رياضة

العالم كله يتكلم لغة كرة القدم في افتتاح المونديال … الدب الروسي والأخضر السعودي يقصان الشريط

| موسكو- محمود قرقورا

سيتحد العالم بمختلف اهتماماته مرغماً بداية من السادسة مساء اليوم على وقع قطعة الجلد المدور عندما تنطلق مباريات عرس الكرة العالمي الحادي والعشرين بلقاء المستضيف الروسي ومنتخب السعودية، لتكون المرة الحادية عشرة التي يقص فيها المستضيف شريط المباريات بعد 1934 و1938 و1950 و1958 و1962 و1966 و1970 و2006 و2010 و2014.
المباراة تقام على أرضية ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو وهو أحد اثني عشر ملعباً تقام عليها المباريات الـ32 ويتسع لـ81 ألف متفرج وسيستضيف سبع مباريات من بينها الافتتاح والنهائي.
اللافت للنظر هنا في موسكو التفاؤل الذي يلف الشارع الرياضي الروسي حول المباراة الافتتاحية والدور الأول عموماً لكن هناك إيمان شبه مطلق بأن حلم المضي في البطولة لا يتجاوز الدور الثاني حيث ستكتب النهاية المتوقعة، وعلى الجانب المغاير يؤمن السعوديون بحظوظهم لتعكير صفو البطولة من المباراة الأولى مستندين بالعرض الجيد أمام بطل العالم ألمانيا في المباراة الودية الأخيرة، وقال الدولي السابق عمر الغامدي المشارك في برنامج كرة القدم من أجل الصداقة إن لاعبي الأخضر يتطلعون للخروج بنتيجة إيجابية أقلها التعادل، وتوقع الغامدي في حديث جانبي مع نجمنا فراس الخطيب التشكيل المتوقع للأخضر وفق التالي:
عبد الله معيوف ومنصور الحربي وعمر هوساوي وأسامة هوساوي وياسر الشهري وعبد الله عطيف وتيسير الجاسم وسلمان فرج وسالم الدوسري ويحيى الشهري وفهد المولد.

الصبغة المحلية
جميع لاعبي روسيا يلعبون في الدوري المحلي باستثناء الحارس الاحتياطي غابولوف الذي يلعب لبروج البلجيكي ولاعب الوسط الاحتياطي أيضاً شيرشيف.
وعلى الضفة الأخرى جميع لاعبي السعودية يلعبون في الدوري المحلي باستثناء ثلاثة لاعبين ينشطون في الدوري الإسباني وهم: يحيى الشهري (ليغانيس) وسالم الدوسري (فيا ريـال) وفهد المولد (ليفانتي) وهؤلاء الثلاثة معقد الأمل للخروج بنتيجة إيجابية.

التصنيف الأسوأ
حالة غريبة تلف المباراة الافتتاحية فحواها أن طرفيها هما صاحبا التصنيف الأسوأ بين كل المنتخبات الحاضرة في روسيا (67 و70)، والحالة الثانية اللافتة للنظر أن المستضيف الروسي يدخل المحفل العالمي وتصنيفه الأقل بين المنتخبات كلها.

بين الودي والمونديالي
خاض الدب الروسي أربع مباريات خلال العام الحالي اكتفى بتعادل مع تركيا ىوم 5 حزيران وتعادلا 1/1 وقبلها خسر أمام النمسا بهدف وأمام فرنسا 1/3 وأمام البرازيل صفر/3 وحضر مونديالياً باسم السوفييت وروسيا 10 مرات لعب خلالها 40 مباراة ففاز بـ17 مقابل 8 تعادلات و15 خسارة والأهداف 66/47.
ولعبت السعودية خلال الشهر الأخير 5 مباريات ففازت على الجزائر 2/صفر يوم 9 أيار الماضي وبالنتيجة ذاتها غلبت اليونان ثم خسرت أمام إيطاليا 1/2 وأمام البيرو صفر/3 وأمام ألمانيا 1/2 وموندياليا شاركت 4 مرات خاضت خلالها 13 مباراة ففازت باثنتين مقابل تعادلين و9 هزائم والأهداف 9/32.

التاريخ للمستضيفين
إذا عدنا لجميع النسخ المونديالية نجد أن المستضيف لا يخسر في مباراته الأولى وكثيراً ما كانت الاستضافة السبيل لبلوغ حلم تجاوز دور المجموعات كما حدث مع فرنسا 1938 وتشيلي 1962 والمكسيك 1970 و1986 وكوريا الجنوبية واليابان 2002.
وبتفصيل أكثر نجد أن جميع الدول المستضيفة تجاوزت دور المجموعات باستثناء جنوب إفريقيا 2010 وهذا يعطي فسحة أمل للروس للنهج على مستضيفين سبقوهم، وبناء عليه سيكون فوز السعودية جديد غير متوقع.

ردود فعل الصحافة
الصحف الروسية تحدثت عن الجاهزية التامة لاستقبال الحدث والتفاؤل بمنتخبها فتحدثت صحيفة نيزافيسيميا «المستقلة» الصادرة صباح أمس عن أن أجواء موسكو رائعة جداً، وتحدثت عن فرصة التنقل المجاني داخل المدينة للمشجعين إضافة إلى العديد من المزايا الجديدة التي تقدمها الحكومة وهذا ما انعكس إيجاباً على راحة الضيوف وأجوائهم.
وتحدثت صحيفة راسيسكايا غازيتا عن الوضع الأمني في مدن المونديال وعن جاهزية الساهرين كافة على راحة الجميع (الإسعاف، الإطفاء، الإنقاذ) وتحضيراتهم الأخيرة باللغة الإنجليزية للتعامل مع أي موضوع طارئ بأسرع طريقة.

صحيفة سبورت إكسبرس تحدثت عن وصول بعثة المنتخبات لمعسكراتها وإجرائها الحصص التدريبية وزيارة المشجعين لمقرات منتخباتهم والتقاط الصور التذكارية وهذه الوقائع غيرت صورة البلد وأوصلت أجواء الفرح إلى مختلف المدن الروسية لدرجة أن بعض الجماهير تقوم بطمس معالم المدينة بألوان أعلامها وقمصان منتخباتها وتحدثت عن تجمع آلاف السعوديين في الساحة الحمراء وطمسها باللون الأخضر كإشارة واضحة لقدوم 5000 سعودي لمؤازرة منتخبهم.
الصافرة أرجنتينية

سيقود المباراة الأرجنتيني بيتانا الذي كان حاضراً في المونديال السابق وقاد مباراة ألمانيا وفرنسا بربع النهائي التي انتهت ألمانية بهدف ومباراة روسيا وكوريا الجنوبية التي انتهت 1/1 والولايات المتحدة والبرتغال 2/2 وسويسرا وهندوراس 3/صفر لسويسرا.
وبيتانا هو ثالث أرجنتيني يقود المباراة الافتتاحية بعد غويريزا الذي قاد مباراة ألمانيا الغربية وبولندا 1978 وتعادلا سلباً، وإيلزوندو الذي قاد مباراة ألمانيا وكوستاريكا 2006 وفازت ألمانيا 4/2.

حذر وتفاؤل
المباراة الثانية لحساب المجموعة الأولى تجمع الأورغواي مع مصر عند الثالثة عصر الغد بملعب يكاتينبورغ الذي يتسع لـ35696 متفرجاً وعنوانها الحذر والتفاؤل من الجانبين، وهي بوابة التأهل لكليهما، فالسيليستي له الأفضلية النظرية بوجود ثنائي الهجوم سواريز وكافاني بينما هناك غموض بشأن جاهزية محمد صلاح وأغلب الظن أنه لن يكون لائقاً، وربما تشهد المباراة حدثاً خالداً إذا شارك الحارس المصري عصام الحضري لأنه سيسبق الكولومبي موندراغون أكبر من لعب في المونديال.

الأورغواي في التصنيف الرابع عشر عالمياً ومصر في التصنيف الخامس والأربعين وكل منهما في التصنيف الخامس لقارته، وإذا كان لاعبو مصر متلهفين لتسجيل هدف يجعل مجدي عبد الغني يكف عن المفاخرة بهدفه من علامة الجزاء بمرمى هولندا 1990 فإن ثنائي الهجوم المرعب في السيليستي كافاني وسواريز يتوق لهز الشباك، ومن يفعل ذلك منهما فسيدخل التاريخ لأنه سيصبح أول أورغوياني يسجل في ثلاثة مونديالات، وسواريز تحديداً سيخوض مباراته الدولية المئة في المونديال وهو الهداف التاريخي لمنتخب بلاده بـ51 هدفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن