رياضة

رجا رافع هداف الكرة السورية لـ«الوطن»: نادي المجد عشقي ولن أغادره إلا…نظام الدوري خاطئ ونقاط التمايز حرمتنا البطولة

 ناصر النجار : 

الهداف عملة نادرة، ليس في سورية وحدها، بل في العالم كله، ومن الصعب أن تجد بين يديك الهداف القادر على صنع الفارق أو التسجيل من شبه فرصة وعلى مدى العقود الماضية ظهر في كرتنا السورية العديد من الهدافين اللامعين الذين مازالت ذكراهم ماثلة للوجود حتى الآن، رغم أن بعضهم فارق الحياة وبعضهم بلغ سن الاعتزال.
ولا نجد اليوم مناسبة لتعداد أسماء الهدافين البارزين على صعيد كرتنا السورية، وربما نتطرق إلى هذا الموضوع في وقت آخر.
حوارنا اليوم مع أحد نجوم كرتنا وأبرز هدافيها، فهو الهداف التاريخي للمنتخب السوري، فبفضل أهدافه الأربعة على طاجاكستان وأفغانستان كسر الرقم القياسي للنجم الهداف ماهر السيد صاحب الـ29 هدفاً بمباريات الفيفا.
رجا رافع لا يحتاج إلى المقدمات الطويلة، فهو لاعب نجم يعرف تاريخه الرياضي الصغير والكبير، نال لقب هداف الدوري أربع مرات، وله 122 هدفاً على صعيد الدوري، وهو عضو دائم في المنتخب الوطني.
لعب لفريقي المجد والشرطة محلياً واحترف مع العربي الكويتي والوحدة السعودي وزاخو العراقي والنجمة اللبناني.
حوار شائق وممتع مع نجمنا البارز وفيه نجد تأكيداً أن عشقه نادي المجد ولن يغادره محلياً أو خارجياً إلا إذا وجد في ذلك إضافة شخصية له.
إلى التفاصيل:

في المجد
في خضم المستوى الهابط للفرق، توقع جمهورك أن تسجل أكثر من 12 هدفاً؟
عملية التسجيل ليست سهلة، قد يكون سؤالك من الناحية النظرية صحيحاً، لكننا واجهنا دفاعات خشنة هدفها دائماً اللاعب الهداف لإعاقته وواجهنا أرضاً صعبة لا تصلح لكرة القدم.
في المباراة التي خسرها المجد أمام الجيش صفر/2 أضعت ركلة جزاء هل تعتبر نفسك مسؤولاً عن الخسارة؟
قد تكون ركلة الجزاء نقطة تحول لأي فريق، لكن إضاعتها لا يكون سبباً مباشراً في الخسارة، هناك الكثير من الفرص التي هي أسهل من ركلات الجزاء تضيع، فماذا نقول عنها؟
لو افترضنا العكس وأنا سجلت في الكثير من المباريات أهداف الفوز، فهل أنا سبب هذا الفوز، كرة القدم لعبة جماعية، لذلك يتحمل الجميع نتائجها سلباً أو إيجاباً.
كيف ترى مستواك هذا الموسم؟
كان جيداً وخصوصاً في التجمع النهائي، وأفضل مباراة قدمتها كانت مع فريق الوثبة وسجلت هدفاً رائعاً.
بعض الخبراء لا يعتبرون أن فريقكم ناضج لنقول عنه (فريق بطولة)، ما الأسباب التي تبعدكم عن الألقاب؟
فريقنا هذا الموسم كان جيداً، ومنافسته على لقب الدوري كانت ممكنة وخصوصاً بعد تعادلنا مع الجيش وفوزنا على الشرطة، لكن من الناحية التقنية فإن موضوع نقاط التمايز شكلت عاملاً محبطاً للفريق بعد الخسارة مع الوحدة، ومن الناحية الداخلية فإن المشاكل بنادي المجد تؤثر علينا ورغم ابتعادنا عنها، إلا أنها تشكل عامل ضغط نفسياً ومادياً أيضاً بسبب تأخر صرف الرواتب وأحياناً لآخر الشهر.

احتراف
لعبت محلياً للمجد وموسماً واحداً للشرطة، وكنت على أعتاب الانتقال للوحدة، لكن الصفقة فشلت، ما أسبابها؟
أولاً لن ألعب لأي فريق محلي أو خارجي إن لم يضف إليّ شيئاً، والإضافة الوحيدة هي المشاركة ببطولة الاتحاد الآسيوي، وغير ذلك فسأبقى في المجد فهو أولى بي من غيره.
أما بشأن عقدي مع الوحدة فللأسف تعثرت المفاوضات لأسباب تافهة أخجل من ذكرها، وبالدرجة الثانية لم يتفق الناديان على مبلغ الإعارة، رغم وجود تقارب في العرضين لي الشرف أن أرتدي قميص الوحدة، فهو فريق كبير ولديه جمهور عريض وأشخاص يعملون بشكل جيد.
وأنا حالياً أفضل المجد، ولن أنهي مسيرتي الرياضية إلا في هذا النادي العريق، لأنه بمنزلة حياتي فهو بيتي الذي تربيت ونشأت فيه، فضلاً عن أن النادي لا يرمي أبناءه مهما كانت الأسباب.
ما رأيك بالشربيني، وما أفضل مدرب ترك فيك الأثر الحسن؟
هشام شربيني مدرب شاب وطموح وله مستقبل كبير، غيور جداً على النادي وعلى اللاعبين وهو أخ لهم بكل معنى الكلمة وشخصيته قوية قادرة على فرض الاحترام وإيصال المعلومة، أما المدرب الذي دفعني وأعانني وترك بنفسي الأثر الطيب فهو المدرب عماد دحبور فله فضل كبير عليّ.

التجمع النهائي
صف لنا فرق التجمع النهائي بكلمات، وما الفريق الذي أعجبك في الدوري؟
فريق الاتحاد أعجبني فهو مدرسة كبيرة وعريقة، ويضم مواهب وخامات واعدة على مستوى عالٍ، كما يضم كوادر متميزة، أما فرق التجمع، فالجيش بطل ويستحق البطولة والوحدة فريق يوازي الجيش ويملك كل شيء، وربما خروجه من المسابقات الآسيوية والمحلية نابع من الدلال الزائد الذي تقدمه الإدارة للاعبيها، الشرطة: فريق جيد ظلم نفسه فأضاع البطولة وربما بسبب التفاؤل والثقة المفرطة، المحافظة: فريق جيد ومنظم، يلعب كرة قدم جميلة، لكنه يفتقر إلى لاعبي الحسم، مصفاة بانياس: ليس سهلاً رغم إمكانياته الضعيفة وظروفه النفسية، عرف كيف يمتص الفرق الأخرى بالدفاع المستميت أو بتمويت اللعب، خسرنا أمامه لأن فريقنا لم يكن على قدر المسؤولية في هذه المباراة.

سالب وموجب
ما ملاحظاتك على الدوري بين الموجب والسالب؟
إيجابيات الدوري كبيرة وكثيرة، فهو يمثل روح كرة القدم واستمرار النشاط يعني استمرار الوجود ومنه التطور، والدوري أفرز لنا الكثير من المواهب التي باتت تشكل رديفاً كبيراً وغنياً للمنتخبات الوطنية، وهو يشكل آخر مصدر رزق لكل العاملين بكرة القدم.
أما السلبيات فهي متعددة وأبرزها عدم صلاحية الملاعب التي ساهمت بسوء الأداء بالدرجة الأولى وبإصابة اللاعبين وإرهاقهم.
وسلق الدوري في شهر يجعل أهدافه بخبر كان، فالفرق تلعب شهراً وترتاح أشهراً وهذا غير سليم على الصعيدين الفني والبدني، وهو مرهق فنياً وبدنياً للمدربين واللاعبين، وخصوصاً أن المدرب في التجمع غير قادر على تصحيح أخطاء الفريق أو تمرير تمرين مفيد لمباراة قادمة، أيضاً الوقت لا يساعد اللاعبين على اللاستشفاء أو العلاج من الإصابات.
نقاط التمايز كان تأثيرها سلبياً، فليس من المعقول أن ندخل التجمع وغيرنا يتقدم علينا نقطتين، وهذا ما تأثر فريقنا به، فعند أول خسارة، خسرنا أملنا، والمفروض إن استمرت نقاط التمايز أن يكون التجمع على مرحلتين لضمان العدالة والمساواة بين كل الفرق، ولوجود أمل بالتعويض في حال خسارة مباراة أو أكثر.

المنتخب
رأيك بمنتخبنا في التصفيات؟
منتخبنا جيد، ومستواه يدعو للتفاؤل، ونحن أسرة واحدة، ولدينا كوادر إدارية وفنية تعمل من قلبها وتقدم كل شيء للمنتخب، ما علينا هو احترام الخصم، أهم الصعوبات التي تعترضنا تكمن بعدم تجميع اللاعبين في سورية، والأسباب في ذلك متعددة، وأتمنى حل مشاكل اللاعبين في هذا الخصوص.
(الشوشرة) التي حدثت في المنتخب، إلى أي مدى أثرت فيه؟
هي زوبعة في فنجان انتهت، ولم تؤثر فينا مطلقاً، لأنها حدثت في وقت (ميت) ما يزعجنا أن هذه الخلافات تحصل بين أشخاص نحبهم!
ورأيك بالجهاز الفني؟
لست أهلاً لتقييم مدربي، كلهم جيدون، وفجر شخص عادل، يعطي كل لاعب حقه، ليس لديه خيار وفقوس، ودوماً تشكيلته متعلقة بمدى عطاء اللاعب وجاهزيته.
ألا تشعر بالحزن لأنك الهداف التاريخي ولم يكرمك أحد؟
هذا شأنهم، لا يهمني التكريم، لأن التاريخ يسجل ما أفعله أنا وغيري، المشكلة أنه لا يوجد لدينا اهتمام باللاعبين وعطائهم وإنجازاتهم، هناك لاعبون عمالقة كرمهم التاريخ لكن كرتنا لم تكرمهم والحديث هنا يطول وهو حديث نتكلم عنه بأسف وأسى، ففريق الجيش لم يمنح درعاً على بطولته على أرض الملعب، ودوماً بقية ألقاب الدوري منسية (أحسن حارس- أحسن مدافع- هداف- الفريق المثالي….).
أرجو أن يهتم اتحاد كرة القدم إلى مثل هذه الأشياء التي ترفع معنويات اللاعبين ليشعروا أن جهودهم مقدرة ومكرمة.
السجل الذاتي

رجا رافع: مواليد جرمانا 1983 – متزوج
لعب لأندية: المجد- الشرطة (سورية)، العربي الكويتي- الوحدة السعودي- زاخو العراقي- النجمة اللبناني.
مبارياته الدولية: 85 مباراة (تقريباً).
أهدافه الدولية: 38 (32) بالفيفا.
أهدافه بالدوري: 122 هدفاً.
هداف الدوري 4 مرات في مواسم: 2003- 2004 (21) هدفاً و2004- 2005 (14) هدفاً و2007- 2008 (21) هدفاً و2014- 2015 (12) هدفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن