سورية

برلمانية عراقية طالبت بطرده من بلادها.. و«الحشد الشعبي» نعى 22 شهيداً … «تحالف أميركا» يغير على الجيش وحلفائه لإنقاذ الدواعش بدير الزور

| الوطن- وكالات

بعد أيام من طرد الجيش العربي السوري لتنظيم داعش الإرهابي من مناطق واسعة بريف دير الزور، ومع تسليم التنظيم آخر معاقله في ريف الحسكة لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، لم يجد التحالف طريقاً لإنقاذ التنظيم سوى استهداف الجيش العربي السوري وحلفائه.
وأول من أمس تسلمت «قسد» بلدة الدشيشة آخر معقل لداعش في ريف الحسكة، وذلك بمساعدة أميركية فرنسية إيطالية، وتحول مسلحو التنظيم لقتال الجيش العربي السوري في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وليل الأحد الاثنين اعتدى طيران «التحالف» على أحد مواقع الجيش العربي السوري في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما تسبب بارتقاء شهداء ووقوع جرحى.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري قوله: إن «التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية في بلدة «الهري» جنوب شرق البوكمال ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح».
واعتبرت الوكالة أن هذا العدوان الجديد لـ «التحالف الدولي» يأتي بعد ثلاثة أيام من تحرير وحدات الجيش المنطقة الممتدة بين طريق حقل الورد والمعيزلة والطماح وصولاً إلى فيضة ابن موينع بمحور يبلغ طوله 40 كيلومتراً وتمشيطها مساحة تقدر بـ 2000 كيلو متر مربع من مخلفات إرهابيي داعش في البادية الغربية للميادين.
ولفتت الوكالة إلى أن «التحالف» يعمد بين الفترة والأخرى إلى استهداف مواقع الجيش في محاولة يائسة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية المنهارة أمام تقدم الجيش وهزائمها المتلاحقة.
وتؤكد التقارير الميدانية أن واشنطن تقدم مختلف أنواع الدعم لتنظيم داعش لمنعه من الانهيار والاستمرار في استثماره كأداة لإبقاء قواتها بشكل غير شرعي داخل الأراضي السورية وسرقة المقدرات الاقتصادية في المنطقة الشرقية عبر مرتزقتها من المجموعات الإرهابية.
بدورها اعتبرت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» الروسية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «الضربات الجوية التي استهدفت قوات موالية للقوات الحكومية السورية بمثابة الدعم المباشر لتنظيم داعش الإرهابي الذي يشن هجمات في تلك المنطقة وتقوم تلك القوات بالتصدي له».
وشددت القناة على أن العمل «عدائي يهدف إلى إفساح المجال لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي بالتمدد في المنطقة من جديد».
على الطرف الآخر، وفي محاولة للهروب من المسؤولية نفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن يكون سلاح الجوي الأميركي أو طائرات التحالف قد وجهت ضربة ضد الجيش العربي السوري في منطقة البوكمال.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن المتحدث باسم «البنتاغون»، أدريان رانكين غالاوي، قوله: «هذه ليست ضربة أميركية أو من التحالف».
من جانبه، ذكر المكتب الإعلامي لـ«التحالف الدولي» في رسالة عبر البريد الإلكتروني رداً على سؤال وجهته له وكالة «فرانس برس» أنه «لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة».
وتحدثت وكالة «فرانس برس» عن استشهاد أكثر من 50 مقاتلاً ولفتت إلى أن غالبيتهم من القوات الحليفة والرديفة.
وكان الرئيس بشار الأسد كشف الأربعاء الماضي في مقابلة مع قناة «العالم» عن تواجد «مجموعات من المتطوعين من الإيرانيين الذين أتوا للقتال في سورية»، لكنه نفى وجود «تشكيل، تماماً، كتيبة أو لواء أو فرقة»، كما كشف أن «هناك أخوة من العراق».
ووفقاً للوكالة الفرنسية، تُشكل محافظة دير الزور مثالاً على تعقيدات الأزمة السورية، مشيرة إلى أن المحافظة تشهد على عمليات عسكرية تنفذها أطراف عدة ضد تنظيم داعش، كما تحلق في أجوائها طائرات لقوى متنوعة تدعم العمليات العسكرية ضد الجهاديين.
وأفاد مراسل «فرانس برس» في مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار العراقية الاثنين، عن وصول جثث ثلاثة قتلى من شرق سورية، ينتمون إلى كتائب «حزب الله العراقي»، كما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري في دير الزور لم توضح صفته إن كان ينتمي للجيش العربي السوري أو لا، قوله: إن الضربة الجوية طالت «مواقع مشتركة سورية عراقية في منطقة الهري».
وبحسب قناة «روسيا اليوم» أصدرت هيئة «الحشد الشعبي» العراقية، «بياناً توضيحياً» أكدت فيه «قيام طائرة أميركية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سورية بصاروخين مسيرين ما أدى إلى استشهاد 22 مقاتلاً وإصابة 12 بجروح».
وطالب الحشد «الجانب الأميركي بإصدار توضيح بشأن ذلك خصوصاً أن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات المواجهة مع الإرهاب».
وتابع «الحشد الشعبي» موضحاً أن قواته «موجودة على الشريط الحدودي منذ انتهاء عمليات تحرير الحدود ولغاية الآن بعلم العمليات المشتركة العراقية».
وأضاف: «بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية كون الحدود أرضاً جرداء، فضلاً عن الضرورة العسكرية فإن القوات العراقية تتخذ مقراً لها شمال منطقة البوكمال السورية والتي تبعد عن الحدود 700 متر فقط كونها أرضاً حاكمة تحتوي على بنى تحتية وقريبة من حائط الصد حيث يتواجد الإرهاب الذي يحاول قدر الإمكان عمل ثغرة للدخول إلى الأراضي العراقية وهذا التواجد بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية».
وأكد البيان، «نعتقد أن مثل هذه الضربات جاءت كمحاولة لتمكين العدو من السيطرة على الحدود بعد أن قدمت القوات العسكرية من جيش وقوات حدود وحشد التضحيات لتحرير هذه المناطق وتطهير الحدود».
وفي أقوى رد فعل عراقي حثت النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، فردوس العوادي، في بيان لها أمس حكومة بغداد على اتخاذ موقف حاسم إزاء استهداف «التحالف الدولي» لعناصر الحشد كجزء لا يتجزأ من المؤسسات الأمنية العراقية، مطالبة مجلس الوزراء بطرد قوات التحالف من العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن