغو»، المقتبس عن سلسلة الدراما التلفزيونية الأرجنتينية «حب بعد حب»، حيث يكشف مسار الأحداث فيها عن طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين بطلي القصة، لتظهر علاقة حب وعشق سري لأن كلاً منهما متزوج، وتجمع علاقتي الزواج حلقة عمل وصداقة مقربة جداً.
السلسلة الأرجنتينية، المقتبسة أساساً عن الفيلم الكوري «ثلج نيسان»، لاقت حلقاتها السبعون رواجاً منقطع النظير في الأرجنتين عقب إطلاقها وعرضها العام الماضي.
الفكرة بحد ذاتها لم تكن مغرية إذ إن استنساخ الأعمال الغربية وتعريبها أديا إلى ظهور أعمال درامية لا هوية لها، إلا أن صناع مسلسل «تانغو» نجحوا في التخلص من الالتزام بالنسخة الغربية، وقدّما مسلسلاً متكاملاً.
عنوان المسلسل الأرجنتيتي «حب بعد حب» بدا أكثر تناسباً وصلاحية من عنوان «تانغو»، لأن مربع الحب انعكس بينهما.
ومع أن القصة الرئيسية تتمحور حول الخيانة الزوجية، لكن المسلسل عالجها لناحية نتائجها المدمرة، التي لا تنتهي عند حدود تدمير أكثر من عائلة، بل تتشعب إلى جريمة بدأت في الحلقة الأولى، وما لبثت تنكشف ذيولها بشكل تصاعدي سلس بعيداً عن الإثارة المفتعلة.
وعلّق كاتب العمل على مسألة الاقتباس، فصرح أنه منذ البداية لم نخف أن هناك اقتباساً عن عمل أجنبي وهذا الأمر كان واضحاً وجلياً منذ البداية، وبالفعل تم الانطلاق من عمل أرجنتيني من فئة «السوب أوبرا» مكون من 70 حلقة كانت الشركة قد اشترت حقوقه ليتم اقتباسه وهذا ما كان وعندما قرأت أول خمس حلقات من العمل الأرجنتيني واسمه «حب بعد حب» اعتقدت أنه يمكن الاقتباس منه ولكن بعد ذلك اكتشفت أني مخطئ.
وأضاف في تصريحه لمجلة «سيدتي»: انطلقنا بالكتابة من فرضية الخيانة التي تجري بين الأزواج الأربعة من النص الأصلي ولكن بسبب انتماء العمل لفئة مختلفة درامياً وبسبب طبيعة العلاقات البعيدة كل البعد عن المجتمع العربي فقد لجأت إلى التأليف بالكامل بدءاً من الحلقة السابعة وتم تغيير مصائر الشخصيات وطبيعتها والحكاية بالكامل ما شكل عبئاً إضافياً عليّ ككاتب للعمل إذ كنت أتمنى الانطلاق من أساس آخر أكون أكثر حرية فيه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن