رياضة

الأيام الأولى للمونديال.. تألق رونالدو وإخفاق ميسي … النيران الصديقة قاتلة وتقنية الفيديو منصفة

| الوطن

سنطل في السطور القادمة على أبرز ما جاء في الأيام الثلاثة الأولى للمونديال حيث تعرفنا على فرسان المجموعات الأولى والثانية والثالثة والرابعة، حيث شاهدنا رسائل واضحة عما سيكون عليه الحال في الجولات القادمة مع قناعتنا بأن المظاهر ربما تكون خداعة.

الدب التهم الأخضر
والخبرة خانت مصر
جاءت مباراتا الجولة الأولى من المجموعة الأولى كما يشتهي المنتخبان المرشحان للعبور، فالمنتخب الروسي روض ضيفه السعودي وغلبه بخمسة أهداف مقابل لا شيء كثاني أعلى نتيجة في المباريات الافتتاحية بعد فوز إيطاليا على الولايات المتحدة بسبعة أهداف لهدف عام 1934 وعلى الطرف الآخر خانت الخبرة منتخب مصر الشقيق عندما خسر أمام أورغواي بهدف متأخر سجل في الدقيقة التاسعة والثمانين.
بالعودة إلى مجريات المباراة الافتتاحية نجد أنها لم تبلغ المستوى المأمول من السعودية حيث بدت منتخباً عادياً فاقداً لكل أبجديات الحضور المونديالي فكان لقمة سائغة خلافاً للمنتخب المستضيف الذي لم يتوقع هذا الفوز العريض.
المباراة انتهت بخمسة أهداف سجلها غازينسكي (12) وتشيرشيف (43 و91) ودزوبيا (71) وغولوفين (94).
وللعلم فإن تشيرشيف هو أول لاعب بديل يسجل في المباريات الافتتاحية على مدار 21 مونديالاً وبذلك يحافظ منتخب روسيا على هيبة المستضيفين الذين لم يخسروا مباراتهم الأولى في كأس العالم حتى الآن، والحقيقة الدامغة هي أن المراقبين لم يهللوا للفوز الروسي على اعتبار أن المباراة ليست المحك الحقيقي، في الوقت الذي ارتفعت فيه نبرة أن السعودية ستكون جسر عبور لا محالة.
منتخب أورغواي المدجج بالنجوم لم يظهر بالشخصية المعهودة عنه كمنتخب بطل فعانى أمام مصر التي التفت للدفاع أكثر من المغامرة نظراً لغياب محمد صلاح الذي لم يستعد جاهزيته مئة بالمئة فآثر المدرب كوبر عدم الزج به ادخاراً لجهده أمام روسيا والسعودية.
المباراة انتهت بهدف سجله خوسيه ماريا خيمينيز قبل دقيقة من النهاية واضعاً قدماً في الدور الثاني.
للتذكير فإن منتخب أورغواي واجه المنتخبات العربية للمرة الأولى وحقق المنشود.

لا صوت يعلو فوق رونالدو
حفلت مباريات المجموعة الثانية بجملة من الأمور أهمها التعادل المثير بين الجارين الإسباني والبرتغالي في ديربي شبه الجزيرة الإيبيرية بثلاثة أهداف لكل منهما، واستحق كريستيانو نجومية المباراة بتسجيله الهاتريك الوحيد بمرمى المنتخب الإسباني في 60 مباراة مونديالية، ولا نغفل أنه تحقق بمرمى أفضل حارس في العالم دي خيا، وأيقن المراقبون أن المنتخبين سيقتلعان بطاقة العبور نحو الدور المقبل.
وفي المباراة الثانية صدم المنتخب المغربي بنيران صديقة كانت قاتلة أمام إيران في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع بعد أفضلية نظرية للأشقاء.
الديربي الإيبيري بدأه كريستيانو بالتسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة وأنهاه من ركلة مباشرة في الدقيقة 88 كما سجل في الدقيقة 44 بينما سجل لإسبانيا كوستا في الدقيقتين (24 و55) وناتشو في الدقيقة (58).
وهي مباراة صنفت على أنها الأجمل هذا المونديال كما أن هدف ناتشو الأجمل أيضاً.
ومن حيث الأداء كان المنتخب الإسباني الأفضل والأكثر سيطرة والأوفر فرصاً ولكن خطأ ساذجاً من دي خيا أهدى رونالدو الهدف الثاني الذي أتاح للبرتغال فرصة الإزعاج، ولوحظ أن هذه المباراة شهدت ستة أهداف بينما مباراتهما في مونديال 2010 شهدت هدفاً واحداً بتوقيع ديفيد فيا.
في المباراة الثانية أضاع المنتخب المغربي الشقيق فرصة البداية الطيبة وبالتالي رسم البسمة على محيا الجماهير المغربية التي وفدت إلى روسيا قبل المونديال علّها تحتفل بفرحة استضافة مونديال 2026 ولكنها خسرت معركة الاستضافة قبل المونديال بيوم وخسرت في ظهورها الأول بعد المونديال بيوم، وجاءت الرصاصة القاتلة عن طريق عزيز بوهدوس الذي سجل بمرماه في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع كما أسلفنا، ليصبح المنتخب المغربي على حافة الهاوية وخاصة أنه سيواجه العملاقين الإسباني والبرتغالي في الجولتين المتبقيتين.

فرنسا والدانمارك لم يقنعا
في المجموعة الثالثة دخل المنتخب الفرنسي المونديال الروسي يوم السبت الماضي مدججاً بالنجوم مرشحاً للعب دور متقدم ولكنه في الظهور الأول لم يكن مقنعاً رغم الفوز الصعب على أستراليا بفضل تقنية خط المرمى بهدفين لهدف، كما لم يكن منتخب الدانمارك الفائز على البيرو بهدف مقنعاً بل إن الفوز لم يكن مستحقاً عطفاً على مجريات المباراة وخصوصاً أن منتخب البيرو العائد إلى المونديال بعد 36 عاماً أهدر ركلة جزاء مع انتهاء صافرة الشوط الأول.
الأيام الثلاثة الأولى من المونديال شهدت 6 ركلات جزاء ثلاث منها في هذه المجموعة، فسجل الفرنسي غريزمان في الدقيقة (58) والأسترالي جيدناك في الدقيقة (62) ثم سجل الأسترالي بيهيتش بمرماه هدف النقاط الثلاث لمصلحة فرنسا في الدقيقة (81).
وفي المباراة الثانية أضاع البيروفي كويفا ليعاقب منتخبه عندما سجل يوسف بوليسن هدف الدانمارك والمباراة في الدقيقة (59).
المنتخب الفرنسي حقق المأمول بينما منتخب أستراليا تلقى الخسارة الرابعة على التوالي بعد أن تلقى ثلاث هزائم في المونديال الماضي أمام تشيلي وهولندا وإسبانيا.
والمنتخب الدانماركي بدأ بقوة وهذا عرف عام كلما شارك، إذ حقق الفوز في ظهوره الأول أربع مرات خلال مشاركاته الخمس.
البيرو أظهرت قدرات كبيرة تؤكد التطور الملحوظ لمنتخبها في السنوات الأخيرة ولكنها قد تدفع الثمن باهظاً لأن القادم أمام فرنسا أصعب.

ميسي تائه والنيران
الصديقة تقتل النسور
في المجموعة الرابعة بدأ منتخب أيسلندا حضوره المونديال بتعادل ذهبي أمام منتخب التانغو بهدف لمثله فسجل للأرجنتين أغويرو وهو هدفه المونديالي الأول في الدقيقة (19) وعادل فينيوغاسون في الدقيقة (23) وأهدر ليونيل ميسي ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة والستين وهي الركلة الأولى التي يسددها ميسي خلال نهائيات كأس العالم، فكان ذلك سبب التعادل المر ولم يكن غريباً اعتراف ميسي بأنه المسؤول المباشر عن النتيجة الصدمة التي رسمت الكثير من علامات الاستفهام على الأداء الأرجنتيني رغم المحاولات الكثيرة وخصوصاً في الشوط الثاني من جانب ميسي.

منتخب الأرجنتين أمامه الكثير ليثبت نفسه وهو القادم للمنافسة على الكأس، وشهدت المباراة مشاركة ماسكيرانو للمرة 144 على الصعيد الدولي ليصبح عميد لاعبي منتخب بلاده متجاوزاً زانيتي.
في المباراة الثانية خسرت نيجيريا أمام كرواتيا بهدفين سجلهما أتيبو بمرماه في الدقيقة (32) ومودريتش من علامة الجزاء في الدقيقة (71) وهو الهدف رقم 2400 في نهائيات كأس العالم، وبات جمهور المونديال ينتظر هوية صاحب الهدف 2500 في كأس العالم.
ولا خلاف أن الخسارة وضعت منتخب نيجيريا بموقف حرج وجعلته قاب قوسين أو أدنى من الوداع المبكر كما حدث في مونديالي 2002 و2010 علماً أنه المنتخب الإفريقي الوحيد الذي تصدر مجموعته المونديالية مرتين وحدث ذلك 1994 و1998، كما تأهل من بوابة المركز الثاني في مونديال 2014 في مجموعة ضمته الى جوار الارجنتين وإيران والبوسنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن