رياضة

في المجموعة الثانية.. رونالدو يواجه رفاقه وأعداءه … ديربي إيبيريا لحسم الصدارة نظرياً

| خالد عرنوس

بدأ الجد وها هي المنتخبات تتأهب لخوض مبارياتها الأولى في العرس العالمي وتجذب المواجهة الإسبانية– البرتغالية الأنظار ليس في المجموعة الثانية فحسب بل على مستوى الدور الأول كله ولاسيما أنهما المرشحان للتأهل عنها إلى دور الستة عشر وهما آخر بطلين للقارة العجوز وتشير معظم توقعات المراقبين إلى أنهما لن يكتفيا بالدور الثاني لأسباب كثيرة وفي مقدمتها وجود رونالدو أحد أفضل اللاعبين في العالم خلال العقد المنصرم الذي سيواجه زملاءه في ريـال مدريد وأعداءه في الأندية الإسبانية الأخرى.
وإذا كانت القمة الأوروبية هي واجهة الدور الأول فإن المواجهة الثانية في مجموعتهما بين إيران والمغرب لن تكون عادية ولاسيما أنهما يسعيان لكسب (النقاط الأسهل) نظرياً والتي ستزيد آمال صاحبها بمباغتة أحد الكبيرين والمنافسة على بلوغ ثمن النهائي.

الفرصة الأخيرة
تعتبر نهائيات الكأس العالمية الامتحان الأهم للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب الأرقام القياسية على صعيد دوري أبطال أوروبا وعلى صعيد نادي ريـال مدريد الإسباني وخاصة أنها البطولة الأخيرة نظرياً في حياته عقب بلوغه الثالثة والثلاثين وهو الذي لم ينجح بتقديم أي إضافة في ثلاثة مونديالات شارك فيها حتى إنه لم يسجل أكثر من 4 أهداف خلال 14 مباراة وإن كان يحسب له حلوله بالمركز الرابع (شاباً) في مونديال 2006، وكان الهداف الأعلى للكرة البرتغالية فك عقدته مع الألقاب الدولية برفقة السليسكيون عندما توج بكأس أوروبا قبل عامين مع ملاحظة أنه لم يقدم أداء لافتاً رغم أنه سجل 3 أهداف أصبح بفضلها هدافاً تاريخياً (بالمشاركة مع بلاتيني) برصيد 9 أهداف.
واليوم يدخل رونالدو المونديال الروسي وكل آمال عشاق الكرة في بلاده معلقة به وخاصة عقب تتويجه بطلاً لأوروبا مع الريـال للموسم الثالث على التوالي ويقود «الطوربيد CR7 كتيبة برازيليي أوروبا التي تضم عدداً من نجوم الإنجاز الأوروبي وعلى رأسهم حارس المرمى روي باتريسيو نجم يورو 2016 وبعض المخضرمين مثل بيبي وبرونو ألفيس وجواو موتينيو وريكاردو كواريزما إضافة إلى بعض الوجوه الصاعدة أمثال: أندريه سيلفا وكونيساو غويديس وغلسون مارتينيز وبرونو فرنانديز وبرناردو سيلفا ومع هؤلاء جواو ماريو وويليام كارفاليو.

أول وآخر
ونحن نقدم لهذه المباراة فوجئنا كما العالم بإقالة المدرب الإسباني لوبيتيغي وبانتظار البديل نقول: إن تغيير المدرب ربما كان بمنزلة ضربة قاصمة لطموحات اللاروخا وخاصة أن لوبيتيغي الذي جاء بديلاً لديل بوسكي قبل قرابة عامين قدم عملاً كبيراً استطاع من خلاله إعادة بعض التوهج لمنتخب الثيران ليدخل المونديال كحصان رهان بين المرشحين للمنافسة على اللقب ونسيان خيبة 2014 يوم كان أسرع الأبطال فقداناً للقبهم تاريخياً.
وكان لوبيتيغي أجرى بعض التعديلات على تشكيلة الفريق على مدار العامين، لكنه ما زال يضم أسماءً ثقيلة لها وزنها وفي المقدمة بالطبع إنييستا وراموس وبيكيه وبوسكتس وديفيد سيلفا وهذا الخماسي كان ضمن التشكيلة التي توجت بطلة للعالم قبل ثمانية أعوام، ومعه بعض الوجوه الشابة ولاعبون مخضرمون كذلك أمثال: ألبا وكارباخال ودييغو كوستا وإيسكو وتياغو وأسنسيو وفاسكيز ودي خيا ما يجعل الأضواء مسلطة نحو اللاروخا بل إن بعض الخبراء ذهبوا بحظوظه بعيداً حيث رشحوه لاستعادة اللقب.

للثأر مكان
تاريخياً التقى الفريقان في 35 مناسبة والغلبة للإسبان بـ13 فوزاً مقابل 6 للبرتغاليين وتعادلا 13 مرة والأهداف (72/41) ومن أهم المواجهات الرسمية تلك التي جمعتهما في ثمن نهائي 2010 وانتهى إسبانياً بهدف ديفيد فيا في الطريق إلى اللقب وفي نصف نهائي يورو 2012 تجدد اللقاء وانتهى بالتعادل السلبي قبل أن يحسمه رجال ديل بوسكي بالترجيح، وتواجه المنتخبان 4 مرات في تصفيات المونديال (1934 و1950) ففاز اللاروخا 3 مرات ومنها الأقسى على الصعيد الرسمي للمنتخب البرتغالي (صفر/9).
وعليه فإن رفاق رونالدو مطالبون بالثأر من كل هذه الهزائم وخاصة تلك التي مني بها شخصياً وبالطبع لن يجد أفضل من كأس العالم لجعل هذا الأمر حقيقة وهو الذي يواجه خط دفاع اعتاد عليه في الليغا ومنه زميلاه راموس وكارباخال الذي تحوم حول مشاركته بعض الشكوك بسبب الإصابة وبالطبع الخصم القديم الجديد بيكيه وزميله في البرشا جوردي ألبا.
مؤشرات
– يبدأ اللاروخا المباراة وفي جعبته 59 مباراة مونديالية بدأها بالفوز على البرازيل 1934 (3/1) وختمها بالفوز على أستراليا 3/صفر وفاز بـ29 منها مقابل 12 تعادلاً و18 هزيمة والأهداف (92/66).
– خاض المنتخب البرتغالي 26 مباراة في النهائيات العالمية ففاز بـ13 وتعادل بـ4 وخسر 9 مباريات الأهداف وبدأها بالفوز على المجر 3/1 عام 1966 وأنهاها بالفوز على غانا 2/1.
– خمسة انتصارات حققتها إسبانيا في المباراة الأولى في مشاركاتها الـ15 السابقة مقابل 3 تعادلات و7 هزائم وأقساها بالطبع 1/5 أمام هولندا في المونديال الفائت.
– بالمقابل خاضت البرتغال 6 نهائيات سابقة وحققت الفوز ثلاث مرات في مباراتها الأولى مقابل تعادل وخسارتين وأقساهما بالطبع أمام ألمانيا صفر/4 في المونديال الماضي.
– 12 مباراة جمعت البرتغالي بمنافس أوروبي ففاز بنصفها وخسر 5 مرات وتعادل بواحدة أمام إنكلترا في ربع نهائي 2006 قبل أن يفوز بركلات الترجيح.
– 29 مباراة خاضها الإسباني مع الأوروبيين ففاز بـ14 وخسر 10 وتعادل بـ5 مباريات منها اثنتان في أدوار الإقصاء فخسر أمام يوغسلافيا 1990 وفاز على إيرلندا 2002 بالترجيح.

مواجهة أشبال
قد يكون من سوء حظ إيران والمغرب أن القرعة وضعتهما أمام آخر بطلين للقارة العجوز وهما (إسبانيا والبرتغال) يسعيان لمحو آثار الخروج المخيب من مونديال 2014 وبالتالي فإن مواجهة أسود الأطلس وأسود شيران قد تكون الفرصة الوحيدة لكليهما من أجل خطف الفوز الوحيد في روسيا ومن ثم البحث عن مفاجأة من العيار الثقيل للتأهل إلى الدور الثاني.
وبنظرة سريعة إلى تشكيلة الفريقين نجد أن كفة المغاربة هي الأرجح ولاسيما أن تشكيلتهم تضم 21 لاعباً بنشطون خارج البلاد على حين يكتفي الإيرانيون بأربعة عشر لاعباً يلعبون خارج الدوري الإيراني وإذا كان الفريق الآسيوي الذي يخوض موندياله الرابع يعول على حنكة المدرب الخبير (البرتغالي) كارلوس كيروش فإن المغاربة يعتمدون على ثعلبة مدربهم (المحظوظ) هيرفيه رينار الوحيد الذي توج بلقب كأس إفريقيا مع منتخبين مختلفين.
ويبرز في صفوف الإيراني هدافه سردار أزمون وإحسان حاج صافي وعلي رضا جاهنبخش ورضا غوشونجهاد في الخطوط الأمامية إضافة إلى خط دفاع أثبت كفاءة عالية بالتصفيات عندما حافظ على نظافة شباكه مدة 12 مباراة كاملة ويقوده المخضرم بيمان منتظري (34 سنة)، وبالمقابل فإن اعتماد المغاربة سيكون على القائد بن عطية ونبيل ضرار ومبارك بوصوفة وسفيان ونور الدين مرابط ويونس بلهندة وأشرف حكيمي والمتألقين نبيل حارث وحكيم زياش.
أرقام
– خاض المنتخب المغربي 13 مباراة في أربع مشاركات سابقة ففاز مرتين وتعادل بـ4 وخسر 7 مباريات وأفضل إنجازاته صعوده إلى الدور الثاني عام 1986.
– بدوره ظهر المنتخب الإيراني في 4 نهائيات اكتفى خلالها بالخروج من الدور الأول بعدما خسر 8 مباريات من 12 وتعادل بـ3 وحقق فوزاً يتيماً في المباراة الشهيرة على أميركا 2/1 في مونديال 1998.
– لم يسبق للفريقين أن تواجها رسمياً وتقابلا مرة واحدة ودياً (كأس LG) انتهت بالتعادل السلبي قبل أن يحسمها الإيرانيون بركلات الترجيح.
– خسر المغاربة مرتين في أول مباراة خلال مشاركاته الأربع وتعادل مرتين على حين خسر الإيرانيون في ثلاث مرات وتعادلوا بالرابعة.
– واجه المغاربة فريقاً آسيوياً مرة واحدة فخسروا من السعودية 1/2 في مونديال 1994 ولعب الإيرانيون مرتين أمام الأفارقة فتعادلوا مع أنغولا 1/1 عام 2006 ومع نيجيريا سلباً في 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن