الجيش تقدم بريف السويداء وأحبط تسللاً للإرهابيين بريف القنيطرة … معركة تحرير الجنوب تقترب أكثر فأكثر
| الوطن- وكالات
حقق الجيش العربي السوري أمس، تقدماً جديداً بريف السويداء بالترافق مع استقدامه لتعزيزات ضخمة إلى محافظة درعا، ما يوحي بأن بدء معركة تحرير المنطقة من الإرهابيين يقترب أكثر من أي وقت مضى.
وسارعت عمان إلى إجراء اتصالات مع موسكو وواشنطن لضمان «عدم تفجر القتال» جنوب البلاد، وتأكيدها التزام الأطراف الثلاثة حماية اتفاق «خفض التصعيد».
وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن الجيش تابع أمس عملياته العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في بادية السويداء، وحقق تقدماً كبيراً على اتجاه تل عرعر انطلاقاً من تل الأصفر باتجاه العمق الشمالي الشرقي، بالإضافة إلى تحقيق تقدم على محور شنوان الساقية وخربة الإمباشي.
من جانبها، أفادت وكالة «سانا» للأنباء، أن وحدة من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة اشتبكت أمس مع مجموعات إرهابية تسللت من محور مسحرة «أم باطنة» العجرف باتجاه بعض النقاط العسكرية في محيط قرية جبا وتل كروم جبا بالريف الشرقي لمحافظة القنيطرة.
ولفتت الوكالة إلى أن الاشتباكات انتهت بإحباط محاولة التسلل بعد سقوط أغلبية الإرهابيين المهاجمين بين قتيل ومصاب وتدمير إحدى آلياتهم، بينما لاذ الباقون بالفرار تاركين أسلحتهم وقتلاهم.
وتنتشر في بعض قرى وبلدات ريف القنيطرة مجموعات إرهابية تتبع في معظمها لتنظيم «جبهة النصرة» وتتلقى مختلف أنواع الدعم اللوجستي والتسليحي من كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يقوم بنقل مصابي الإرهابيين للعلاج في مشافيه داخل الأراضي المحتلة.
في الأثناء، استهدفت مدفعية الجيش مواقع الإرهابيين في بلدة بصر الحرير بريف درعا، بحسب صفحات على «الفيسبوك»، بالترافق مع رمايات مدفعية استهدفت مواقع ونقاط المسلحين في بلدة «الغارية الغربية» في ريف درعا الشمالي الشرقي.
وترافق ذلك، مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش إلى درعا تمهيداً لشن عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المنتشرة هناك، بحسب تسجيلات وصور نشرتها وكالة «أنا نيوز» الروسية للأنباء أمس.
وأفادت الوكالة، أن الحشود تابعة لقوات النخبة في الجيش العربي السوري، وعددها نحو 50 دبابة، و30 مدفعاً من نوع «هاوتزر عيار 152». وأشارت إلى أن «هجوماً كبيراً سيكون في المنطقة الجنوبية في أقل من شهر»، إلا أنها رفضت ذكر تفاصيل العملية ووصفتها بـ«السرية»، بينما تحدثت مواقع إلكترونية أن جنوداً من قوات النخبة و«الفرقة الرابعة» أعلنوا عن توجههم إلى درعا، صباح أمس.
مصادر أهلية جهتها، أفادت بأن قوات الجيش استقدمت المزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداتها في محافظة درعا من حيث العناصر والآليات، بالإضافة لتعزيز نقاطها وتحشداتها في منطقة مثلث الموت شمال غرب درعا وفي المدينة.
وكانت مواقع إلكترونية معارضة نقلت أول من أمس عن متزعم تنظيم «ألوية الفرقان» الإرهابي، محمد ماجد الخطيب قوله: إن الاجتماع الثلاثي الأميركي- البريطاني- الروسي بشأن الجنوب نتج عنه خلاف كبير، وستبدأ محاولات «النظام» في الاقتحام في الساعات القليلة المقبلة.
يأتي ذلك بعد زيارة وزير الدفاع العماد علي عبد الله أيوب، الجمعة، إلى المنطقة الجنوبية في سورية لتفقد القوات العاملة فيها.
ودفع الخوف من تفاقم الوضع في الجنوب، الأردن التي تعتبر ضامنة لـ «خفض التصعيد» في المنطقة، إلى إجراء اتصالات مع عدة دول لضمان «عدم تفجر القتال».
وأفادت وكالة «بترا» الأردنية، أن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أجرى اتصالاً الأحد مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أكد خلاله على «أهمية الحفاظ على اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري». وأشار الصفدي إلى أن الأردن تجري اتصالات مع كل من واشنطن وموسكو لضمان عدم تفجر القتال في المنطقة الجنوبية والحفاظ على الاتفاق.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن مصادر دبلوماسية أردنية زعمها أن هناك تأكيداً من موسكو على أنه لن يكون هناك غطاء جوي من روسيا لأي تحركات تقوم بها قوات الجيش العربي السوري أو «القوات الإيرانية» في الجنوب، ما يعني أن القوات التي ستقوم بالتحرك للسيطرة على أي مناطق في الجنوب ستكون مكشوفة للولايات المتحدة و«إسرائيل».
إلى ذلك، وبحسب ما ذكرت صفحات على «الفيسبوك»، جرت أمس اشتباكات بين «الجيش الحر» الإرهابي ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي، على أطراف بلدتي حيط وجلين وبالقرب من «الحاجز الرباعي» في ريف درعا الغربي، وسط تبادل القصف بقذائف الهاون والدبابات، بينما استهدف مسلحو التنظيم سيارة مدنية قرب «الحاجز الرباعي»، ما أدى لإصابة سائقها، على حين قتل الإرهابي محمود أحمد المصري الملقب «أبو حمزة» بعد إطلاق النار عليه من قبل مجهولين أمام منزله في بلدة محجة بريف درعا.