أكد أن قرار الدولة النهائي هو دعم عودة جميع السوريين وإحياء المناطق المحررة … سريول لـ«الوطن»: أغلبية أهالي الغوطة بالشمال يرغبون بالعودة
| سيلفا رزوق
أكد عضو مجلس الشعب عن مدينة دوما محمد خير سريول، أمس، أن قرار الدولة السورية يقضي بدعم عودة جميع أهالي الغوطة وغيرهم إلى بيوتهم وبلداتهم وتسهيل هذه العودة عبر تقديم الخدمات الضرورية وتسريع عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش العربي لتخليص مناطقهم من الألغام التي خلفها الإرهابيون.
وفي حديث مع «الوطن»، قال سريول: إن نسبة كبيرة من أهالي الغوطة والذين اختاروا الذهاب صوب الشمال، سواء بضغط من التنظيمات الإرهابية، أم ممن جرى تغريرهم وتخويفهم من البقاء في بلداتهم، يتواصلون مع أطراف في لجان المصالحة ومع أعضاء مجلس الشعب عن المنطقة، ويرغبون بالعودة إلى بيوتهم وأكد أن نحو 70 بالمئة ممن غادر الغوطة باتجاه الشمال السوري على استعداد للعودة، كذلك شبابهم مستعدون للانخراط في المجتمع مجدداً وأداء «خدمة العلم».
واعتبر سريول، أن ما شجع هؤلاء على طلب العودة إلى مناطقهم مجدداً هو طريقة تعامل الدولة مع أبنائها ممكن بقوا داخل الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق، وكذلك الصعوبات التي واجهها هؤلاء في المناطق التي خرجوا إليها، وحالياً يجري التواصل مع هذه العائلات وكذلك مع الجهات المعنية لتسهيل وصولها، علماً أن هناك توجيهات واضحة من الرئيس بشار الأسد بتسهيل عودة السوريين سواء من أهالي الغوطة الشرقية أم غيرهم والإسراع بإتمام كل الإجراءات اللازمة اللوجستية والأمنية.
وأشار النائب في مجلس الشعب عن مدينة دوما إلى الجهود التي تجري اليوم من قبل الفعاليات الأهلية والمعنية والخطط التي يتم متابعتها سواء على الصعيد الخدمي أم على صعيد الوعي السياسي أم الاجتماعي، لاستدراك بعض الأمور التي كانت أحد الأسباب التي مكنت الإرهاب من اختراق المجتمع والتأثير فيه.
وقال: «هذا الأمر جرى التوجيه به من أعلى مستويات القيادة السورية، بهدف تحصين المجتمع من أي محاولات خارجية لاستغلال هذه الثغرات مجدداً»، كاشفاً عن اهتمام عالي المستوى تبديه الجهات المعنية في الدولة لتدارك أي محاولة أو مؤامرة يمكن أن يحاول أعداء الوطن الاشتغال عليها، وخصوصاً لجهة «العودة إلى الدين الحقيقي دين المحبة والإخاء ومحاربة الفكر الدخيل على مجتمعنا».
وأعاد سريول التأكيد على أن التعليمات الصادرة عن رئيس الجمهورية، تقضي بإعادة كل الأهالي إلى بيوتها وأي تأخير سيكون بسبب عدم التمكن من تخديمها أو الانتهاء من تمشيطها أمنياً، ولا يوجد أي خطوط حمراء حول إعادة الجميع وهذه التعليمات صارمة.
وحول عودة المعامل والنشاط الاقتصادي للغوطة، أشار سريول إلى الجهود التي بذلت لإعادة الخدمات الأساسية من كهرباء وغيرها وإيصالها للمعامل في محاولة لإعادة إطلاق العملية الإنتاجية، «وهذا ما حصل فعلاً في منطقة تل كردي وما سيجري قريباً في منطقة القابون».
ولفت سريول في هذا الإطار إلى التسهيلات التي قدمتها الدولة من قبيل الإعفاء من فوائد القروض المتعثرة، وتسهيلات بنكية وتأمين مستلزمات الصناعة، وتجديد الرخص الصناعية من دون أي رسوم، وغيرها من التسهيلات الممكنة يجري تقديمها في سبيل إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية في المناطق المحررة من الإرهاب، وهناك تعليمات صارمة للمؤسسات لتقديم خدماتها ضمن مجالها.
وكانت صحيفة «الوطن» نقلت في وقت سابق عن مصادر أهلية قولها إن أعضاء في لجان المصالحة من مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية، شارفوا على إنهاء الإجراءات مع الجيش العربي السوري، للسماح بعودة عددٍ من الأسر التي اختارت الرحيل من الغوطة إلى الشمال، على أن تكون العودة قريبة.
وبحسب المصادر، فإن الأسر الراغبة بالعودة، لم تستطع التأقلم في الشمال، بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع إيجارات المنازل، وعدم وجود موارد مالية كافية لتغطية احتياجاتهم اليومية.
وبتوجيهات من الرئيس الأسد، عمدت الجهات المختصة أول من أمس إلى فتح طرق العودة أمام أهالي قرية مرج السلطان إلى قريتهم التي باتت آمنة بعد استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على كامل مساحة غوطة دمشق الشرقية، لتكون بذلك باكورة القرى الفارغة من سكانها التي يسمح بعودة الأهالي إليها.
«الوطن» جالت في القرية، وكانت شاهداً على بدء عودة الأهالي إلى مرج السلطان التي تعرضت لدمار كبير على يد التنظيمات الإرهابية.