سورية

الجيش استهدف التنظيم في «تل صعد» و«الطمثونة».. وبري: انسحاب حزب الله وإيران عندما تتحرر سورية … ملامح عملية الجنوب تبدأ من القسم الشرقي ضد داعش

| الوطن-وكالات

بدأت ملامح العملية العسكرية التي ينوي الجيش العربي السوري إطلاقها لاجتثاث الإرهاب من جنوب البلاد، بالتبلور أمس مع استهداف الجيش لتنظيم داعش الإرهابي بريف السويداء الشمالي الشرقي واستقدامه تعزيزات من درعا. وفيما واصل كيان الاحتلال الصهيوني محاولاته لشيطنة الدور الإيراني في سورية أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن انسحاب حزب الله وإيران من سورية سيتم «عندما تتحرر سورية وتعود أراضيها موحدة».
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة بدأ الجيش بالتمهيد على مناطق تنظيم داعش في بادية السويداء، كخطوة استباقية لمعركة مرتقبة في الأيام المقبلة، موضحة أن الطيران الحربي والمروحي استهدف مواقع التنظيم في منطقتي تل صعد والطمثونة شمال شرقي السويداء، لافتة إلى أن رتلاً عسكرياً خرج من محافظة درعا وعبر من جسر جباب باتجاه أوتوستراد دمشق السويداء، وأكمل شرقاً باتجاه منطقة تل أصفر. في المقابل بدأ مسلحو التنظيم الموجودون في المنطقة نفسها بزرع ألغام وتفخيخ الطرقات الواصلة بين مناطق تمركز عناصر الجيش في تل أصفر ومناطق سيطرة التنظيم في البادية الشرقية، وخاصة في منطقة العورة.
في غضون ذلك، طالبت مليشيات «الجيش الحر» في قرية «صما الهنيدات» غربي محافظة السويداء التنظيمات العاملة في درعا بإرسال مؤازرات لهم، مبدين تخوفهم من وجود تفاهمات لتسليم بعض المناطق للجيش.
وقال قائد ميليشيا «اللواء 108» التابع لميليشيا «ألوية العمري» مفلح الصبرة: إنهم وجهوا مناشدات للفصائل وطالبوهم بدعمهم عبر إرسال تعزيزات وأسلحة إلى قرية صما الهنيدات (15 كم غرب مدينة السويداء، 33 كم شرق مدينة درعا)، منذ نحو أسبوع دون وجود أي استجابة، سواء من «الحر» في درعا، أو حتى من بقية التشكيلات التابعة لـ «ألوية العمري» نفسها. واتهم الصبرة قادة الميليشيات بالتخاذل عن مساعدتهم، قائلاً: إن بعض القادة موافقون وفق ما يبدو على تسليم المنطقة. وفي درعا قصف الجيش بمدفعيته الثقيلة معاقل «النصرة» في منطقة تل الشيخ حسين والطريق الواصل بين بلدة المسيفرة وقرية أم ولد في الريف الشرقي لدرعا، على حين قضى مسلح من الميليشيات في مناوشات بحي المنشية في درعا البلد. وبينما قتل مسلحان من الميليشيات في اشتباكات مع «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم داعش في منطقة الحاجز الرباعي، في القطاع الغربي من ريف درعا، أعلنت ما تسمى «هيئة الإصلاح في حوران» عن مساع للوصول إلى اتفاق ينهي المعارك بين الميليشيات وداعش. وأوضح رئيس ما يسمى «مجلس القضاء الأعلى في حوران» عصمت العبسي أن الطرح يتضمن فتح طريق إلى بلدة حيط التي تسيطر عليها ميليشيات «الحر»، إضافة للسماح بإيصال المياه إلى البلدة وعدد من القرى المحيطة بها، مع سحب كمائن الجانبين ووقف القتال، مشدداً على رفضهم لهذه الاقتراحات بشكلها الحالي لأن الميليشيات لا تسعى للتفاوض على هدنة أو صلح مع «جيش خالد»، وأن التفاوض يمكن أن يكون على شروط استسلامهم فقط. بالتوازي ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن مسلحين من «النصرة» عمدوا إلى إيقاف سيارات تنقل الجرحى من المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات إلى الحدود مع الجولان السوري المحتل، بمنطقة التابلين جنوب القنيطرة، واتهم ذوو المصابين، مسلحي «النصرة» بإطلاق النار على السيارات والمرافقين لها، ما أسفر عن إصابة عدة مرافقين وإصابات جديدة في صفوف الجرحى المنقولين، ثم قامت باعتقالهم. خارجياً، قال رئيس مجلس النواب اللبناني في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك»: إن «إيران موجودة في سورية بطلب من الدولة السورية، تماماً كما أن الوجود الروسي في سوريا قد جاء بطلب من الحكومة السورية»، وأكد أن حزب الله «موجود في بلده، لأنه لو لم يكن موجوداً هناك، لكان «داعش» قد أصبح هنا» في لبنان. ورداً على سؤال حول الظرف الذي يمكن من خلاله أن يتحقق هذا الانسحاب، قال بري «حتى تتحرر سورية وتصبح أراضيها موحدة»، مشدداً على أن أي تقسيم لسورية هو إعادة لرسم خريطة المنطقة، تماماً كما حدث في (اتفاقيات) سايكس-بيكو». في المقابل أكد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو أثناء مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس أن «هنالك بلدان عربية تشعر بخطر إيران»، وأضاف: بالتالي فإن إخراجها من سورية بات ضرورياً… هنالك تغير في مواقف بعض الدول العربية تجاهنا بدأت تفهمنا، وأدركت اليوم إمكانية التعاون معنا ضد التطرف». وزعم نتنياهو أن إيران ترمي إلى بناء جيش طائفي في سورية مطالباً بإخراج إيران من سورية ومنع نقل أسلحتها إلى هنالك: «إيران تريد بناء جيش في سوريا تحت القيادة الإيرانية الشيعية قوامه 80 ألف شيعي ليس فقط من أجل تدمير إسرائيل بل من أجل دفع السنة إلى اعتناق المذهب الشيعي ما يؤدي إلى حرب طائفية ومزيد من التهجير واللاجئين… وبالتالي علينا منعهم من ذلك حفاظاً على أمننا وأمن أوروبا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن