رياضة

هل يصحح جبلة المسار؟

قارئ المقالة قد يسأل عن أي مسارٍ بالتحديد أقصد ، وأنا أتحدث هنا عن مسارين، أولهما مسار مسابقة الكأس التي خسر جبلة في مباراة الذهاب منها في الدور ربع نهائي من المجد بهدفين نظيفين، بانتظار مباراة الإياب التي ستجري غداً الأربعاء في جبلة، والمسار الثاني الذي أقصده هو المسار العام للنادي الذي صعد فريقه للدوري الممتاز ببالغ الصعوبة أو كما يقال (كل شبر بنذر) والمنطق يستوجب التخطيط بطريقةٍ مختلفةٍ عن الموسم الماضي فضلاً عن السنوات الماضية، كي لا تتكرر قصة إبريق الزيت ويعود جبلة للمنافسة على البقاء في الدوري الممتاز.
لنتحدث بدايةً على صعيد مسابقة الكأس، لاشك بأن جبلة وضع نفسه في موقفٍ محرجٍ بخسارته أمام المجد بهدفين سجلا في بداية كل شوطٍ، هذه الخسارة قد تكون كفيلةً بإخراج جبلة من المسابقة ليضيع فرصةً ذهبيةً بإعادة نفحةٍ من نفحات تاريخه العريق، وقد لا تتكرر هذه الفرصة كل عام وخاصة أن قرعة هذا العام قد أبعدت جبلة عن لقاء فرق القمة، علماً أن الطريق سالكةٌ له للوصول للمباراة النهائية لأن الفائز من مباراة المجد وجبلة سيلاقي الفائز من مباراة الجهاد والشرطة في الدور القادم وهذا يقع ضمن الممكن.
عموماً جبلة مازال يملك حظوظه بيده ومازالت الفرصة كبيرةً أمامه للصعود للدور القادم علماً أن فريق المجد حالياً ليس بأفضل حال، علماً إلى أن المتابعين لمباراة الذهاب قد وصفوا أداء جبلة بالجيد وبأن الأهداف التي دخلت مرماه جاءت بأخطاء دفاعية ومن الحارس، إضافة إلى امتلاك جبلة مدرباً كبيراً يعرف من أين تؤكل الكتف، فلننتظر ونرى لعل الفريق يفاجئنا ويقدم مباراةً كبيرةً تبرهن على أنه يستحق موقعه بين الكبار.
أما بالنسبة للمسار الثاني الذي أريد التحدث عنه فهو الأهم لأنه يتعلق به مصير الفريق في الموسم القادم فضلاً عن السنوات القادمة، بلا شك فإن النادي حالياً أمام مفترق طرقٍ يشبه كل مفترقات الطرق التي وقف عندها في كل مرةٍ صعد فيها إلى الدوري الممتاز في السنوات الأخيرة، وكل مرةٍ كان مصيره الهبوط لاحقاً إلى الدرجة الأدنى كان سببه القرارات المتخذة في هذه المرحلة المصيرية، لذا على الجميع الاستنفار والتكاتف في سبيل اتخاذ القرارات الصائبة والقيام بالخيارات الصحيحة التي سينبني عليها موقع النادي في سلم الترتيب بالموسم القادم.
حتى الآن الأمور ضبابيةٌ ولم يعلم بعد فيما إذا كان عمار الشمالي باقياً مع الفريق للموسم القادم في ظل إشاعاتٍ كبيرةٍ عن تفاوض عدة أنديةٍ معه، وكان الشمالي قد ربط بقاءه مع الفريق بتوافر ثلاثة مقوماتٍ أساسيةٍ هي الراحة النفسية وتوافر مقومات النجاح إضافة إلى وجود الطموح الكبير، مبيناً أن نادي جبلة يمثل الأولوية له ولكن إذا توافرت هذه المقومات الثلاثة.
لاشك أن بقاء الشمالي يعد الخيار الأفضل للمشجعين والمحبين ولكن السؤال المطروح هو هل النادي قادر على توفير المتطلبات التي يطلبها عمار في سبيل نجاحه في مهمته (وكلها من حقه)، لن نعيد كلامنا المتكرر كل مرة بأن الأزمة المالية للنادي هي المشكلة القديمة الجديدة والعائق الأكبر في وجه توافر هذه المقومات ،ولكن لنكن واقعيين فإن الغد القريب قد لا يبشر بالخير لأن الإدارة لم ولن تمتلك عصا سحرية لتصنع المعجزات، وفي النهاية لا نملك إلا أن نقول ما قاله الراحل سعدالله ونوس: إننا محكومون بالأمل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن