للإصابة أو لأسباب فنية أو إدارية … هؤلاء لن نشاهدهم في مونديال روسيا
خالد عرنوس
سجل آلاف اللاعبين حضورهم في العرس العالمي على مدار عشرين نسخة فائتة فمنهم من تألق وكتب حروفاً من ذهب فيه مقابل الكثيرين الذين مروا على الحدث مرور الكرام إلا أن معظم هؤلاء أقروا بأن مجرد المشاركة في المونديال له طعم خاص، ومقابل هؤلاء هناك نجوم كبار في تاريخ قطعة الجلد المنفوخ لم يكتب لهم مجرد شرف الظهور في البطولة الأهم مثل: رايان غيغز ودي ستيفانو وجورج بست وإيان راش وإيريك كانتونا والقائمة تطول لتشمل كوكبة كبيرة من نجوم الكرة العربية.
واليوم على أبواب المونديال الروسي سيغيب الكثير من النجوم وهنا لا نقصد أولئك الذين فشلت منتخباتهم بالتأهل كإيطاليا وهولندا بل بعض اللاعبين الذين انتظرهم العالم في نسخة 2018 إلا أن ظروف الإصابة والإبعاد ستحول دون مشاركتهم، من أبرز الغائبين عن روسيا وما الأسباب؟، نتابع في السطور التالية.
ختامها لن يكون مسكاً
قد لا يكون داني ألفيس ظهير منتخب البرازيل وباريس سان جيرمان الفرنسي نجماً كبيراً في عالم كرة القدم إلا أنه صاحب تاريخ حافل في عالم كرة القدم وأحد أكبر أصحاب الإنجازات على مستوى الأندية والمنتخبات وكان مؤهلاً لمشاركة مونديالية ثالثة يختتم بها حياته المهنية على صعيد البطولات الكبرى لولا الإصابة التي لحقت به في إحدى المباريات الهامشية مع ناديه ليحرم السيليساو من جهوده وخبرته الكبيرة في مثل هذه المناسبات.
وبالمقابل تلقى نسور قرطاج التوانسة خبراً مزعجاً بعد إصابة أبرز مهاجميه يوسف المساكني ومن ثم سيحرم من جهوده في روسيا وازدادت أوجاع المدرب نبيل معلول أن مهاجماً آخر هو طه الخنيسي تأكد غيابه للسبب ذاته.
إصابات بالجملة
يعتبر غياب أي لاعب وخاصة عندما يكون أساسياً صدمة مزعجة لمدربه ولعشاقه وهذا ما حدث مع الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو لاعب مان يونايتد الذي أصيب بركبته فحرم من الظهور الثالث على التوالي وهو الذي كان سبباً في وصول الألبيسيليستي إلى نهائي المونديال الماضي، وجاءت إصابة زميله مانويل لانزيني عقب إعلان التشكيلة النهائية التي أعلنها المدرب سامباولي لتكون ضربة موجعة ولاسيما أن الأخير يعتمد على لاعب وسط ويستهام بشكل كبير.
ومنذ وقت غير قصير أعلن المدرب الروسي تشيرشسيف غياب ثلاثة لاعبين دفعة واحد وهم جورجي جيكيا وفيكتور فاسين والكسندر كوكورين وكأن منتخب الدببة الذي لم يظهر حتى الآن بمستوى مطمئن كان ينقصه فقدان ثلاثة من الأعمدة الأساسية.
وفي المنتخب الإنكليزي كان أوكسليد تشامبرلين من أوائل الذين أعلن عن عدم مقدرتهم على المشاركة وجاءت إصابته مع ناديه ليفربول في الوقت الذي بدأ يتألق وبات أحد المعول عليهم في صفوف الأسود الثلاثة، ولحق به زميله في ليفربول جو غوميز وهو أحد الشباب البارزين.
نتائج متوقعة
من أهم الأسباب وراء الكم الهائل من الإصابات طول الموسم الكروي وخاصة في القارة العجوز والإرهاق الذي يصيب اللاعبين مع الأندية الكبيرة التي تخوض قرابة 60 مباراة في الموسم ولهذا لم يكن غريباً حدوث مثل هذه الإصابات، فهاهو المنتخب الكولومبي يعلن غياب مدافعه فرانكو فابرا المحترف في بوكاجونيورز الأرجنتيني لإصابته بالرباط الصليبي لركبته اليسرى وهو الإصابة التي نالت من عدد من اللاعبين المذكورين وكذلك لاعب كوريا الجنوبية لي كيون هو أيضاً مدافع الآرسنال ومنتخب فرنسا لوران كوسليني الذي أصيب منذ قرابة شهرين وقد لحق به العائد للتألق ديمتري باييه.
قرارات مفاجأة
بعيداً عن الإصابة ولعنتها فهناك العديد من الغيابات لأسباب إدارية وفنية حسب رؤية المدربين، ولعل المفاجأة الأكبر على هذا الصعيد تمثلت بعدم وجود الألماني ليروي ساني والأرجنتيني ماورو إيكاردي والأخير لم يدخل حسابات المدرب سامباولي بسبب خلافات شخصية و(أوامر) ميسي النجم الأول (حسب بعض المصادر) على الرغم من التألق اللافت لمهاجم إنتر ميلانو ويبقى الرأي الأول والأخير للجهاز الفني الذي رأى أن وجود ماورو قد يؤدي إلى زعزعة التشكيلة التي اختارها لخوض النهائيات، أما ساني فقد تألق بدوره مع مان سيتي واختير أفضل لاعب صاعد بالبريميرليغ حتى إن البعض توقع أن يكون واحداً من نخبة المونديال الروسي إلا أن مدرب المانشافت كان له رأي آخر حيث أخرجه من القائمة النهائية.
وكان يواكيم لوف استبق الأحداث فأبعد ثنائي دورتموند (غوتزه وشورله) لتراجع مستواهما وهما اللذان توجا باللقب العالمي تحت إمرته قبل أربع سنوات قبل أن يستبعد المهاجم ساندرو فاغنر الذي كان رد فعله اعتزال اللعب الدولي وفي النهاية اقتصرت تشكيلة لوف على تسعة لاعبين ممن كانوا معه في البرازيل 2014.
غربلة
لم يكن المدرب الإسباني يوليان لوبيتيغي أقل حسماً من نظيره الألماني فقد أبعد مدافع برشلونة سيرجيو روبرتو ورباعي تشيلسي الإنكليزي (المهاجم) ألفارو موراتا و(المدافع) ماركوس ألونسو و(لاعبي الوسط) سيسك فابريغاس وبيدرو، والأخيران كانا ضمن أبطال العالم 2010 ليكتفي المدرب بالثلاثي (إنييستا وبوسكتس وديفيد سيلفا) من تلك التشكيلة.
وفي فرنسا لم يكن عدم استدعاء كريم بنزيمة مستغرباً لأسباب عديدة إلا أن إبعاد الكسندر لاكازيتي مهاجم الآرسنال بدا غير متوقع ولم يستدع ديشان كذلك أنتوني مارسيال ووسام بن يدر وكينغسلي كومان، ورفض أدريان رابيو أن يكون احتياطياً فانسحب من تشكيلة الديوك وهي إحدى الحالات الغريبة التي رافقت التشكيلات المونديالية.
ومن الحالات الغريبة حكاية المغربي (الإسباني) منير الحدادي الذي سبق له تمثيل اللاروخا قبل سنوات وعندما وجد نفسه خارج خيارات لوبيتيغي حاول العودة إلى أسود الأطلس ورفع دعوة قضائية ليمثل بلاد أبيه في المونديال إلا أن الفيفا رفض ذلك.
وربما يعذر الخبراء المدرب البرازيلي تيتي في الاستغناء عن المدافع ديفيد لويز ولاعب الوسط فابينيو إلا أنهم لم يعذروا مدرب بلجيكا مارتينيز الذي أبعد نجم روما الإيطالي راجا ناينغولان وذلك لخلافات شخصية حسب وسائل إعلام محلية.
المتعة مضمونة
لعل ما يطمئن جماهير الكرة في العالم حتى الآن وخاصة «المحايدين» الذين يبحثون عن المتعة أن نجوماً كباراً كرونالدو وميــــسي ونيمـــار وصلاح وكين وغريزمان وهازارد ودي بروين وأغويرو وخيسوس وكوتينيو وديمبلي وإنييستا وإيسكو ونخبة أخرى من اللاعبين سيكونون حاضرين وإذا كان غياب أحدهم سيكون مزعجاً وخاصة لأنصار منتخباتهم فإن هذا الأمر قابل للحدوث ولاسيما أن البعض عائد من مرحلة استشفاء كحال المصري محمد صلاح أو البلجيكي كومباني والحارس الألماني مانويل نوير.
ومع هذا وذاك فإن الإثارة ستكون حاضرة والمتعة مضمونة وخاصة أن كل لاعب يسعى إلى تقديم كل ما لديه في أهم حدث كروي عالمي.