ثقافة وفن

هل يتجاوز التلفزيون ظروفه البرامجية؟

| يكتبها: «عين»

نشأت (فكرة) وجود البرنامج التلفزيوني، أصلاً، لتكسر حدة التشابه في ساعات البث، ويوم (اندلع) البث التلفزيوني في أميركا ودول العالم في القرن الماضي، كان ذلك من الهواجس الأساسية للعاملين في هذا المجال، لأنهم كانوا يتصورون أهمية هذا الاختراع العجيب القادر على صناعة الرأي العام وحتى تشكيل أذواق الناس!
والغريب أن ما خاف منه رواد البث التلفزيوني في العالم، قبل نحو مئة سنة، هو ما وقعنا فيه، وما اشتغل عليه رواد البث التلفزيوني عندنا من صناعة تلفزيونية وبرامج نوعية هو ما ابتعدنا عنه!

راقبوا المسألة بدقة!
القصة وما فيها هو التشابه، وببساطة: لا يوجد (فكرة برامجية) في التلفزيون العربي السوري إلا في عدد محدود من البرامج، أي إن (القص واللصق) على قدم وساق، وعندما تكون هناك فكرة لابد وأن تكون ملطوشة، ومقلدة برداءة: أتذكرون برنامج (كلام كبير)؟!
هذا ليس ظلماً ولا تجنياً على أحد، لأن ما يحصل هو اتباع طريقة عمل ينبغي على المُعدّين والمخرجين السعي إلى تجاوزها بأسرع وقت ممكن، والكف عن التواكل على رزق يأتي بالسلة!
وتشابه البث في برامج العيد السعيد الذي ودعناه، يذكرنا بمن قال إنه إذا تناول الإنسان كل يوم طبق لحمة يمل، فكيف إذا كان الطعام «برغل» من دون تقلاية وملح!
برامج العيد، بنيت بالطريقة نفسها التي تجري منذ سنوات طويلة، (برغل من دون تقلاية وملح)، وبالنسبة لبرامج المسابقات، فقد صارت من الفضيحة المهنية، التي لا نفعل شيئاً سوى أنها تسد فراغاً من البث تدفع الدولة ثمناً كبيراً له!
اليوم يتهيأ التلفزيون إلى دورة برامجية، وستنطلق بإرادة جدية حيث جرى الشغل عليها خلال أكثر من سنة، وستترافق هذه الدورة مع رؤية بصرية جديدة، وربما سنعتذر عندها عن انتقادنا الذي كتبناه من قبل، ولكن نرجوكم، لا نريد أن توافقوا في المرات القادمة على برامج تشبه (لعنة كارما) التي أدتها هيفاء وهبي خلال مسلسلها الشهير في رمضان، وكان كل شيء منفوخاً بالسيلكون حتى القصة الدرامية!

احتجاج صادق وغاضب!
لا يمكن للعين أن تقبل أبداً ما تم عرضه في (حارة خارج التغطية) في قناة سورية دراما، فعلى مدار أكثر من ربع ساعة نحن أمام عرس سخيف تهريجي يطحن إحساس المشاهد ويسخر منه على كل الصعد: التصوير والمونتاج والتمثيل والموسيقا.
كيف تمت الموافقة على بثه؟ ونرجو من الإدارة الكريمة، حتى لو كان هناك رغبة في تشجيع المنتج الوطني، أن تُعلّم المنتجين، أن لا مكان للرديء لدينا.. نرجوكم!

قيل وقال
• المذيع محمد ذو الغنى الذي يقدم برنامج مسابقات جماهيرياً، قال على الهواء إن هناك من يقلد برنامجه. له يا أستاذ محمد.. هل تعتقد أن برنامجك ماركة؟!
• مذيعات برنامج (مسابقة بعد الإفطار) نطلب منكم إعادة مشاهدة تسجيلات الحلقات التي عرضت في رمضان، هل أنتن راضيات عن هذا التقديم؟!
• العراضة أصبحت جزءاً من البرامج بعد أن اشتغلت عليها مسلسلات أبواب الحارات.. أوقفوا العراضات في برامج التلفزيون، فما الحاجة لعراضة في برنامج مسابقات يومي؟!
• لا يوجد وجهات نظر متعارضة في الحوارات التي تجري حول الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان، فهل الأمور على ما يرام؟!

الشكر للتلفزيون!
رغم كل ملاحظاتنا الانتقادية على البرامج، لابد من توجيه الشكر إلى التلفزيون لقيامه بعرض الأفلام الجميلة عن الحرب في سورية، وفيها أحسسنا بعمق النظرة الفنية لهذا الإنتاج الاستثنائي!

باليد
• إلى الإعلامي خالد جبلي: بعد أن توليتم مسؤولية إدارة قناة نور الشام، نتوقع منكم الشروع، ومن دون تردد، بتحديث آلية العمل لديكم، والبناء على برامج نوعية تليق باسم القناة وأهدافها السامية، وخاصة أنكم عاصرتم برامجها طويلاً وتعرفون نقاط الضعف!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن