الأولى

تركيا لن تستلم إدارة «منبج» وواشنطن تصف تنفيذ الاتفاق بـ«الصعب والمعقد» … كريدي لـ«الوطن»: الأكراد يريدون الحوار دون تدخلات خارجية

| سيلفا رزوق- وكالات

لم تمض ساعات قليلة على إعلان الأكراد السوريين في الشمال عن رغبتهم بالتفاوض مع دمشق دون شروط مسبقة، حتى تدحرجت التصريحات والمواقف الإيجابية، المعبرة عن الحاجة للوصول إلى حوار سوري سوري بعيداً عن التدخلات الخارجية وصولا إلى نتائج تخدم كل السوريين.
الناطقة باسم «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة ميس كريدي، أكدت أن «أجواء أكثر من إيجابية» سادت خلال الزيارة التي يقوم بها أعضاء من الجبهة إلى مدينة القامشلي في شمال البلاد وعدد من المدن والبلدات في المنطقة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشارت كريدي إلى اللقاء الذي جرى أول أمس مع الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطي والهيئة الرئاسية إلهام أحمد، والذي خلص إلى الإعلان عن موافقة «سورية الديمقراطية» على «إرسال وفد للحوار مع دمشق من دون شروط مسبقة».
وقالت: إن المجلس لفت إلى أنه تلقف تصريحات الرئيس بشار الأسد بصورة ايجابية وبأنهم ردوا بنفس الايجابية، وهم يريدون حواراً سورياً سورياً دون تدخلات خارجية، كما أكدوا أنهم ليسوا انفصاليين ولم يفكروا بهذا الامر، ولديهم مطالب تتعلق بالديمقراطية و«الإدارة الذاتية»، كما أكدوا أنهم لم يحملوا السلاح أبداً في وجه الجيش السوري، بل حملوه لمواجهة الإرهاب، والعلم الوطني السوري لا يزال مرفوعاً في القامشلي».
تصريحات كريدي لـ«الوطن» كانت سبقها كلام للرئيس المشترك لما يسمى بمجلس «قوات سورية الديمقراطية – قسد» رياض درار اعتبر فيها أنه بالإمكان وضع مفاتيح التسوية من دون اللجوء إلى لغة التهديد.
وفي تصريح خاص لوكالة «تسنيم» الإيرانية أكد درار أن «التفاوض مع الدولة السورية هو السبيل الأنفع للوصول إلى نتائج تخدم «سورية».
وأشار القيادي الكردي إلى أن «قسد» أعدت نفسها لمواجهة داعش والإرهاب وقالت مراراً إنها مستعدة لتكون جزءا من الجيش السوري بعد التسوية، وعليه نؤكد دائماً الحاجة لأن نضع مفاتيح هذه التسوية معا وصولا إلى كيفية إنجازها.
وكشف الرئيس المشترك لمجلس «قسد» بأن قواتهم «دخلت في تحالف مع قوى دولية محدودة الأجل للتخلص من الإرهاب، معيدا التأكيد على أن التفاوض هو السبيل الأنفع للوصول إلى نتائج تخدم البلاد وتصحح المسارات دون تهديد ولا وعيد».
هذه المعطيات جاءت في وقت بدأت فيه واشنطن وتركيا بتنفيذ اتفاقهما الأخير ضد مدينة منبج السورية، وذكرت ميليشيات مسلحة تابعة لأنقرة أن «تركيا لن تستلم» إدارة منبج، وإنما سيكون دورها «الإشراف» مع الولايات المتحدة على تنفيذ الاتفاق، على حين أكدت واشنطن أنه ينطبق على منبج فقط.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أن الهدف من الاتفاق هو «الإيفاء بالالتزام الأميركي بنقل «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق نهر الفرات»، ولفت إلى أن «خريطة الطريق» التي وضعتها الولايات المتحدة وتركيا حول منبج، سيكون تطبيقها «معقداً وطويلاً»، إذ لا يزال ينبغي مناقشة كثير من التفاصيل.
في الأثناء أعلن ما يسمى «مجلس منبج العسكري»، المتحالف مع «قسد»، في بيان تلقته «الوطن»، رفضه لأي وجود عسكري تركي في المدينة، وفي بيان نشره المجلس على موقعه الرسمي قال: «نؤكد أننا قادرون على حفظ أمن منبج وحدودها ضد أي تهديدات خارجية، ونذكر تركيا التي تحاول فرض سياساتها على المنطقة، وتتجاهل الأمان والاستقرار الذي تعيشه منبج، مقابل الفوضى التي تعيشها مناطق تحتلها في شمال سورية».
وقال المتحدث باسم «المجلس» شرفان درويش في تصريح لـ«رويترز»، إنهم ينتظرون تفسيرات وتوضيحات من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشأن تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه أنقرة وواشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن