رياضة

هاري القناص يهدي الإنكليز فوزاً أول … الوقت القاتل يخذل رابع العرب

| الوطن

خطف منتخب الأسود الثلاثة فوزاً مستحقاً من نظيره نسور قرطاج التونسي بهدفين لهدف في مستهل مشوارهما ضمن المجموعة السابعة للمونديال الروسي مؤكداً تفوقه على ممثلي الكرة العربية التي خرجت صفر اليدين من الجولة الأولى للبطولة ومن سوء حظ ممثليها أن ثلاثة منهم تلقوا الهدف الحاسم في الدقائق القاتلة التي قتلت حلم التوانسة وأبناء لغة الضاد بخطف أول نقطة في الكأس العالمية ويحسب للأشقاء أنهم أول من هز شباك آباء كرة القدم بين العرب (مونديالياً) وأنهم فرضوا التعادل حتى نهاية الوقت الأصلي.

الإنكليز قادمون
لا يمكن وصف الفوز الإنكليزي بالسرقة أو غير المستحق بل على العكس فلم يقدم التونسيون أداءً لافتاً كما فعل المغاربة ولم يجاروا المنافس مثلما فعل المصريون فقد بدا النسور وكأنهم استكانوا لأفضلية أبناء ساوثغيت منذ البداية حتى إن الأخيرين أهدروا ثلاث فرص مؤكدة في عشر الدقائق الأولى بفضل تألق الحارس (المعز حسن) قبل أن يفتتح هاري كين التسجيل في الدقيقة 11 على طريقة غاري لينيكر استفاد فيها من تصدي الحارس لكرة من ركنية فأعادها إلى المرمى دون عناء ومع الهدف غادر الحارس التونسي ليدخل فاروق بن مصطفى كأسرع تبديل بالمونديال الحالي ما أربك حسابات المدرب نبيل معلول بعض الشيء.
بالطبع لم يكن الهدف مصادفة بدليل أن الأسود الثلاثة واصلوا أفضليتهم مقابل بعض الهجمات الخجولة (العنترية) للتونسيين ومن ركنية نادرة احتسب الحكم الكولومبي ركلة جزاء لمصلحة فخر الدين بن يوسف ترجمها فرجاني الساسي إلى هدف التعادل هو الأول للعرب في روسيا 2018 لينجح الأشقاء بالخروج به من الشوط الأول.

لعنة النهايات
في الشوط الثاني واصل الإنكليز أفضليتهم في محاولة لحسم الأمر باكراً إلا أنهم اصطدموا برغبة التونسيين الجامحة للظفر بنقطة التعادل وبدا ذلك ممكناً مع انكفائهم للدفاع ونجحوا إلى حد كبير من تخفيف الخطورة بعض الشيء مع إهدار رفاق هاري كين عدداً من الفرص القليلة فعلياً أمام المرمى فلم يختبر الحارس البديل كثيراً على حين لم يهدد التونسيون مرمى الإنكليز أبداً ومع الثواني الأولى من الوقت بدل الضائع استغل الإنكليز مجدداً ركنية جديدة تحولت إلى حيث الثعلب كين متربصاً مثل هذا الصيد السهل فحولها إلى الشباك (برأسه هذه المرة) معلناً هدف الفوز الثمين والمستحق ليقود الأسود الثلاثة إلى حصد أول ثلاث نقاط في البطولة واضعاً قدماً لهم في الدور الثاني.

بداية غير مشجعة
بالطبع لم يكن منتظراً من التونسيين أن يتفوقوا على منافسهم الآتي إلى المونديال باحثاً عن شرف بلده التي تعتبر نفسها أم كرة القدم، فلا الأسماء ولا التاريخ يشفعان لأولاد نبيل معلول بالمقارنة مع خلفاء لينيكر وشيرر وسواهما، إلا أن الغريب فعلاً كان المستوى الخجول الذي قدمه خلفاء طارق دياب في العرس بعد غياب 12 عاماً فلم يقدموا جملاً تكتيكية في الشق الهجومي وخاصة أننا لم نر أي تهديد للمرمى الإنكليزي من هجمة مرسومة، وكذلك ظهر الارتباك حتى على المستوى الدفاعي الذي لعبوا به طوال الوقت وعليهم أن يشكروا الظروف لأنهم لم يتلقوا سوى هدفين، على حين بدا المنتخب الإنكليزي مرعباً مع كل دقيقة، وقدم لاعبوه صورة أولية مضيئة وبالتأكيد فإنه لن يكون منافساً عادياً في هذه النسخة على عكس النسخة الماضية عندما خرج من الباب الخلفي من دون أي فوز.
وبالأرقام ظهر التفوق الإنكليزي جلياً فقد حازوا الكرة قرابة 60% من وقت اللعب وسددوا 17 مرة منها 7 بين الأخشاب على حين سدد الأشقاء 6 مرات لم يصيبوا المرمى فيها.

هوامش
– حقق الإنكليز فوزهم الرابع على منافس عربي والثالث بفارق هدف علماً أن هدف تونس هو الأول الذي يلج مرمى الإنكليز في 6 مباريات جمعتهم مع العرب وجاء من ركلة جزاء.
– ركلة الجزاء هي السابعة في المونديال الحالي سجل منها خمس ركلات وأهدر كويفا البيروفي واحدة وتصدى الحارس الآيسلندي لركلة ميسي.
– الهدف العربي حمل الرقم 51 بتاريخ المونديال وهو الخامس من علامة الجزاء بعد هدف المصري مجدي عبد الغني بمرمى هولندا 1990 (1/1) والسعودي فؤاد أنور بمرمى المغرب 1994 (2/1) والتونسي اسكندر سويح بمرمى رومانيا 1998 (1/1) والجزائري بمرمى بلجيكا 2014 (1/2) أي إن أربعة منها كان ضد الأوروبيين.
– ثنائية هاري كين هي الأولى للاعب إنكليزي بالمونديال منذ تسجيل غاري لينيكر هدفين عندما فاز منتخب بلاده على الكاميرون 3/2 في ربع نهائي نسخة 1990.
– ثنائية هاري كين هي الثامنة للاعب إنكليزي في المونديال وفي اثنتين منها سجل غريفز ولينيكر (الثلاثية) علماً أن الأخير سجل هدفين في مناسبتين أخريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن