رياضة

كرة القدم أبجدية العالم ومعشوقتها … في المونديال.. العالم كله ينصت لصوتها

| ناصر النجار

انطلق المونديال وانطلقت معه القلوب لتلحق بمواكب من تحب من المنتخبات ومن اللاعبين.
هو المونديال الساحر الذي يوقف العالم من الشرق إلى الغرب على قدميه حباً وعشقاً واحتراماً.
صراع العمالقة.. والطامحين والمتعلمين، والمفاجآت تبقى قائمة في كل مباراة.
هذا هو الوجه الساحر لكرة القدم الذي يعشقه كل الناس، أما الوجه الآخر فهو يختلف كلياً عن الأول، هو الوجه الذي امتلكت به كرة القدم العالم، عندما امتلكت الصناعة والتجارة والسياحة وكل شيء، فصارت الناتج القومي الأول في العديد من البلدان.
كرة القدم، لم تعد رياضة وقصة حب وعشق فقط، بل هي سياسة وسياحة وتجارة واقتصاد وإعلام وإعلان وهي في الكثير من تفاصيل حياتنا.
تعالوا نتعرف على شيء من أحوال كرة القدم من خلال هذه الجولة السريعة.

المبادرة الإنسانية
كرة القدم تلم الشعوب وتجمعهم، فلا خلافات ولا نزاعات ولا عداء مستحكماً، وتسهم بالكثير من القضايا الإنسانية عبر المساعدات التي تقدمها الفرق والمنتخبات من خلال مباريات يرصد ريعها لدعم أبحاث طبية أو لمساعدة منكوبي الكوارث الطبيعية وغيرها، وكذلك نرى اللاعبين والنجوم يتسابقون للتبرع في هذه المجالات، والأمثلة عديدة وأكثر من أن تحصى، فكرة القدم كانت وستبقى الجانب الإنساني الجميل في حياة عشاقها لأفعالها النبيلة المتعددة.

القضاء على البطالة
على الصعيد الاجتماعي فإن كرة القدم تسهم بشكل كبير في القضاء على البطالة من خلال فرص العمل الكثيرة التي توفرها سواء للاعبين أنفسهم الذين باتوا محترفين في أغلب دول العالم، وتفاوت الأجر أمر طبيعي بين اللاعبين وقد باتت كرة القدم مصدر رزقهم، وكذلك الحال بالنسبة لكوادر كرة القدم الإدارية والفنية والطبية وصولا إلى الحكام ومواقع كثيرة تعمل داخل الملعب وخارجه، إضافة إلى اللجان التنظيمية الموجودة في المؤسسات الرياضية بدءاً من الاتحاد وصولاً إلى أصغر لجنة تعمل في كرة القدم.
وهذا الحال عندنا أما في الدول المتطورة كروياً فإن أبواب العمل أوسع وأكبر، ونأمل أن تصبح مساحة العمل عن طريق كرة القدم في بلدنا أفضل لكي تصبح أكثر تطوراً بكل شيء يحيط بها.

ازدهار سياحي
المباريات والبطولات الرسمية وصولاً إلى المونديال مقصد سياحي مهم، لأنه يدر على البلاد المستضيفة للبطولات أموالاً خيالية على كل الصعد، فتنتعش الأسواق والفنادق والاتصالات ووسائل النقل، والزائرون من مشجعي الفرق والمنتخبات يصرفون في العرس الرياضي ما يعود على البلاد المستضيفة بالأموال التي تنعش هذه القطاعات إضافة إلى الأفراد الذين يعتبرون بطولة كبطولة كأس العالم موسماً سياحياً من الدرجة الممتازة من الممكن أن يدر عليهم بشهر ما يحصلون عليه بموسم كامل.
ومن هنا نجد أن البلاد المستضيفة للبطولات تعمل على بناء الملاعب والفنادق وشق الطرقات وتحسين المواصلات والاتصالات لأنها مدفوعة الثمن ولأنها من جهة أخرى ترفع من المستوى العام لهذه البلاد وتنعشها بكل المجالات، وهذا وحده مكسب كبير لهذه الدول.
وهذا الأمر هو أحد أبرز العوامل التي تجعل من كرة القدم مادة جذب كبير لكل الاختصاصات.

الترويج التسويقي والإعلاني
في المجال الإعلاني فإن كرة القدم المكان الأكثر جاذبية للترويج الإعلاني نظراً لكثافة محبي كرة القدم، لذلك نجد أن أصحاب المشاريع الاقتصادية والتجارية يتهافتون على الملاعب لنشر إعلاناتهم، كما إنهم يتسابقون نحو البطولات والأندية والمنتخبات لكسب ودهم في الرعاية الكاملة أو الرعاية الجزئية والبعض يعتقد أن هذه الشركات على اختلاف أنواعها ترعى كرة القدم وتدفع لها، من دون أن تعرف أن المستفيد الأكبر من هذه الشراكة الإعلانية هي هذه الشركات بالذات، وكم شركة بلغت شهرتها عنان السماء بفضل إعلان وضعته في أحد ملاعب كرة القدم أو كان على قميص أحد الأندية والمنتخبات.
والإعلام هو المروج الحقيقي لكرة القدم وهو الناقل الحصري لكل النشاطات وأخبار النجوم والمدربين والإعلاميين وكل الحركات والسكنات التي تهواها الجماهير وتنعش ذاكرتها بكل أخبارها وتفاصيلها الدقيقة.

القطاع الاقتصادي
القطاع الاقتصادي والتجاري مستفيدان فائدة مباشرة من كرة القدم وهي المحرك الرئيسي لبعض الصناعات والتجارة في العالم.
ونبدأ بصناعة التجهيزات الرياضية على اختلاف أنواعها وما بها من متممات (ربطات عنق- مناشف- أغطية رأس- أعلام- رايات… وغيرها).
وهناك صناعات أخرى تستند في بضائعها وترويجها إلى كرة القدم كصناعة المحارم على اختلاف أنواعها، وواقيات الشمس والمطر والمظلات والأقلام والكاسات والفناجين والميداليات.
ونجد الكثير من الشركات الاقتصادية متعاقدة مع الأندية والمنتخبات لتصنيع التجهيزات الرياضية الخاصة بها، وهذه التجهيزات محمية في السوق، لذلك تباع ضمن عقود شراكة ويعود ريعها إلى الأندية والمنتخبات.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإننا تحدثنا غير مرة عن ضرورة استغلال أنديتنا الكبيرة لشعبيتها وجماهيريتها من خلال تصنيع التجهيزات الرياضية وملحقاتها وعليها (لوغو) الفريق، وذلك كدعم إضافي للنادي على غرار ما تفعله الأندية الكبيرة لكن لا حياة لمن تنادي، ومع ذلك يبقى طرحنا قائماً على أمل أن يجد الطريق المناسب.
هذا هو الوجه الآخر لكرة القدم، نعود فنؤكد أن كرة القدم ليست رياضة فقط، بل هي العالم كله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن