سورية

الأجواء «أكثر من إيجابية» وهناك رغبة كبيرة في الوصول إلى حوار سوري سوري من دون تدخلات خارجية … كريدي لـ«الوطن»: الأكراد أكدوا أنهم ليسوا انفصاليين ولا يفكرون بهذا الأمر

| سيلفا رزوق

أكدت الناطقة باسم «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة ميس كريدي، أن «أجواء أكثر من ايجابية» سادت خلال الزيارة التي يقوم أعضاء من الجبهة إلى مدينة القامشلي في شمال البلاد وعدد من المدن والبلدات في المنطقة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشارت كريدي إلى اللقاء الذي جرى أمس الأول مع الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطي والهيئة الرئاسية إلهام أحمد، والذي خلص إلى الإعلان عن موافقة «سورية الديمقراطية» على «إرسال وفد للحوار مع دمشق دون شروط مسبقة».
وقالت: إن المجلس لفت إلى أنه تلقف تصريحات الرئيس بشار الأسد بصورة إيجابية وبأنهم ردوا بنفس الايجابية، وهم يريدون حوارً سورياً سورياً من دون تدخلات خارجية، كما أكدوا بأنهم ليسوا انفصاليين ولم يفكروا بهذا الأمر، ولديهم مطالب تتعلق بالديمقراطية و«الإدارة الذاتية»، كما أكدوا بأنهم لم يحملوا السلاح أبداً في وجه الجيش السوري، بل حملوه لمواجهة الإرهاب، والعلم الوطني السوري لا يزال مرفوعاً في القامشلي».
وتحدثت كريدي عن عقد وفد «الجبهة الديمقراطية» خلال زيارته سلسلة من اللقاءات الهامة فإضافة على اللقاء مع «مجلس سورية الديمقراطية» التقى وفد «الجبهة الديمقراطية» مجموعة من القوى التقدمية واليسارية والمجتمعية والسياسية، منها «الحزب التقدمي الديمقراطي»، و«مجلس الكنائس»، و«حزب الاتحاد السرياني»، وعدد من الفعاليات الاجتماعية و«المنظمة الآشورية»، و«حركة المجتمع الديمقراطي» و«التحالف الوطني الكردي» والمجلس التشريعي للإدارة الذاتية وعدد من العشائر منها عشيرة طي وأيضاً مجموعة من الأحزاب التي هي في طور دخول العمل السياسي. وأعربت كريدي عن تطلعها لعقد حوار سوري سوري قريب في دمشق، وقالت «نتطلع للأمور بإيجابية وكثير من الأمل لأن الغاية هي الذهاب إلى حوار سوري سوري، والعلاقة أخذت شكلا من الايجابية، وبدا أن الضيوف القادمين من دمشق يشكلون أهمية كبيرة للمنطقة هنا، وذلك بسبب شعورهم بأنه لا يوجد وضوح لعدم وجود وسائل للتواصل كافية لتوطيد أواصر العلاقة، ربما يعتقدون أن لديهم قضايا لو عرفت ستكون عاملاً إيجابياً من عوامل التقارب السوري».
وإذ تحفظت كريدي عن الإجابة حول كيفية نظر الأطراف الكردية لمستقبل العلاقة مع واشنطن معتبرة أن الأمر منوط بالحوار المنتظر، بينت أنه كان هناك مؤشرات لكثير من القوى التي أكدت أن العلاقة مع الولايات المتحدة ليست بالشكل الذي يجري تسويقه.
وحول مشاركة الأطراف الكردية في اجتماعات «لجنة مناقشة الدستور» المنتظرة، أوضحت كريدي أن لا تفاصيل ولا تسريبات مؤكدة حول مشاركتهم، وهذا «الأمر منوط بكثير من العوامل، خصوصاً أنه وفي السابق استبعد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الأكراد من المشاركة نتيجة الوضع التركي وغيره، لكن من حق الأكراد المشاركة في هذه المناقشات وفي كل القضايا التي تخص السوريين».
كلام كريدي جاء بعد ساعات من إعلان «الجبهة الديمقراطية السورية» أنه ومن خلال لقاء وفد الجبهة ومباحثاته مع هيئة الرئاسة لـ«مجلس سورية الديمقراطية»، أعلنت الرئيسة المشتركة للمجلس إلهام أحمد استعداد «سورية الديمقراطية»، لإرسال وفد للتفاوض المباشر في دمشق من دون شروط مسبقة، واعتبرت هيئة الرئاسة في مجلس سورية الديمقراطية أن الحوار السوري السوري هو الحل من دون تدخلات خارجية.
وفي وقت سابق اعتبر الرئيس المشترك لما يسمى بمجلس «قوات سورية الديمقراطية» رياض درار أنه بالإمكان وضع مفاتيح التسوية دون اللجوء إلى لغة التهديد. وفي تصريح خاص لوكالة «تسنيم الإيرانية، « أكد درار أن التفاوض مع الدولة السورية هو السبيل الأنفع للوصول إلى نتائج تخدم «سورية». وأشار القيادي الكردي إلى أن «قوات سورية الديمقراطية» أعدت نفسها لمواجهة داعش والإرهاب وقالت مراراً إنها مستعدة لتكون جزءاً من الجيش السوري بعد التسوية، وعليه نؤكد دائماً الحاجة لأن نضع مفاتيح هذه التسوية معاً وصولاً إلى كيفية إنجازها.
وكشف الرئيس المشترك لمجلس «قوات سورية الديمقراطية» «رياض درار» بأن قواتهم دخلت في تحالف مع قوى دولية محدودة الأجل للتخلص من الإرهاب، معيداً التأكيد على أن التفاوض هو السبيل الأنفع للوصول إلى نتائج تخدم البلاد وتصحح المسارات دون تهديد ولا وعيد.
يأتي كلام الكرد عن الاستعداد للتفاوض مع الحكومة السورية بعد يوم على إعلان كل من واشنطن وأنقرة عن توقيعهما على ما يسمى «خريطة طريق» بخصوص مدينة منبج في شمال سورية، والتي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري وهي مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
ويرى مراقبون أن «اتفاق منبج» يشكل «خيانة» جديدة من الأميركيين للكرد على اعتبار أنهم يوفرون الحماية لوحدات الحماية شرق نهر الفرات، بعدما تعرضوا لشيء مماثل، لدى احتلال الجيش التركي وميليشيات سورية لمنطقة عفرين، وإخراج «الوحدات» منها.
وفي الأسبوع الماضي لفت الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إلى أن التعامل مع «قسد» سيتم عبر خيارين الأول عبر المفاوضات والثاني في حال لم ينجح الأول هو اللجوء إلى القوة لتحرير المناطق التي يسيطرون عليها بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن