نداءات أوروبية أردنية متأخرة للحفاظ على «خفض التصعيد» … الجيش يواصل التقدم في بادية السويداء.. ودرعا تتحضر «خدمياً» للعملية العسكرية
| سامر ضاحي- وكالات
واصل الجيش العربي السوري التقدم في بداية السويداء الشرقية وبات على مسافة 50 كيلومتراً من قاعدة «التنف» التي تحتلها أميركا، على حين أجرت محافظة درعا تحضيرات احترازية خدمية للعملية العسكرية المتوقعة في المحافظة، وذلك وسط نداءات أوروبية أردنية للحفاظ على «خفض التصعيد» هناك.
وبث ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صوراً قالوا إنها لوحدات من الجيش العربي السوري في بادية السويداء.
وأظهرت الصور حشوداً من عناصر الجيش إضافة إلى مجموعة من الأسلحة بينها خفيفة وثقيلة، وبدا لافتاً ظهور مروحيات عسكرية في الصور ما يعني أن العملية ستكون مكثفة هناك.
في المقابل، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن بادية السويداء الشمالية الشرقية، شهدت أمس استمرار المعارك والاشتباكات على محاور عدة منها، بين الجيش وداعش، حيث واصل الجيش وحلفاؤه هجماتهم على مناطق سيطرة تنظيم داعش وسط استمرار القصف الصاروخي بين الحين والآخر على محاور القتال، وذلك بعدما استعاد الجيش أول من أمس عدة مواقع، في بادية السويداء، في هجوم مستمر عند الحدود الإدارية مع ريف دمشق، على بعد نحو 50 كلم من منطقة سيطرة التحالف الدولي في التنف.
وفي درعا رجحت مصادر مطلعة، في اتصال مع «الوطن»، أن يقوم الجيش العربي السوري بعمل عسكري في الجنوب وسط مؤشرات على إخفاق جهود الوساطة الروسية الأردنية الأميركية من جهة ومجاهرة متزعمي التنظيمات الإرهابية في المنطقة الجنوبية برفض المصالحة من جهة أخرى، مشيرة إلى أن انطلاق الجيش في معركة شرق السويداء يخدم المعركة العسكرية في درعا.
وقالت: إن المحافظة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة اجتماعات على مستوى المحافظة هدفها التحضير لإجراءات احترازية استعداداً للعمل العسكري المتوقع.
وبينت المصادر، أنه جرت تسمية بعض المعابر الإنسانية وأعطيت أرقاماً من دون أن تحدد المناطق التي ستعمل بها، موضحة أن هذه المعابر ستتولى إخراج المدنيين الرافضين للإرهابيين وتسليم الإرهابيين لأنفسهم عندها، كما جرت الحالة في المعابر الإنسانية التي أنشأها الجيش في معركة الغوطة الشرقية.
وأكدت المصادر أن الاستعدادات باتت شبه جاهزة تماماً من حيث العناصر التي ستقف على المعابر، وعناصر الدفاع المدني والإسعاف والصحة التي ستتولى استقبال الخارجين إضافة إلى التحضير لأماكن كي يقيم الأهالي فيها، مشددة أن هذه الإجراءات هي احترازية وتحضيرية خدمية لأي عمل عسكري متوقع.
وفي مناطق التنظيمات الإرهابية قتل أمس أحد المسلحين وأصيب آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة تابعة للمجموعات المسلحة في مدينة الحراك بريف درعا الشمالي الشرقي، بحسب مصادر إعلامية معارضة.
من جانبها، شهدت جبهة الحاجز الرباعي شرقي بلدة عدوان بريف درعا الغربي، اشتباكات عنيفة بين «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، إثر هجوم من «جيش خالد» في محاولة للسيطرة على الحاجز.
أما في القنيطرة، فقد ذكرت وكالة «سانا» أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في أحراج جباثا الخشب أضرمت الليلة الماضية النيران بعشرات الدونمات المزروعة بالأشجار المثمرة من التفاح والكرز والتين في موقع كروم الحمرية جنوب قرية حضر وفي الأراضي الزراعية الواقعة جنوب قرية جبا بالريف الشمالي ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة في أراضي المزارعين والأشجار المثمرة والتي يزيد عمرها على عشرين عاماً ومحصول القمح وذلك نتيجة عدم إمكانية إطفاء النيران لانتشار المجموعات الإرهابية في موقع الحريق واستغلالها هبوب وحركة الريح باتجاه الشرق.
أما الاحتلال الصهيوني، فقد أعلن المتحدث باسم جيشه أفيخاي أدرعي أمس، على حسابه الرسمي في موقع «تويتر» عن انطلاق تمرين مفاجئ في الجولان المحتل، وأكد راديو «مكان» الإسرائيلي أن «المناورات الجديدة ستحاكي حرباً على الجبهة الشمالية المسؤولة عن الحدود مع سورية ولبنان».
سياسياً، أكدت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس أنه «من الضروري المحافظة على مناطق «خفض التصعيد» في الجنوب السوري»، في حين قال الصفدي إنه تم الاتفاق مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية على ضرورة الحفاظ على الهدوء جنوب سورية.