عربي ودولي

حدود غزة تشعلها النيران وواشنطن بدأت بطبخ صفقة القرن

| رام اللـه – غزة – محمد أبو شباب

يسود حدود قطاع غزة التوتر مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية التي تنفذها طائرات من دون طيار على طول الحدود الشرقية مسفرة عن وقوع العديد من الجرحى في صفوف الفلسطينيين.
وقالت مصادر محلية فلسطينية لـ«الوطن»: إن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية شنت خلال الساعات الماضية ست غارات جوية استهدف إحداها تجمعاً لمجموعة من الأطفال الفلسطينيين ونشطاء مسيرات العودة شرق مخيم البريج وغارة ثانية سيارة شرق مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة فلسطينيين بجروح.
وزعم جيش الاحتلال أن الغارات الجوية على غزة خلال الساعات الماضية استهدفت مجموعة من النشطاء الفلسطينيين الذين يطلقون الطائرات الورقية المحملة بالكتل النارية على الحقول التي تقع في غلاف غزة، والتي تسببت في نشوب حرائق كبيرة في المزارع والحقول داخل فلسطين المحتلة عام 48.
على حين دعا وزراء وأعضاء كنيست في كيان الاحتلال لمعاملة من يطلق الطائرات الورقية كمن يطلق القذائف الصاروخية على المستوطنات الإسرائيلية واستهدافه بالقتل إما بالغارات الجوية وإما بالقصف المدفعي.
وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الطائرات الورقية المحملة بالكتل النارية التي تطلق من غزة تسببت في حرق أكثر من 10 آلاف دونم بخسائر مالية فادحة، داعية جيش الاحتلال إلى معالجة هذا الكابوس الجديد الذي حول حدود غزة لكتلة نارية ملتهبة، وجعلت من حياة المستوطنين جحيماً لا يطاق مع استمرار إطلاق الطائرات الورقية من الفلسطينيين.
وتأتي عملية إطلاق الطائرات الورقية ضمن حراك مسيرات العودة السلمية التي انطلقت منذ الثلاثين من آذار الماضي وأسفرت عن استشهاد 130 فلسطينياً وجرح الآلاف بنيران الاحتلال.
في السياق أعلنت حكومة الاحتلال عن إتمام بناء جزء من الجدار البحري وجدار تحت الأرض على طول حدود قطاع غزة، وهو جدار فريد من نوعه يهدف كما يقول جيش الاحتلال إلى إحباط عمليات حفر الأنفاق على طول حدود القطاع، التي يقول جيش الاحتلال: إنها باتت تشكل تهديداً خطراً على أمن كيان الاحتلال، وخاصة أن تلك الأنفاق وصلت إلى عمق المستوطنات التي تقع في غلاف غزة.
وسياسياً حذرت السلطة الفلسطينية من مخطط الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مؤكدة أن صفقة القرن ولدت ميتة وهي فاشلة ولن يتم التعامل معها.
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وجيه أبو ظريفة لـ«الوطن»: إن «القيادة الفلسطينية حسمت أمرها، ولن تتعامل أو تتصل مع الوفد الأميركي الذي سيصل إلى المنطقة الأسبوع المقبل لطرح ما يطلق عليه صفقة القرن، وهي صفقة خطط لها بهدف تصفية كل قضايا الوضع النهائي».
وأكد أبو ظريفة أن صفقة القرن التي تروج لها واشنطن تقوم على استثناء قضايا القدس واللاجئين وهذا مرفوض فلسطينياً، لأن الحقوق الفلسطينية لا تتجزأ، وقررتها الشرعية الدولية.
وأشار أبو ظريفة إلى أنه من المعيب على طرف في المنطقة الجلوس أو التعاطي مع الوفد الأميركي، لأن رؤية واشنطن لعملية السلام هي الرؤية نفسها التي تدعو إليها حكومة اليمين في كيان الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن