عربي ودولي

القناة العاشرة: غوتيرش قد ينشر تقريراً قاسياً يحذر من اندلاع حرب في القطاع … تصعيد في جبهة غزة والاحتلال يقابل الطائرات الورقية بالصواريخ والقذائف

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب – وكالات

يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً، فقد شنت طائرات الاحتلال أمس الاثنين سلسلة من الغارات الجوية على مناطق متعددة من القطاع، مما تسبب في دماراً في ممتلكات الفلسطينيين.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الوطن» إن الغارات الجوية الإسرائيلية طالت عشرة أهداف في قطاع غزة من بينها مقرات ومواقع عسكرية تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ما أدى إلى تدميرها، وفي أعقاب تلك الغارات ردت المقاومة الفلسطينية وأطلقت عدة قذائف هاون على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية للقطاع التي دوت فيها صفارات الإنذار وطلبت قيادة جيش الاحتلال في غلاف غزة الحذر من الهجمات الصاروخية الفلسطينية.
على صعيد متصل أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد شاب فلسطيني وجرح عدد آخر برصاص الاحتلال أمس، بعد أن فتحت قوات الاحتلال نيرانها على مجموعة من الشبان الفلسطينيين المشاركين في فعاليات مسيرات العودة المتواصلة على حدود القطاع.
في السياق تصاعدت لهجة التهديدات الإسرائيلية ضد القطاع على إثر استمرار إطلاق الطائرات الورقية المحملة بالكتل النارية من نشطاء مسيرات العودة في غزة والتي تسببت كما تقول تقارير إسرائيلية في حرائق واسعة على طول حدود القطاع طالت آلاف الدونمات المزروعة بالحبوب والأشجار. وقال أشرف أبو حسين المختص بالشأن الصهيوني لـ«الوطن»: «إنه من الواضح بأن حكومة الاحتلال تريد جر قطاع غزة لمواجهة عسكرية والتصعيد الذي يحدث على حدود القطاع قد يتدحرج لمواجهة عسكرية في ظل المعطيات الميدانية، وكذلك عوامل تتعلق بالحكومة الإسرائيلية التي تواجه أزمة على صعيد الفضائح ضد نتنياهو».
وحذر أبو حسين من خطورة التصريحات الصادرة عن وزير الحرب افيغدور ليبرمان بتصفية نشطاء في المقاومة الفلسطينية، وخاصة أن هذا التهديد يتزامن مع تضخيم الاحتلال لما يحدث على حدود القطاع، وقد تلجأ دولة الكيان في أي لحظة لتنفيذ عمليات اغتيال بهدف الضغط على الفصائل الفلسطينية لإنهاء مسيرات العودة، ووقف إطلاق الطائرات الورقية التي تعد بمثابة كابوس جديد لكيان الاحتلال.
ومن جانبه قال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة لـ«الوطن»، إنه من الواضح أن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة تسير نحو التصعيد، وأن هناك ضغطاً شعبياً على حكومة نتنياهو للخروج بعملية عسكرية ضد القطاع في أعقاب عدم السيطرة على الأوضاع الأمنية، واستمرار إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، وقد نجد أنفسنا في أي وقت في مواجهة شاملة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الذي ظهر وكأنه عاجز تماماً عن مواجهة الطائرات الورقية التي تعد السلاح الجديد الفعال لدى الفلسطينيين في القطاع، بل وأربك كل المنظومة الأمنية والشعبية الإسرائيلية. وأشار أبو سعدة أن موجة التصعيد الحالية في غزة هي الأعنف منذ تثبيت التهدئة قبل ثلاثة أسابيع بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، وهذا يتطلب من القاهرة التدخل لنزع فتيل هذا التوتر.
وفي السياق كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية على لسان معلّق الشؤون السياسية فيها باراك رابيد أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش قد ينشر خلال هذا الأسبوع تقريراً قاسياً فيما يتعلّق بالوضع في غزة يحذّر فيه من اندلاع حرب. وقال رابيد: إن غوتيرش سيتّهم وزير الأمن أفيغدور ليبرمان بنشر ادّعاءات كاذبة ساعدت في التصعيد، وقول ليبرمان إن جميع المتظاهرين في غزة أهداف شرعية، وهو ما أدى إلى التساهل في استخدام النيران ضد المتظاهرين.
ومن جانبه مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي تسفي دبوش وعلى خلفية المواجهة في المجلس الوزاري المصغر حول استهداف مُطلقي الطائرات الورقية، قال إن وزيراً كبيراً في المجلس شنّ هجوماً على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان فقال: إن «إسرائيل مردوعة من حماس وتخشى الرد على الطائرات الورقية رغم أنها تملك كل الشرعية»، وأضاف إنهما «يتخليان عن سكان الجنوب».
وفي القدس المحتلة عاد التوتر ليخيم على محيط المسجد الأقصى المبارك بعد الاعتداء الآثم من الاحتلال على تلة باب الرحمة شرق المسجد الأقصى المبارك وتحطيم محتوياتها واقتلاع أشجار الزيتون المزروعة بها، وتنفيذ قطعان المستوطنين لاقتحامات جديدة للأقصى بحراسة مشددة من جنود الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن