رياضة

مباراة الأمل الأخير للمغاربة أمام البرتغال … أسود شيران لمباغتة اللاروخا المهزوز

| خالد عرنوس

تتوالي منافسات مونديال روسيا 2018 وفي اليوم السابع تخوض منتخبات المجموعة الثانية منافسات الجولة الثانية في الدور الأول ففي ملعب لوجينكي بالعاصمة الروسية يلتقي منتخبا البرتغال والمغرب في إعادة للقاء مونديالي وحيد بينهما وهي فرصة مناسبة للهداف رونالدو ورفاقه للثأر من أسود الأطلس الذين اكتسح أسلافهم البرتغاليين قبل اثنين وثلاثين عاماً وهي مواجهة صعبة نظرياً للأشقاء الذين خسروا مباراتهم الأولى على حين تبدو أسهل للبرتغاليين الذين فرحوا بنقطة في مباراتهم الأصعب ضمن الدور الأول.
وفي ملعب كازان أرينا بمدينة كازان يحاول المنتخب الإسباني بطل أوروبا والعالم السابق حسم صدارة المجموعة عندما يواجه أسود شيران (الإيراني) صاحب الصدارة بعد الجولة الأولى وهي الأولى بين المنتخبين على الصعد كافة وبالتأكيد تبدو الأمور في مصلحة اللاروخا على حساب (غول) آسيا وخاصة في ظل تفوق الأوروبيين الواضح بجلاء في النسخة الحادية والعشرين من العرس العالمي.

قبل أن تتعقد الأمور
قدم اللاروخا عرضاً جميلاً في مباراته الأولى أمام الجار البرتغالي ذكر العالم بعروض تشكيلة ديل بوسكي إبان فوزه بكأس العالم وكأس أوروبا خلال العقد المنصرم وذلك من حيث الاستحواذ على الكرة واللعب الجماعي والتمريرات السريعة والقصيرة (على طريقة التيكي تاكا) والفنيات الجميلة التي قدما إنييستا وإيسكو على وجه الخصوص وإن عابه الارتباك الدفاعي ولاسيما في الهجمات العكسية فتلقى ثلاثة أهداف كانت كافية لحرمانه من النقاط الثلاث، وهو ما يسعى المدرب (الطازج) فرناندو هييرو إلى تفاديه وهو اللاعب الذي مثل إسبانيا في ثلاثة مونديالات في مركز قلب الدفاع، ولا يمكن الحكم على عمل قائد ريال مدريد السابق من مباراة البرتغال وهو الذي أشرف على فريقه خلالها بعد ساعات قليلة من وصوله الأراضي الروسية وربما وضع أولى لمساته على طريقة اللعب في لقاء اليوم الذي يبدو أسهل نظرياً إذا ما قارناه مع البرتغالي.
ويبدو اللاروخا نظرياً في وضع أفضل من نظيره الإيراني وهو مطالــب بتأكيــد الأمـــر واقعيـــاً على أرض الملعب لعباً ونتيجة وخاصة أن أي مفاجأة سوف تعقد الأمور والإسبان يريدون الحسم مبكراً وخطف الصدارة من الفريق الآسيوي الذي تصدر الجولة الأولى.

الوجه الجميل
لم يسبق للمنتخب الإيراني أن تجاوز الدور الأول في أربع مشاركات سابقة لكنه في روسيا يأمل كسر هذه القاعدة وإن كان على حساب أحد عملاقين مرشحين للمنافسة على اللقب وجاء فوزه القيصري في الافتتاح ليكبر الأمل ويصبح طموحاً يسعى إليه المدرب البرتغالي كيروش فيسعى إلى مباغتة اللاروخا على غرار ما فعله مواطنوه وإن بدا الأمر صعباً واعتماده على جداره الدفاعي الذي أتى أكله في مرات كثيرة وخاصة خلال التصفيات عندما نجح بالحفاظ على نظافة شباكه 12 مباراة متتالية وهاهو نجح بهذا الأمر في المباراة الأولى بعدما تلقى هدفين فقط في 6 مباريات ودية قبل المونديال، إلا أن نوعية اللاعبين الإسبان مختلفة تماماً بالتأكيد ويجب الحذر أكثر أمام مهاجم من عينة دييغو كوستا على سبيل المثال وهو الذي سجل هدفين أمام دفاع البرتغال القوي والذي كان سبباً رئيساً بتتويجه بطلاً لأوروبا قبل عامين.
ذكريات جميلة
قبل 32 عاماً وفي مونديال 1986 بالتحديد تقابل منتخبا البرتغال والمغرب ويومها نجح أبناء الأطلس بقلب التوقعات وفازوا وتأهلوا إلى الدور الثاني واليوم يحاول الأشقاء استحضار تلك الذكريات الخالدة عندما يلتقون السيليكيسيون من جديد وفي مناسبة متشابهة مع اختلاف أن رفاق الزاكي يومها كانوا في وضع أفضل من ناحية النتائج بينما اليوم فإن زملاء المهدي بن عطية لم يحصدوا سوى الخيبة بعد مباراتهم الأولى التي خسروها رغم أنهم قدموا عرضاً جيداً لم تأت خاتمته بالشكل المثالي.
ومع فـــارق أن البرتغال اليوم هي بطلة أوروبا وتملك كريســـتيانو رونالـــدو الهداف ونجم النجوم الذي دخل المونديال بقوة على غير عادته ويجب على المدافعين المغاربة إيقافه أولاً في حال أرادوا الخروج بنتيجة إيجابية تبقي على الآمال الضعيفة، وهو ما يحاول المدرب هيرفيه رينار فعله مع التأكيد على تحسين فعالية الجبهة الهجومية التي خذلتها النهايات.
للذكرى والتاريخ
فوز المغرب على البرتغال في مونديل 1986 خلدته ذاكرة المونديال لأكثر من سبب، وأهمها أنه الفوز الذي أهل أسود الأطلس إلى الدور الثاني كأول فريق عربي وإفريقي يتخطى دور المجموعات وهو الفوز الأغلى لمنتخب عربي حتى ذلك الحين وبه تصدروا المجموعة السادسة متفوقين على ثلاثة منتخبات أوروبية وهو لم يحصل من قبل ولا بعد.
يومها مثل المغرب كل من: الزاكي، لعبيد خليفة، لمريس، خيري، عبد الكريم ميري، الظلمي، التيمومي، الحداوي (السليماني)، بودربالة، البياز، البويحياوي، وعبد الرزاق خيري، والمدرب (البرازيلي) خوزيه فاريا.
وقد سجل خيري (هدفين) وميري (كريمو) للمغرب في الدقائق 19 و25 و62 على حين سجل ديامنينتو هدف البرتغال اليتيم في الدقيقة (80).

لقاءات سابقة
– اللقاء هو الأول بين إسبانيا وإيران على حين هو الثالث بين المغرب والبرتغال والثاني كان على الصعيد الأولمبي ضمن أولمبياد أثينا 2004 ويومها فاز البرتغالي 2/1 وكان رونالدو حاضراً فيها بل سجل الهدف الأول.
– تقابلت إسبانيا 5 مرات مع منافس آسيوي ففازت مرتين على السعودية 1/صفر (2006) وأستراليا 3/صفر (2014)، وتعادلت 3 مرات كانت كلها أمام كوريا الجنوبية وبواقع 1/1 (1990) و2/2 (1994) والمباريات الأربع السابقة ضمن دور المجموعات أما الخامسة فكانت في ربع نهائي 2002 والتعادل كانت سلبياً قبل أن يفوز الكوريون بركلات الترجيح.
– في 6 من 12 مباراة خاضتها إيران في 4 مشاركات سابقة كانت أمام الأوروبيين فخسرت بـ5 منها وتعادلت بواحدة كانت أمام اسكتلندا في مونديال 1978 بنتيجة 1/1.
– 4 مرات لعبت البرتغال ضد الأفارقة ففازت على أنغولا 1/صفر (2006) وعلى غانا 2/1 (2014) وتعادلت مع ساحل العاج صفر/صفر (2010) وخسرت من المغرب.
– لعبت المغرب 13 مباراة في 4 مشاركات سابقة كانت 10 منها أمام منتخبات أوروبية ففازت مرتين على البرتغال وعلى اسكتلندا 3/صفر (1998) وتعادل بأربع وخسرت أربعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن