سورية

بوتين يؤكد إيفاء دمشق بالتزاماتها وإظهارها الاستعداد للحوار وأن الأمر متروك للمعارضة … «منظمة شنغهاي»: لا بديل عن عملية سياسية شاملة يقودها السوريون

| وكالات

أكد قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أن «لا بديل عن عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم من أجل التوصل إلى حل للأزمة في سورية»، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السلطات السورية أوفت بالتزاماتها بالكامل، وأظهرت استعدادها للحوار، والآن الأمر متروك للمعارضة.
وجاء في البيان الختامي لقمة المنظمة التي عقدت في تشينغداو بالصين كما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: أن «الدول الأعضاء تؤكد أن حل الأزمة في سورية يجب أن ينطلق من ضرورة الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وأن يتم وفقا لأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يشدد على هذه المبادئ».
وأشار البيان إلى فعالية اجتماعات أستانا حول الأزمة في سورية، منوهاً بنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد في مدينة سوتشي الروسية أواخر كانون الثاني الماضي باعتباره مساهمة مهمة في تعزيز عملية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
ودعا قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي في بيانهم، إلى الالتزام بالمذكرة الخاصة بإنشاء مناطق «خفض التصعيد» في سورية والتي لا تشمل التنظيمات الإرهابية كما عبروا عن دعمهم لمحادثات جنيف حول الأزمة في سورية.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة دولية تم تأسيسها عام 2001 كرابطة متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر أنحاء أوروبا وآسيا وتوحيد الجهود للتصدي للتحديات والتهديدات الناشئة وتعزيز التجارة فضلاً عن التعاون الثقافي والإنساني.
وإضافة إلى الدول الأعضاء الثماني حالياً تشارك في عمل المنظمة أربع دول بصفة مراقب هي أفغانستان وبيلاروس وإيران ومنغوليا.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الموسع لمجلس قادة الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «إن حكومة سورية أوفت بالتزاماتها بالكامل وأظهرت استعدادها للمشاركة في الحوار السياسي»، مشيراً إلى أن دمشق على وجه الخصوص أرسلت مقترحات حول تشكيل أعضاء لجنة تعديل الدستور لإعداد القانون الأساسي الجديد للبلاد، وأضاف: «الآن الأمر متروك للمعارضة».
وأشار الرئيس الروسي في الاجتماع إلى أنه بفضل الجهود المشتركة لعدة دول، تم تحقيق نتائج مهمة في الحرب ضد الإرهاب في سورية.
وقال: «لقد تم تحقيق نتائج مهمة في الحرب ضد الإرهاب في سورية. وبفضل الإجراءات المنسقة لروسيا والحكومة السورية وإيران وتركيا وشركاء آخرين بما في ذلك كازخستان، تمكنا من قمع النشاط الإرهابي بشكل كبير في هذا البلد». ولفت بوتين الانتباه إلى أن الحكومة السورية تسيطر الآن على أراضي يعيش فيها 90 بالمئة من سكان سورية.
وقال: «أود أن أشير إلى أن الحكومة السورية تسيطر اليوم على أراض يعيش فيها 90 بالمئة من السكان. وتلتزم دمشق بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في كانون الثاني في سوتشي».
وأوضح الرئيس الروسي، «أود أن أؤكد أن مجال التعاون ذا الأولوية في منظمة شنغهاي للتعاون، لا يزال محاربة الإرهاب، باعتماد برامج لمحاربة الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف تحدد معايير التعاون في هذا المجال للسنوات الثلاث المقبلة، تنص على إجراء تدريبات مشتركة وعمليات لمكافحة الإرهاب، وإقامة تبادل أوثق للخبرات والمعلومات العملية».
بدوره أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته أمام القمة أن المحاولات الأميركية لفرض سياساتها على الآخرين تمثل تهديداً للجميع، مشيراً إلى أن الحظر أحادي الجانب المفروض ضد إيران يتعارض مع القوانين الدولية ويعرض التجارة العالمية للخطر.
وأوضح، أن بلاده على استعداد للبقاء في الاتفاق النووي في حال أعطت الأطراف الأخرى ضمانات حول تأمين مصالح إيران بموجب الاتفاق، مشدداً على أن كل الجهات المعنية مسؤولة عن الوفاء بالتزاماتها.
ولفت روحاني إلى أهمية تعاون الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي لمواجهة التحديات والتهديدات، معربا عن استعداد إيران للتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وتنمية العلاقات الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إلى ذلك أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن أسفه لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع روسيا والدول الأخرى من أجل الحفاظ على الاتفاق.
كما انتقد شي السياسات التجارية «الأنانية وقصيرة النظر»، داعيا إلى بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون وضعت نموذجاً جديداً للتعاون الإقليمي وقدمت إسهاما جديداً للسلام والتنمية في المنطقة.
من جهته جدد الرئيس القرغيزي ألمازبيك أتامباييف خلال كلمة ألقاها في بدء اجتماع القمة ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، مشيراً إلى أهمية تقديم المساعدة لهذا البلد من أجل تنمية الاقتصاد من قبل الدول ذات العضوية في المنظمة.
إلى ذلك عبر الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف عن تقدير بلاده للجهود التي تبذلها الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية من أجل حل الأزمة فيها، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده تدعم بالكامل الاتفاق النووي الإيراني وتدعو الجميع إلى احترامه.
يذكر أن أعمال قمة منظمة شنغهاى للتعاون انطلقت صباح أمس في مدينة تشينغداو الصينية بحضور قادة عضوين جديدين في المنظمة هما باكستان والهند.
ويشارك في المؤتمر الثامن عشر للمنظمة قادة 8 دول ذات عضوية دائمة و4 دول تحمل صفة مراقب وهي إيران وأفغانستان ومنغوليا وبيلاروس إضافة إلى مسؤولين يمثلون منظمات دولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن